ودّعنا عام 2020، عام "كوفيد- 19"؛ حيث توفي أكثر من مليون وثمانمئة ألف نسمة في مختلف أرجاء العالم بسبب هذا الوباء.
وطال العالم سنة كاملة من الإغلاقات، والمنع من التعايش الاجتماعي والعمل في المكاتب والسفر، ناهيك عن محاولة إيجاد لقاح للفيروس وسلالاته. والتوقعات أنه سيتوجب على البشرية التعايش مع الفيروس بلقاحات مستمرة مستقبلاً لتفادي آثاره السلبية.
المؤكد أنه كان عاماً استثنائياً صعباً، وسيؤرخ له بكونه عام الجائحة مع ما يعنيه ذلك من مرض وموت وتغيير في الحياة اليومية. دول العالم انقسمت إلى بلدان حققت انتصارات وأخرى بارحت مكانها وأخرى تخلّفت نحو الوراء. لقد ضربت الجائحة العالم برمّته، وكان تحصين كل دولة لنفسها يختلف من دولة إلى أخرى. ارتبكت دول غنيّة في تعاملها مع الوباء، وقد كان ينظر لها على أنها من ذات البأس الاقتصادي والقدرة المؤسسية، في حين صمدت دول أخرى بعضها أقل في اقتصادها وإمكانياتها، ولكنها كانت أكثر تنظيماً والتزاماً.
ورغم انتشار الجائحة وتداعياتها السياسية والاقتصادية، فإن النزاعات في العالم لم تهدأ، بل زادت في حدّتها وشهدت مزيداً من التصعيد. وظهرت صراعات جديدة كان أبرزها النزاع القائم بين أذربيجان وأرمينيا على إقليم قره باغ.
تركت جائحة كورونا ندبات على وجوه دول العالم كلّها وبلا استثناء. وأصبحت حكومات العالم أمام تحدي تعافي الاقتصاد العالمي بعد الأوضاع الاقتصادية الهشة التي خلّفتها الجائحة، ولذلك تسارع غالبية الدول لاتخاذ قرارات بوتيرة سريعة للغاية لإيجاد مسارات عمل جديدة تماماً في سياساتها وتشريعاتها، حتى تكون اقتصاداتها أكثر كفاءة، وموجودة على الخارطة الاقتصادية.
جائحة كورونا ستكون شاهدة على القفزات الهائلة للإنسانية في مجالات العلوم والتقنية، فقد كانت اختباراً عملياً لكل النظريات والتطبيقات العلمية التي اخترعها البشر، فقد وجدوا أنفسهم فجأة أمام تحدٍ عظيم وعليهم إثبات أن الحياة لا بد أن تستمر رغم الجائحة الكونية العاتية.
رغم أن معظم الناس سيربطون على الأرجح عام 2020 بظهور وباء كورونا، فإن من الإنصاف القول إن هذا العام شهد إنجازات غير مسبوقة، كان أبرزها في المنطقة هو إطلاق الإمارات مسبار الأمل كأول مهمة عربية تاريخية إلى المريخ، وتميّز السعودية في رئاستها لمجموعة العشرين، ولا ننسى النجاح الاستثنائي لموسم الحج.
كانت سنة لم نفهمها بعد بشكل كامل، شهدنا خلالها بسبب الجائحة وتداعياتها السياسية والاقتصادية أحداثاً استثنائية، فسقطت مُسلّمات وتبدّلت قناعات وتغيّرت وجهات نظر وأولويات في مختلف أنحاء العالم. ندخل 2021 ونحن نتحسس خطواتنا بحذر، منهكين وخائفين، ولكننا متفائلون بأنه سيكون بإذن الله نهاية لفترة عصيبة من عمر الإنسانية لن تتكرر بمشيئة الله، وبداية لعودة الحياة إلى طبيعتها وجمالها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة