الفشل يحاصر "أصحاب السقف".. هل يملك الغرب خطة بديلة لمواجهة نفط روسيا؟
في ظل الخلاف الدائر داخل الاتحاد الأوروبي بشأن سقف أسعار النفط الروسي، لمح دبلوماسي إلى أن الدول الأعضاء اتفقت مبدئيا على حد أقصى.
وأكد دبلوماسي أوروبي لوكالة رويترز، إن دول التكتل الأوروبي اتفقت بشكل مبدئي على حد أقصى لأسعار النفط الروسي المنقول بحرا قدره 60 دولارا للبرميل، مع آلية تعديل لإبقاء سقف السعر أقل بنسبة 5% من سعر السوق.
وقال الدبلوماسي إن بولندا، التي ضغطت من أجل خفض الحد الأقصى للأسعار قدر الإمكان، أمامها حتى الساعة 1500 بتوقيت جرينتش للموافقة على الاتفاق، والذي يحتاج بعد ذلك لموافقة مكتوبة من جميع حكومات دول الاتحاد الأوروبي حتى يوم الجمعة.
لكن واقعيا حتى الآن لما يحدث أي اتفاق بشأن هذا السقف الذي يبدو أنه قرار سيتخذ لمجرد اتخاذ القرار وليس من أجل إحداث تأثير.
ما هو الهدف من فكرة تحديد الحد الأقصى لأسعار النفط الروسي؟
بالعودة للوراء، عندما اقترح وزير الخزانة الأمريكي وضع حد أقصى لسعر تصدير النفط الروسي للحد من عائدات موسكو، ارتفعت أسعار النفط.
والسبب هو أن سقف السعر، الذي يهدف إلى تقليص وسائل تمويل روسيا للحرب في أوكرانيا، كان يُنظر إليه على أنه خطوة محفوفة بالمخاطر قد تدفع روسيا للرد من خلال تعليق صادرات النفط.
في الواقع، كان رد فعل روسيا متوقعا تماما، حيث قالت موسكو إنها ستتوقف عن تصدير النفط إلى الدول التي تفرض سقف الأسعار الذي تبناه جميع أعضاء مجموعة السبع، بما في ذلك اليابان، التي مُنحت إعفاءً من الحد الأقصى.
ما هي فعالية قرار سقف الأسعار حال اتخاذه؟
الآن، بعد 6 أشهر، بينما يناقش الاتحاد الأوروبي مستوى سقف أسعار النفط، نمت الشكوك حول فعاليته، والعامل الرئيسي الذي يقود هذا الشك هو مستوى السعر الذي تتم مناقشته، والذي يتراوح بين 65 دولارا و70 دولارا للبرميل.
وفقًا لفكرة مجموعة السبع، فإن مستوى السعر هذا من شأنه أن يوفر لروسيا حافزا لمواصلة تصدير النفط الخام حتى مع وجود سقف في محاولة لتجنب النقص، هذا على الرغم من إعلان روسيا أنها لن تصدر النفط إلى الدول التي تفرض سقفا، بغض النظر عن مستواه.
ومع ذلك، لا يتفق الجميع مع مستوى السعر هذا، لهذا السبب لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من الاتفاق على الحد الأقصى يوم الإثنين، حيث أصرّت بولندا واثنتان من دول البلطيق على أن سعر النفط الروسي المؤمن عليه وشحنه من قبل الشركات الغربية قد تم تحديده بشكل أقل بكثير، بالقرب من تكلفة الإنتاج، والتي تم تقديرها بحوالي 30 دولارا للبرميل.
ما هي المشكلة التي ستترتب على عدم اتفاق دول الاتحاد الأوروبي؟
تكمن المشكلة في أنه ما لم يوافق الاتحاد الأوروبي على الحد الأقصى للسعر الذي اقترحته مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، فسيتعين عليه تنفيذ حظره الخاص على جميع واردات النفط الخام الروسي البحرية إلى الكتلة اعتبارا من يوم الإثنين المقبل المواف 5 ديسمبر/كانون الأول.
وتكمن المشكلة في حقيقة أن الحظر يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير بالنسبة لمشتري النفط الأوروبي.
وبطريقة ما، فإن الحد الأقصى للسعر هو شكل من أشكال التخفيف من خطة حظر الاتحاد الأوروبي، كما اقترحت فايننشيال تايمز في تقرير حديث، وقال التقرير إن الحد الأقصى كان محاولة من جانب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لتعويض آثار الحظر على أسعار النفط العالمية.
ومع ذلك، عند مستوى السعر المدروس حاليا، فإن الحد الأقصى، مع ضمان استمرار تدفق النفط الروسي دوليا، سيفشل في تحقيق هدفه المعلن الثاني: تقليص عائدات موسكو لثنيها عن مواصلة الحرب في أوكرانيا.
هل يمكن أن تتأثر روسيا بسبب قرار سقف سعر النفط؟
في الواقع، تشكل عائدات تصدير النفط الخام جزءا قويا من عائدات الميزانية الروسية، ولكن يمكن القول إنها يمكن أن تستمر بدونها وتواصل حربها في أوكرانيا، كما يوحي التاريخ العسكري للبلاد.
مهما كان الأمر، يبدو أن المحللين يتفقون على أن سقف السعر بلا أسنان إلى حد كبير، كما وصفته أمينة بكر من شركة Energy Intelligence في تغريدة حديثة، وفقا لـ"Oilprice".
بالنظر إلى أن النفط الروسي (الأورال) يتم تداوله عند 60 دولارا أمريكيا للبرميل، فإن الحد الأقصى للسعر المقترح متوافق بالفعل في ظل ظروف السوق السائدة، وفقًا لما ذكره فيفيك دهار من بنك الكومنولث الأسترالي، وفقا لما نقلته سي إن بي سي.
أما مدير أبحاث الغاز والغاز الطبيعي المسال في شركة Wood Mackenzie، ماسيمو دي أودواردو، فقال: "هذه المستويات من الخصومات تتماشى بالتأكيد مع الخصومات الموجودة بالفعل في السوق.. إنه شيء لا يبدو أنه سيكون له أي تأثير على موسكو على الإطلاق إذا كان السعر مرتفعا جدا".
بالنسبة للاتحاد الأوروبي، يبدو أن المسألة قد تمت تسويتها إلى حد ما، بولندا لا تتزحزح عن طلبها بسقف أقل، ومن غير المرجح أن تتزحزح اليونان وقبرص بشأن مطلبهما بحماية صناعات الشحن الخاصة بهما.
ما يعنيه هذا هو حظر الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي، هو في الحقيقة يمثل بعض الضغط على إمدادات النفط إلى الاتحاد الأوروبي، وبالتالي ارتفاع الأسعار.
وقد يؤدي ارتفاع أسعار النفط غير الروسي إلى ارتفاع أسعار النفط الروسي أيضا، مع إعادة توجيه العرض، وإذا التزمت روسيا بوعدها بتعليق المبيعات للمنفذين، فقد ينتهي بها الأمر بعائدات أكبر من نفطها.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4xMzYg
جزيرة ام اند امز