المعايير الصحفية داخل غرفهم السوداء معدومة، وقد حلت مكانها متطلبات تسطيح الفكر العربي والرأي العام حيال إرهاب إيران وأذرعها.
لا يمكن لنا أن نحتكر مصطلح مكافحة الإرهاب على العمل العسكري والميداني الذي ينهي وجود الجماعات المسلحة المتطرفة التي تعيث في الأرض فساداً لا يخفى على أحد، فأولئك المتطرفون المنتمون لتلك المجموعات يتمتعون بغطاء إعلامي لا نستطيع تجاهله ولا نستطيع تجاوزه.
تتعدد أوجه الإعلام الإرهابي والإرهاب الإعلامي لتصل بأصحابها إلى درك أسفل من تزييف الحقائق وتدليس المسلمات من الأمور، وليّ أعناق نصوص المعلومة بغية توظيفها في سياق السؤال المعكوس والضخ الإعلامي المدروس والقائم على قاعدة "اكذب.. اكذب.. سيصدقك الآخرون"
والحديث عن الإرهاب الإعلامي والإعلاميين الإرهابيين يجعلنا أمام تصنيف جديد قديم برز فيه دور قطر من خلال أذرعها الإعلامية والصحفية كداعم رئيسي لكل مفردات هذا الإرهاب، خبراً ونشراً وتسويقاً وتأليفاً، بل مباركة ومشاركة معلنة في كثير من الأحيان بنقل صورة الإرهاب والإرهابيين على أنهم أصحاب قضية ودعاة تجديد وتطوير.
فقناة الجزيرة على سبيل المثال تجتهد وبشكل سلبي منذ بدء المقاطعة على شيطنة كل ما هو عربي وإسلامي لصالح ملاكها والمتحالفين معهم، والخبر في هذه القناة كما هو الحال في جميع دكاكين عزمي بشارة الصحفية والمسماة تجاوزاً قنوات ومنصات، هو خبر يتم تأليفه وليس خبراً يتم نقله وسرده وتحليله.
أما المعايير الصحفية داخل غرفهم السوداء فهي معدومة، وقد حلت مكانها متطلبات تسطيح الفكر العربي والرأي العام حيال إرهاب إيران وأذرعها، وأنشطة الإخوان المسلمين المزعزعة للاستقرار وآثارها، فالحوثيون المعتدون الانقلابيون بحسب صناع الخبر في الجزيرة وأخواتها هم سلطة يمنية، وإرهابهم بحق الشعب اليمني ودول الجوار يتم تقديمه عبر نشرات أخبار القناة وتغطياتها المستمرة كنشاط طبيعي هدفه الدفاع عن النفس.
وكذلك ممارسات إيران الرامية لنشر الفوضى وتصدير المليشيات وخلق العنف يأتي على ذكرها المتحدثون كأمور عادية وطبيعية لا يرى فيها وجوه الشر الإعلامي القطري كبيرة تذكر أو حدثاً يستحق الوصف الصحيح، وصولاً إلى مبدأ الشتم والسب والافتراء على السعودية والإمارات والتحالف العربي كحافز يزيد من رصيد المرتزقة ويرفع من أسهم ارتزاقهم بحضرة البلاط الأميري في قصر الوجبة.
كما تتعدد أوجه الإعلام الإرهابي والإرهاب الإعلامي لتصل بأصحابها إلى درك أسفل من تزييف الحقائق وتدليس المسلمات من الأمور، وليّ أعناق نصوص المعلومة بغية توظيفها في سياق السؤال المعكوس والضخ الإعلامي المدروس والقائم على قاعدة "اكذب.. اكذب.. سيصدقك الآخرون".
ولا يدخر القائمون على هذا الإرهاب الصحفي جهداً في الذهاب نحو أخبار لا تراها إلا عندهم، متغاضين في ذلك عن كل جريمة ترتكب من قبل حلفاء تنظيم الحمدين هذه الأيام بحق الشعوب أو الدول، فالانحلال الإعلامي للمذيع أو المذيعة يرفع الأجور في نهاية الشهر، والدناءة التحريرية المبنية على تخاريف المحتوى حلالٌ صِرف أفتى به شيوخ الضلال والتطرف.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة