مع مقتل أكثر من 37 ألف فلسطيني في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تطل المجاعة برأسها مجددا في مناطق الشمال، ويحوم شبحها في وسط وجنوب القطاع المحاصر
ويشهد قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل أزمة إنسانية كبيرة، حيث شرّدت الحرب 75 في المئة من سكّانه البالغ عددهم حوالى 2,4 مليون نسمة، وبات هؤلاء مهددين بالمجاعة وفقا للأمم المتحدة.
وفي أحدث تقرير لها، حذرت الأمم المتحدة من أنه بحلول منتصف يوليو/تموز المقبل، سيواجه أكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة "الموت جوعا".
وبحسب منظمات أممية، يعاني أكثر من 250 ألف شخص في شمال غزة بالفعل من المجاعة، على وقع معارك عنيفة تدور في أحياء متفرقة من المحافظة الشمالية، وتوقف لإدخال المساعدات والبضائع بشكل شبه كامل.
وأفاد سكان محليون "العين الإخبارية" أنه منذ نحو عشرة أيام، لم تدخل إلى قطاع غزة أية بضائع، سوى شاحنات تحمل مساعدات محدودة من الدقيق ومعلبات غذائية.
وسبق ذلك، توقف دخول الخضار واللحوم المجمدة بشكل كامل للقطاع.
وأمام هذه الأزمة الإنسانية، يخشى سكان مناطق شمال قطاع غزة، بينها جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، وغيرها، أن يتسبب وقف إدخال البضائع والمساعدات بمجاعة تتهددهم مجددا.
وكانت هذه المناطق، قد اختبرت مجاعة قاسية، خلال الأشهر الماضية، أودت بحياة عدد منهم لاسيما من الأطفال وكبار السن.
وهذه الأيام، تتملك سكان وسط قطاع غزة وجنوبه، المخاوف نفسها من اختبار التجربة ذاتها، مع استمرار منع دخول السلع والمساعدات.
أطفال يتضورون جوعا
وقال عاملون في المجال الإنساني بالأمم المتحدة، في وقت سابق من الشهر الجاري، إن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى الناس في غزة قليلة للغاية لدرجة أن الأطفال يتضورون جوعا، وجددوا النداء لإسرائيل لاحترام القانون الدولي فيما يتعلق بالمرور الآمن لمساعدات الإغاثة المنقذة للحياة في القطاع الذي مزقته الحرب.
تحذيرات جاءت في أعقاب استنتاج توصل إلى أن أكثر من أربعة من بين كل خمسة أطفال "لم يأكلوا لمدة يوم كامل مرة واحدة على الأقل خلال الأيام الثلاثة".
وخلال حديثها للصحفيين في جنيف، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغريت هاريس: "هؤلاء هم الأطفال دون سن الخامسة الذين لا يحصلون على الطعام طوال اليوم. لذا فالسؤال: هل تصل الإمدادات؟ الإجابة لا، فالأطفال يتضورون جوعا".
ووفق الأمم المتحدة، فقد تم منذ منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، فحص أكثر من 93,400 طفل دون سن الخامسة للتأكد من سوء التغذية في غزة.
وتبين أن 7,280 طفلا منهم يعانون من سوء التغذية الحاد، بمن فيهم 5,604 يعانون من سوء التغذية الحاد المعتدل و1,676 يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.
أهوال يمكن تجنبها
وسلّط مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة الضوء على خطر سوء التغذية القاتل والمجاعة بين الأفراد الأكثر ضعفا في غزة.
وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركيه: "إنهم بالتأكيد لا يحصلون على القدر الذي يحتاجون إليه بشدة لمنع المجاعة، ومنع كافة أنواع الفظائع التي نراها. المساعدات التي تدخل في الوقت الحالي قليلة للغاية".
والأسبوع الماضي، جدد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، في مؤتمر صحفي، التأكيد على أن الوصول إلى الأشخاص المحتاجين، أينما كانوا في غزة، يعتمد على قدرة منظمات الإغاثة على الوصول الآمن والمستدام ودون عوائق.
بدوره أفاد برنامج الأغذية العالمي بأن انعدام الأمن والقيود المفروضة على الوصول والبنية التحتية المتضررة لا تزال تعرقل الجهود المستمرة لنقل الغذاء بأمان إلى غزة وداخلها.
aXA6IDE4LjIxOS4xOC4yMzgg
جزيرة ام اند امز