"غصن الزيتون".. وَهْمُ الأمجاد وعُقدة الأكراد يفاقمان من عزلة أردوغان
الرئيس التركي يبحث عن مجد داخلي وجائزة أكبر بالعملية العسكرية التي تشنها بلاده على مدينة عفرين السورية
في خضم عزلة دبلوماسية غربية متزايدة يعاني منها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أطلقت أنقرة عملية "غصن الزيتون" العسكرية على مدينة عفرين السورية، في خطوة قال إعلام أجنبي إن الرجل يبحث من ورائها عن "مجد داخلي" و"جائزة أكبر".
وفي تحليل نشرته عبر موقعها الإلكتروني، اعتبرت صحيفة "تايمز" البريطانية أن "رفض تركيا التخلي عن المعارضة السورية، حتى مع تسلل الإرهابيين إليها، واتجاه الغرب للبحث عن حلفاء في مكان آخر، عزلها دبلوماسيا، وأصبح أردوغان منبوذا على نحو متزايد".
- 78 قتيلا منذ انطلاق العملية التركية في عفرين السورية
- كردستان العراق تحذر تركيا من مغبة العدوان على عفرين
وأضافت صحيفة "تايمز" أن تصعيد أردوغان من لهجة خطابه الذي أعقبه هجوم عسكري ضد الأكراد السوريين، زاد من تشويه صورته الدولية.
في المقابل، مكنه الهجوم من منع تشكيل دولة كردية على طول الحدود السورية، ما من شأنه أن "يكسبه مجدا داخليا كبيرا"، وفق الصحيفة.
كما أن الكراهية تجاه "وحدات حماية الشعب الكردية" التي تسيطر على عفرين، منتشرة على نطاق واسع في تركيا، بسبب حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة "إرهابيا".
ووفقا لكاتبة المقال، هانا لوسيندا سميث، فإن أنقرة تصرّ على أنه في حال تم السماح للأكراد بتشكيل دولة في سوريا، فإن الأسلحة الأمريكية المقدمة لها، ستوجّه ضد تركيا، وهي مزاعم غير منطقية.
واعتبرت أن الجائزة الحقيقية لأردوغان ليست عفرين، ولكن هدفه الحقيقي يكمن في إثارة الخلافات بين الولايات المتحدة ووحدات حماية الشعب الكردية.
وفي غضون ذلك، قالت واشنطن إنها لن تأتي للدفاع عن وحدات حماية الشعب في عفرين، في حين تبرر دعمها لعناصرها في روجافا (منطقة الإدارة الذاتية شمالي سوريا)، معتبرة أنهم جزء من قوة متعددة العرقيات.
وبحسب صاحبة المقال، فإن السرعة التي اتسم بها انتشار مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في روجافا، للدفاع عن رفاقهم في عفرين، يضع الولايات المتحدة في موقف صعب، إذ كيف يمكن أن تستمر في الادعاء بأن الأكراد الذين تدعمهم في سوريا يركزون على "داعش"، في حين أنهم يسارعون بالتخلي عن القتال ضد أنقرة، العدو القديم؟.
واختتمت بالإشارة إلى أن تركيا تخشى من أن تقدم الولايات المتحدة دعمها للأكراد بعيدا عن المعركة ضد "داعش"، والصراع على مستقبل سوريا.
وأردفت: "بالنسبة لتركیا، هذه خطوة أبعد من اللازم، حيث يعرف أردوغان أنه لم يعد قادرا على الظهور منتصرا في الصراع السوري، لكنه مصمم على ضمان ألا يكون الأكراد الفائز الأكبر أيضا.
aXA6IDMuMTQ3LjIwNS4xOSA= جزيرة ام اند امز