20 عاما على هجمات سبتمبر.. أمريكا بين الإرهاب و"الأمان"
20 عاما انقضت على الهجمات التي استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها انقضى أيضا عقدان من البحث عن "أمان" في حرب واسعة على الإرهاب.
هجمات إرهابية تعتبر الأكثر دموية على الأراضي الأمريكية، وتسببت في حروب دولية في أفغانستان والعراق، وإنشاء وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، وحرب على الإرهاب لا تزال مستمرة.
وأسفرت الاعتداءات التي وقعت في 11 سبتمبر/أيلول 2001 ونفذها تنظيم القاعدة، عن مقتل حوالي 3 آلاف شخص، بينهم 340 من رجال الإطفاء، و72 من رجال إنفاذ القانون. فيما أصيب حوالي 25 ألفا.
وبعد عقدين من الزمن، يواجه الأمريكيون تهديدات جديدة مثل الإرهاب السيبراني والتطرف الداخلي، علاوة على تداعيات الانسحاب من أفغانستان.
"أمان وهمي"
شبكة "دبليو تي تي دبليو" الأمريكية تحدثت مع أستاذ التاريخ بجامعة ديبول في شيكاغو، توماس موكيتيس، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو روبرت بيب؛ لمناقشة التهديدات الإرهابية ومدى الأمان اليوم.
ورأى موكيتيس أن أحداث 11 سبتمبر غيرت العالم بطريقة دقيقة وعميقة؛ مشيرًا إلى أن السفر لن يكون كما كان أبدًا، وأن الوصول قبل موعد الطائرة بساعتين أصبح هو الأمر الطبيعي الجديد.
وأضاف أن زيادة التأمن بجميع المباني الحكومية والخاصة أصبح تغييرا دائما، والناس تعودوا عليه.
ولفت إلى أن الحرب العالمية على الإرهابي كان لها تأثير سلبي عميق؛ حيث "جعلتنا في حالة حرب دائمة، وأهدرنا 2 تريليون دولار في العراق ومثلها في أفغانستان، كما أنفقنا المليارات على الأمان الوهمي الذي يجعلنا نشعر بالراحة بدون جعلنا أكثر أمانا."
من جانبه، رأى روبرت بيب أن هجمات سبتمبر أوضحت أن الإرهاب خطر واضح وقائم، لافتا إلى أن أعتى هجوم ضد أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية لم تشنه قوة عظمى أو أي دولة، ولكن مجموعة صغيرة من الإرهابيين.
فكر الإرهاب
وبشأن وضع القاعدة الآن وما إذا كان يشكل تهديدًا حقيقيا، قال موكيتيس إن التنظيم الذي يتخذ من مدينة كويتا الباكستانية مقرا له تدهور بشدة، لكن الجماعات التابعة له، والأكثر أهمية، الأيديولوجيا التي يمثلها مستمرة وستواصل تحفيز المتطرفين.
وأوضح أن القاعدة الآن تعتبر ظل ما كان عليه التنظيم في السابق، لكن بعد ستة أشهر من الآن قد يكون مختلفا تماما.
وبخصوص التطور التكنولوجي وعلاقته بالأمان أو التهديد منذ عام 2001، رأى موكيتيس أن التكنولوجيا تمنح بعض المزايا في جمع البيانات ومشاركة المعلومات وفحص الركاب بالمقام الأول، لكنها ساعدت أيضًا الإرهابيين في نشر رسالتهم وكسب أتباع.
وبشأن تحقق الأهداف الأمريكية من غزو أفغانستان، رأى بيب أن هدف أمريكا من الذهاب إلى أفغانستان خريف 2001 كان القبض على أسامة بن لادن زعيم القاعدة، وتحقق ذلك عام 2011.
وفي معرض حديثه عن تهديد الإرهاب الداخلي مقارنة بالإرهاب العالمي، اعتبر موكيتيس أن الإرهاب الداخلي يشكل خطرًا أكبر، لافتا إلى عدد المنظمات والمسافرين المستعدين للانخراط بأعمال العنف التي استهدفت مقر الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني الماضي.
وحذر من أن التهديد لا يزال موجودا، وقد يتجلى في شكل هجمات "الذئب المنفرد" أو هجمات لمجموعات صغيرة أو شيء أكبر مثل اقتحام الكابيتول.