صائمون عن المجد.. بيركامب الذي حرمته ركلات الترجيح من الإنجاز الوطني
"صائمون عن المجد" سلسلة تقدمها "العين الرياضية" خلال شهر رمضان عن لاعبين ومنتخبات ومدربين صاموا عن تحقيق إنجازات رغم تاريخهم اللامع.
يبقى دينيس بيركامب أحد أهم الأسماء الهجومية في كرة القدم الهولندية على مدار عقدي التسعينات وبداية الألفية، أو حتى بشكل عام لما امتلكه من مهارات في المراوغة والتسديد وصناعة الأهداف بطريقة مرنة واستثنائية ومختلفة عن الآخرين.
ولعب بيركامب لفرق أياكس أمستردام وإنتر ميلان وأرسنال وحقق العديد من البطولات المحلية والقارية، ولكن كان لديه عقدة مع ركلات الترجيح على الصعيد الدولي مع منتخب هولندا.
وعلى الصعيد المحلي، فاز بيركامب 3 مرات مع أرسنال بالدوري الإنجليزي الممتاز، وحقق كأس الاتحاد الإنجليزي 4 مرات وظفر بالدوري الهولندي رفقة أياكس والكأس المحلية مرتين.
وفيما يخص المستوى القاري، حقق بيركامب 3 بطولات وهي كأس الاتحاد الأوروبي مرتين واحدة رفقة أياكس وأخرى مع إنتر، وكأس الكؤوس الأوروبية 1987 حين كان لاعباً صاعداً في أياكس.
ولكن بقيت التتويجات الدولية ممنوعة على بيركامب رغم تأهله لمراحل متقدمة من بطولات كبرى عديدة على مدار مشواره مع منتخب الطواحين الذي بدأ في 1990 وانتهى عام 2000.
الصدمة الأولى في السويد
كانت بطولة كأس أمم أوروبا 1992 في السويد هي أولى البطولات الكبرى لدينيس بيركامب مع منتخب هولندا، تلك البطولة التي دخلتها بلاده كحامل لقب لنسخة 1988.
ونجح بيركامب حين كان يبلغ من العمر 24 عاما، في إظهار إمكانياته خلال هذه البطولة بتسجيل 3 أهداف في مرمى اسكتلندا وألمانيا، بطلة العالم آنذاك، والدنمارك في نصف النهائي.
ولكن رغم تألق بيركامب ضد الدنمارك وتسجيله هدف بلاده الأول في التعادل 2-2 يوم 22 يونيو/ حزيران 1992، فإن منتخبه خسرت بركلات الترجيح 4-5 ضد الدنمارك بعدما أهدر الأسطورة ماركو فان باستن الركلة الثانية لتبدأ رحلة إحباطات بيركامب مع بلاده.
كأس العالم 1998
قدم بيركامب في فرنسا عام 1998 واحدة من أفضل مستوياته بالقميص البرتقالي وذلك خلال منافسات كأس العالم، الأخيرة في القرن العشرين.
وأحرز مهاجم أرسنال وقتها 3 أهداف في البطولة بواقع هدف ضد كوريا الجنوبية وهدفين في المراحل الإقصائية أمام يوغسلافيا والأرجنتين.
وتوقف مشوار الطواحين عند الدور نصف النهائي أيضاً حين واجهوا حامل اللقب البرازيل يوم 7 يوليو/ تموز بملعب "الفيلدروم" بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، حيث ظهرت ركلات الترجيح من جديد ككابوس لدينيس الذي خسرت بلاده 2-4 لتتواصل اللعنة.
ركلات الترجيح من جديد
قدم بيركامب مستويات مذهلة في آخر بطولة كبرى خاضها في مشواره، وهي كأس أمم أوروبا 2000 التي استضافتها بلاده مناصفة مع الجارة بلجيكا، حيث صنع 3 أهداف بواقع واحد ضد فرنسا وثنائية أمام يوغسلافيا.
وقدم رفاق بيركامب مباراة ممتعة هجومياً يوم 29 يونيو أمام إيطاليا في نصف نهائي جديد لدينيس ولكن الفريق البرتقالي فشل في تحويل الفرص التي سنحت له لأهداف وأهدر ركلتي جزاء عبر فرانك دي بوير وباتريك كلويفرت.
وخسرت هولندا بركلات الترجيح 1-3 لصالح إيطاليا لكن هذه المرة لم يشارك بيركامب في التسديد، بعدما خرج قبل النهاية بأربع دقائق ليحل محله كلارنس سيدورف.