كيفية علاج حمى البحر المتوسط.. وما هي الأعراض الشائعة؟
ينتشر مرض حمى البحر المتوسط في البلاد المجاورة للبحر الأبيض المتوسط، ويتسبب في ظهور العديد من الأعراض المزعجة، فما هي أسباب الإصابة به، وأفضل طرق العلاج؟
تعتبر حمى البحر المتوسط نوعًا من أمراض التهاب الأوعية الدموية، وعادةً ما تظهر الأعراض خلال الطفولة المبكرة أو في سن المراهقة. ومعظم الحالات تحدث في دول المشرق العربي وشمال إفريقيا وجنوب أوروبا، ومن هنا جاء تسميتها نسبة للبحر الأبيض المتوسط.
ما هي حمى البحر المتوسط؟
تُعرف حمى البحر المتوسط (Familial Mediterranean Fever) باسم متلازمة البحر الأبيض المتوسط أيضًا، فهي حالة مرضية وراثية تتسبب في حدوث التهابات متكررة للأعضاء الداخلية، خاصة الجهاز الهضمي والمفاصل وفقًا لما ورد على موقع WebMD.
لا يوجد علاج نهائي لحمى البحر المتوسط، ولكن يمكن تخفيف الأعراض والسيطرة عليها من خلال العلاج المناسب، مثل تناول الأدوية المضادة للالتهابات ومثبطات الجهاز المناعي. لذا من الضروري استشارة الطبيب عند الاشتباه في الإصابة بحمى البحر المتوسط لتقييم الحالة ووصف العلاج المناسب.
هل حمى البحر المتوسط مرض مناعي
يعتبر مرض حمى البحر المتوسط من الأمراض الوراثية التي تتسبب في حدوث خلل جيني في جهاز المناعة، حيث يرتبط بتشوه وراثي في جين يُسمى MEFV، وهو يتحكم في إنتاج بروتين يُدعى بيرين. الذي يلعب دورًا في تنظيم الالتهابات واستجابة الجهاز المناعي.
مما يتسبب في حدوث تفاعلات التهابية زائدة وغير طبيعية في الجسم، حيث يتمثل التفاعل الالتهابي في انتشار الخلايا المناعية وإفراز مواد التهابية، ومن هنا تحدث الأعراض المرتبطة بحمى البحر المتوسط.
اعراض حمى البحر المتوسط
قد تتفاوت أعراض حمى البحر المتوسط من شخص لآخر، ومن أهم الأعراض الشائعة ما يلي:
- آلام مفاصل متكررة، قد تكون حادة وتستمر لعدة أيام، ويمكن أن تصيب الركبتين والكاحلين والمعصمين والأصابع.
- التهاب المعدة والأمعاء، ويمكن أن يتسبب في آلام البطن والغثيان والقيء والإسهال.
- ارتفاع درجة الحرارة المتكررة وتستمر لبضعة أيام، وقد ترتفع إلى مستويات مرتفعة.
- آلام عضلية وتشنجات.
- الشعور بالتعب والإرهاق بشكل مستمر.
- آلام الصداع.
- في بعض الحالات النادرة، يمكن أن يتطور التهاب في الغشاء القلبي.
أعراض حمى البحر المتوسط للاطفال
قد تكون أعراض حمى البحر المتوسط عند الأطفال مشابهة لتلك التي تظهر عند البالغين، ولكن هناك بعض الاختلافات القليلة والعوامل التي يجب مراعاتها عند التعامل مع الأطفال، ومنها:
- قد يشعر الأطفال بآلام في المفاصل، وخاصة في الركبتين والكاحلين والمعصمين، ويمكن أن تكون هذه الآلام حادة وتستمر لعدة أيام.
- ارتفاع متكرر في درجة الحرارة، وقد تكون مصحوبة بحمى وتجاوز المستويات الطبيعية.
- التعب والإرهاق بشكل مستمر، وقد يصعب عليهم القيام بالأنشطة اليومية بنفس الطاقة والنشاط.
- التهاب المعدة والأمعاء، مما يسبب آلام البطن والغثيان والقيء والإسهال.
- آلام عضلية وتشنجات في عضلاتهم.
- صعوبة في التركيز والانتباه بسبب الأعراض المتكررة والتوتر الناتج عن المرض.
اقرأ أيضًا: أحدث أنواع العلاج البيولوجي لأمراض المناعة.. وما هو مدى فاعليتها؟
أسباب الإصابة بحمى البحر المتوسط
لا يزال السبب الدقيق لحدوث تشوه في جين MEFV المسؤول عن الإصابة بحمى البحر المتوسط غير واضح. وقد يكون هناك عوامل وراثية وبيئية تلعب دورًا في تطور المرض، ولكن الأسباب الدقيقة لا تزال قيد الدراسة.
تُورث حمى البحر المتوسط عادة من خلال انتقال جين متنحي، مما يعني أن الشخص يحتاج إلى وراثة نسخة معينة من الجين من كلا الوالدين لكي يكون لديه المرض. ولكن يمكن أن يظهر على الأشخاص الذين يحملون نسخة واحدة من الجين أعراضًا خفيفة أو لا يظهر عليهم أعراض على الإطلاق.
تحليل حمى البحر المتوسط
هناك بعض الاختبارات والتحاليل التي يمكن أن تساعد في تحديد وجود حمى البحر المتوسط واستبعاد أمراض أخرى، ومنها:
- فحص مستويات الالتهاب المرتفعة مثل سرعة الترسيب (ESR) والبروتين C النشط (CRP).
- تحليل الحمض النووي للكشف عن التغييرات الجينية في جين MEFV المسؤول عن حمى البحر المتوسط.
- تحاليل السوائل مثل السائل السينوفيال (الموجود في المفاصل) أو السائل البطني (الموجود في البطن) لتحليلها والبحث عن علامات التهابية وتشخيص حمى البحر المتوسط.
النسبة الطبيعية لتحليل حمى البحر المتوسط
تكون النسبة الطبيعية لتحليل MEFV هي عدم وجود أي تغيرات وراثية في الجين أي تُعطي نتائج سلبية، أما في حالة وجود تغيرات وراثية معينة في الجين MEFV، فإن ذلك يشير إلى احتمالية وجود حمى البحر المتوسط.
لذا يجب أن يتم تفسير نتائج تحليل MEFV بواسطة الطبيب المتخصص، مثل طبيب أمراض الدم أو طبيب الروماتيزم. كما يعتمد التشخيص النهائي لحمى البحر المتوسط على مجموعة من العوامل الأخرى، بما في ذلك التاريخ المرضي والأعراض المتكررة والتقييم السريري الشامل.
تشخيص حمى البحر المتوسط
يتضمن تشخيص حمى البحر المتوسط على عدة خطوات وفقًا لموقع WebMD، منها:
- مراجعة التاريخ العائلي للمرض.
- إجراء فحص شامل للجسم للبحث عن أي علامات مرتبطة بحمى البحر المتوسط، مثل التورم الشديد في المفاصل أو الأعضاء الداخلية.
- طلب عينة من الدم لإجراء تحاليل مخبرية، بما في ذلك فحص الالتهاب (مثل معدل الترسيب الكروي، والبروتين C-الناشط) وفحص الجين المسؤول عن الحمى المتوسطية (مثل فحص الجين MEFV).
- يجب استبعاد الأمراض الأخرى التي قد تتسبب في أعراض مشابهة، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب الأمعاء التقرحي.
مراحل مرض حمى البحر الأبيض المتوسط
يمر مرض حمى البحر الأبيض المتوسط بعدة مراحل رئيسية، كما يلي:
1. المرحلة الحادة
تبدأ الأعراض المرضية بشكل حاد ومفاجئ. وتشمل الأعراض في هذه المرحلة على ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة (حمى)، وتصل إلى مستويات عالية، وتورم وألم في المفاصل، وألم في البطن قد يصاحبه انتفاخ وتشنجات، وقد يحدث طفح جلدي أيضًا. وتستمر هذه النوبات لمدة عدة أيام إلى أسابيع، ثم تتلاشى الأعراض.
2. المرحلة الساكنة
بعد المرحلة الحادة، يدخل المريض في فترة هدوء نسبي حيث لا تظهر أي أعراض. ويمكن أن تستمر هذه المرحلة لفترات طويلة بدون حدوث نوبات جديدة، وقد يشعر المريض بتحسن عام خلال هذه الفترة.
3. المرحلة المزمنة
قد تحدث نوبات متكررة للمرض بشكل غير منتظم وفي فترات غير متوقعة. ويمكن أن تكون النوبات خفيفة أو متوسطة أو شديدة، وتستمر لأيام قليلة قبل أن تتلاشى الأعراض مرة أخرى. ويمكن أن تتكرر هذه النوبات على مدى سنوات، وتختلف المدة والتكرار من شخص لآخر.
تأثير الوراثة في تطور حمى البحر الأبيض المتوسط
يشير تأثير الوراثة في تطور حمى البحر المتوسط إلى أن الأفراد الذين يحملون التحورات المرتبطة بهذا المرض عرضة بشكل أكبر لتطوير الأعراض المرتبطة بالمرض. ولكن لا تكون الوراثة هي العامل الوحيد في تطور المرض، فقد يؤثر عوامل بيئية وعوامل أخرى غير وراثية في تجربة المرض وشدة الأعراض وتواتر حدوثها.
لذا من الضروري مراجعة الطبيب المتخصص في أمراض الوراثة وأمراض الدم وأمراض الروماتيزم لمعرفة مدى تأثير الوراثة في حمى البحر المتوسط ومعرفة أهم الإجراءات اللازمة للأفراد المتأثرين بالمرض وعائلاتهم.
هل مرض حمى البحر المتوسط خطير؟
لا يعتبر مرض حمى البحر المتوسط خطير، فهو من الأمراض التي يمكن التعايش معاها، حيث يمكن السيطرة على الأعراض ومنع النوبات المتكررة. لذا يُنصح بالمتابعة الدورية مع الطبيب المختص لضمان إدارة فعالة للمرض، ومن المضاعفات المحتملة ما يلي:
- نوبات متكررة من الحمى والألم في المفاصل والبطن.
- التهاب الأمعاء والتصاق الأمعاء والتهاب السحايا والتهاب الكلى.
- تأثيرات نفسية واجتماعية نتيجة للمرض المزمن والنوبات المتكررة، مما يؤثر على جودة حياتهم العامة وعلاقاتهم الاجتماعية.
هل حمى البحر الأبيض المتوسط تسبب الوفاة؟
في الغالب لا يتسبب مرض حمى البحر الأبيض المتوسط (FMF) في الوفاة، وذلك إذا تم تشخيص المرض وعلاجه بشكل صحيح، حيث معظم المرضى يمكنهم الحياة بشكل طبيعي وصحي. ولكن قد يتسبب عدم علاج حمى البحر الأبيض المتوسط في زيادة خطر حدوث مضاعفات خطيرة يمكن أن تتسبب في الوفاة.
كم يعيش مريض حمى البحر المتوسط؟
تعتمد مدة حياة مرضى حمى البحر الأبيض المتوسط على عدة عوامل، منها التشخيص المبكر، والعلاج المناسب، والالتزام بالرعاية الصحية المنتظمة، ووجود أي مضاعفات أخرى مرتبطة بالحالة.
لذا يمكن لمرضى FMF أن يعيشوا حياة طبيعية وصحية، عن طريق الالتزام بتناول العلاج، الذي يساهم في لسيطرة على الأعراض وتقليل تكرار النوبات.
علاج حمى البحر المتوسط
من الهام استشارة الطبيب المختص لوضع خطة علاج تناسب حالة المريض وللسيطرة على الأعراض، ومن الأدوية التي يمكن أن يصفها الطبيب تبعًا لموقع National Institutes of Health، ما يلي:
- الكولشيسين لتقليل التهابات المفاصل والألم وتكرار النوبات.
- المضادات الالتهابية غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الأسبرين والإيبوبروفين لتخفيف الألم والتهاب المفاصل خلال النوبات.
- الأدوية المثبطة للالتهاب البيولوجي مثل الأناكينرا والكاناكينوماب للتحكم في الأعراض.
- الدعم النفسي والاستشارة النفسية لمساعدة المرضى في التعامل مع الجوانب العاطفية والاجتماعية المترتبة على المرض.
الأكل الممنوع لمرضى حمى البحر المتوسط
هناك بعض النصائح العامة التي يمكن أن تكون مفيدة لمرضى حمى البحر المتوسط، منها:
- تجنب الأطعمة المثيرة للالتهاب مثل الأطعمة المقلية، والمأكولات الجاهزة، والوجبات السريعة، والمشروبات الغازية، والأطعمة العالية بالسكريات المكررة.
- الحفاظ على التوازن الغذائي، بما في ذلك الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية مثل اللحوم المشوية والأسماك والبقوليات، لدعم الصحة العامة وتعزيز جهاز المناعة.
- قد يكون لدى بعض المرضى استجابة تحسسية لبعض الأطعمة مثل الألبان أو الغلوتين أو البيض، لذا إذا كنت تشتبه في وجود أي تحسس غذائي، يفضل استشارة الطبيب بشأن الأطعمة المناسبة.
وأخيرًا، بعد أن تعرفنا على أهم معلومات عن حمى البحر المتوسط ينبغي على المرضى استشارة الطبيب المختص أو أخصائي التغذية لتقييم الحالة الصحية وتحديد احتياجاتهم الغذائية وتوفير الرعاية الشاملة لهم.
aXA6IDE4LjIxOS4xOC4yMzgg جزيرة ام اند امز