صائمون عن المجد.. مالديني بطل لعنة انتهت باعتزاله
"صائمون عن المجد" سلسلة تقدمها "العين الرياضية" خلال شهر رمضان عن لاعبين ومنتخبات ومدربين صاموا عن تحقيق إنجازات رغم تاريخهم اللامع.
حقق باولو مالديني العديد من الإنجازات على مدار مشواره الكروي محلياً ودولياً وتوج بمجموعة من أهم الألقاب، لكن المجد الدولي عانده على مدار مشواره مع الأزرق الإيطالي.
ومنح نادي ميلان الفرصة لمالديني للفوز خمس مرات بدوري أبطال أوروبا، 2 في النظام القديم عامي 1989 و1990 و3 مرات بالنظام الحديث في 1994 و2003 و2007.
ولكن على الصعيد الدولي، واجه مالديني لعنة مع منتخب إيطاليا في التتويجات سواء على صعيد كأس العالم أو كأس أمم أوروبا، رغم الوصول لنهائي البطولتين.
والغريب أن اللعنة الدولية للطليان التي عانى منها مالديني على مدار 14 سنة في البطولات الكبرى من 1988 إلى 2002، انتهت في أول كأس عالم بعد اعتزاله دولياً، حين حقق الآتزوري لقب مونديال 2006 في ألمانيا.
ولكن قبل ذلك خسرت إيطاليا في عصر مالديني نهائي كأس العالم 1994 ثم نهائي كأس أمم أوروبا 2006 وحلت ثالثة في مونديال 1990 الذي نظمته.
وتلقي "العين الرياضية" الضوء على رحلة صيام مالديني عن المجد مع منتخب بلاده في البطولات الكبرى.
صدمة 1994
نجحت إيطاليا في التأهل لنهائي كأس العالم 1994 بأحد أغرب الطرق في تاريخ المنتخبات التي تأهلت للنهائي، وذلك حين احتلت المركز الثالث في المجموعة الخامسة برصيد 4 نقاط بالتساوي مع بقية فرق المجموعة، المكسيك الأولى وأيرلندا الثانية والنرويج الرابعة.
ولم يسجل الطليان إلا هدفين في الدور الأول، أولهما لدينو باجيو في فوز 1-0 على النرويج الذي أتبع الخسارة بنفس النتيجة من أيرلندا، ثم هدف دانيلي ماسارو في تعادل 1-1 مع المكسيك.
وتأخرت إيطاليا بهدف ضد نيجيريا في ثمن النهائي حتى الدقيقة 88 قبل أن يسجل روبيرتو باجيو ثنائية، بواقع هدف في الوقت الأصلي وآخر في الإضافي، قادت بلاده لربع النهائي.
وسجل باجيو هدف الفوز 2-1 على إسبانيا في الدقيقة 88 أيضاً، لتتأهل إيطاليا لنصف النهائي الذي حسمه الآتزوري بثنائية أفضل لاعبي أوروبا آنذاك، بفوز 2-1، نتيجة الطليان المفضلة في المونديال الأمريكي على بلغاريا.
وخسر رفاق مالديني النهائي ضد البرازيل، في مباراة شهدت نجاح الطليان دفاعياً في فرض كلمتهم أمام هجوم البرازيل المليء بالمواهب، من أمثال روماريو وبيبيتو وزينيو وماركو سيلفا والبديل فيولا.
وحسمت ركلات الترجيح بنتيجة 3-2 المواجهة للبرازيليين، ليخسر باولو يوم 17 يوليو/ تموز أول نهائي كبير مع بلاده، رغم أنه كان بطلاً لأوروبا 3 مرات مع ميلان وقتها.
نهائي يورو 2000
مثل نهائي كأس أمم أوروبا 2000 التي أقيمت في هولندا وبلجيكا، أحد أكبر المآسي الكروية في تاريخ الطليان، في بطولة فرض خلالها الآتزوري كلمته بفضل دفاعاته الحديدية التي كان بطلها الأول القائد مالديني.
ولم تستقبل إيطاليا إلا هدفين في الدور الأول في فوزي 2-1 على تركيا والسويد، ثم ظلت محافظة على نظافة شباكها بعد ذلك في فوز 2-0 على رومانيا بربع النهائي ثم مواجهة صاحبة الأرض، هولندا العملاقة في المربع الذهبي.
ونجح رفاق مالديني في التصدي لكل فرص هولندا التي أتيحت على مدار الوقتين الأصلي والإضافي، في مباراة أهدر خلالها صاحب الأرض ركلتي جزاء، لتحسم ركلات الترجيح الموقعة للطليان، ليجدوا أنفسهم في نهائي تاريخي ضد فرنسا يوم 2 يوليو/ تموز.
وظل رفاق باولو مالديني متقدمين بهدف لماركو ديلفيكو حتى الدقيقة 94 من عمر اللقاء، حين سجل سيلفان ويلتورد هدف التعديل وقت كان لاعبو إيطاليا يستعدون على الخط للاحتفال باللقب، ثم أكمل ديفيد تريزيجيه المشهد في الشوط الأول الإضافي بالهدف الذهبي "ق 103"، لينتهي حلم مالديني في ملامسة المجد الدولي للأبد.
واعتزل مالديني دولياً عقب مشاركته في كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، ثم فازت إيطاليا في المونديال التالي 2006 بلقبها الرابع في كأس العالم.