مصر تستعين بـ"البوكليت" لمكافحة الغش في امتحانات الثانوية
مصر تحاول مكافحة الغش الجماعي في الامتحانات بـ"البوكليت"، الذي يُطبق هذا العام للحد من ظاهرة الغش بنسبة 98%، بحسب مسؤولين لـ"العين"
ما زالت وزارة التربية والتعليم المصرية تحاول مكافحة الغش في امتحانات أهم شهادة دراسية، تسبق مرحلة الجامعة، لكن هذه المرة ليست بواسطة تشديد المراقبة، وإنما من خلال نظام جديد بورقة الامتحان، يحد من الظاهرة التي أثارت جدلًا واسعًا العام الماضي.
"البوكليت"، وهي كلمة فرنسية الأصل وتعني الملزمة، كانت وسيلة مجلس النواب المصري بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم المصرية في التعامل مع الظاهرة التي طالما عانت منها دول عدة، في محاولة لمنع تكرار وقائع الغش الجماعي.
ماجدة نصر، عضو مجلس النواب عن محافظة الدقهلية، وعضو لجنة التعليم والبحث العلمى بالبرلمان، قالت لبوابة "العين" الإخبارية إن نظام البوكليت يعني أن تضم كراسة صغيرة الأسئلة ومكان الإجابة معًا، وأن يكون هناك 4 نماذج من الامتحان تختلف في ترتيب الأسئلة، بحيث تكون الأسئلة لطالب ليست بنفس ترتيب ورقة زميله".
وتضيف: "هذا من شأنه أن يحافظ على العدالة بين الطلاب وتكافؤ الفرص، وفي نفس الوقت لن يتم تغيير جوهر الامتحان، وإنما سيكون التغيير في الشكل فقط."
تشرح نصر فوائد هذا النظام بقولها: "هو خطوة تمهيدية لتطوير شامل، نأمل أن يشمل فيما بعد الجانبين، بداية من العام المقبل، وبالطبع سواء هذا العام أو لاحقًا سيكون هناك تدريب للطلاب على نماذج الامتحانات، علمًا بأنه لا يوجد شيء غريب في ورقة الأسئلة".
متفقًا معها، يقول جمال شيحة، رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب لبوابة "العين" الإخبارية: "ميزة هذا النظام أنه يحد من عملية الغش، وسيكون في مصلحة الطلاب الذين يشتكون أنهم قد يأخروا إجابة السؤال الأول للنهاية ولا يتم قراءته، بحيث سيتم قراءة الأسئلة كلها".
وذهب كل من نصر وشيحة إلى أن هذا النظام سيسير جنبًا إلى جنب مع حملة تطلقها الحكومة ضد الغش والتسريب، ما سيؤدي إلى تقليل نسبة الغش إلى نحو 98%. خاصة أن الطالب لن يستطيع معرفة إجابة السؤال من زميله، لاختلاف الترتيب.
ويضيف شيحة، لبوابة "العين": لن يكون هناك غش بعد الآن، وحتى إن حدث سيكون في سؤال أو اتنين، لكن من الصعب جدًا أن يحدث كما كان في السابق لأن هذا النظام يجعل هناك صعوبة في ذلك خصوصًا مع اختلاف ترتيب الأسئلة، فلن يستطيع طالب أن يسأل زميله عن إجابة السؤال الأول.
لكن الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، كان له رأي آخر بأن النظام الجديد لا يعرف بعد ما إذا كان سيحد من ظاهرة الغش أو لا، لافتًا في الوقت نفسه لبوابة "العين" الإخبارية إلى وجود أسباب موضوعية للغش لا يمكن أن تحل من خلال نظام وحيد، مثل أهمية تحسين أوضاع المعلمين، وكذلك النظام التعليمي برمته، والذي يستنزف الأهالي ماديًا عبر الدروس الخصوصية.
وأضاف مغيث أنه ينبغي أيضًا تغيير نمط الامتحانات وليس ترتيبها فقط، وأن تتحول من نمط "تذكر" إلى نمط "فكر"، ومن نمط "الفرصة الوحيدة" إلى "الفرص المتعددة للفهم".
رؤية مغيث ردت عليها ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، قائلة إن "هناك جهودا تبذل من أجل تغيير جوهر الامتحانات فيما بعد، ولا يمكن التغيير الشامل بين ليلة وضحاها".
وكانت الوزارة اعتمدت أسلوب "البوكليت" بدلًا من أساليب أخرى مثل التشويش على امتحانات الثانوية العامة لارتفاع التكلفة، التي وصلت إلى 150 مليون جنيه، بحسب وسائل إعلام مصرية.
وفي تصريحات سابقة الخميس الماضي، قال الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم المصري، في بيان صحفي: يجري إعداد النماذج الامتحانية التجريبية لطلاب الثانوية العامة للعام الدراسى الحالي، ومراعاة وضع كل نموذج على 4 صور مختلفة يراعى فيها اختلاف ترتيب الأسئلة، مع توحيد شكل الغلاف، والتدقيق فى صياغة الأسئلة بطريقة واضحة وبسيطة؛ حتى يسهل على الطالب فهمها، وكذلك إعدادها بشكل لا يساعد على عملية الغش.
وفي يونيو/حزيران الماضي،مع بدء مارثون الامتحانات الثانوية العامة، قررت وزارة التربية والتعليم المصرية إلغاء امتحان مادة "الديناميكا" وتأجيل 4 مواد أخرى لطلاب الثانوية العامة، بسبب تسريب الامتحان قبل دخول الطلاب اللجان.
وتعد مرحلة الثانوية العامة المرحلة الأهم بالنسبة للطلاب، كونها المحطة الفاصلة بين التعليم "المدرسي" و"الجامعي"، ويشارك فيها 560 ألف طالب، في 1574 لجنة موزعة على 4 قطاعات على مستوى البلاد.
aXA6IDE4LjIyMy4xMjUuMjM2IA== جزيرة ام اند امز