"دشرة".. أرقام قياسية لأول فيلم رعب تونسي
الفيلم يدور حول جريمة مقتل امرأة بعد تشويهها جسديا وسط الطريق، ما استدعاهم إلى البحث في هذا الموضوع داخل قرية صغيرة معزولة وسط غابة.
يواصل فيلم الرعب التونسي "دشرة" (قرية) للمخرج عبدالحميد بوشناق تحقيقه للأرقام القياسية على مستوى حضور الجمهور، حيث تجاوز 100 ألف متفرج في أقل من شهر من عرضه الأول بداية شهر فبراير/شباط، وفقا للإحصاءات المعتادة في السينما التونسية.
الفيلم يروي قصة طالبة جامعية تتخصص في الصحافة تدعى ياسمين، وتعمل رفقة زميليها على إنجاز تحقيق استقصائي لفك لغز جريمة غامضة مضى عليها 25 عاما.
هذه الجريمة تتمثل أحداثها في مقتل امرأة بطريقة غامضة، وقع إلقاؤها بعد تشويهها جسديا وسط الطريق، ما استدعاهم إلى البحث في هذا الموضوع في قرية صغيرة معزولة وسط غابة.
وترافق رحلة البحث عن تفاصيل الجريمة اكتشافات غريبة في هذه القرية تتعلق بقتل الأطفال من أجل استخراج الكنوز، ليسرد مخرج الفيلم مختلف ممارسات الشعوذة في المناطق النائية من نهش للحوم آدمية وحرق للأجساد، وغيرها من الأعمال الإجرامية.
وقد توغل الفيلم في الزوايا المرعبة للسلوك البشري، مستحضرا -بطريقة نقدية- موروثا شعبيا يؤمن بالخرافات والسحر.
الفيلم الذي دام 108 دقائق، أنجزه المخرج بإمكانياته الذاتية بكلفة تقارب 35 ألف دولار، ويجسّد بطولته كل من عزيز الجبالي وبلال سلاطنية وهالة عياد وياسمين الديماسي، وقد تم تصويره بغابة عين دراهم من محافظة جندوبة (شمال غرب تونس).
الفيلم انعكاس للواقع
يقول مخرج الفيلم عبدالحميد بوشناق في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "الفيلم يبحث في مجال المسكوت عنه اجتماعيا وثقافيا بتقنية تصوير عالية الجودة"، مشيرا إلى أن تحقيق الفيلم لأرقام قياسية على مستوى المشاهدة في قاعات السينما يشجعه على إنجاز جزء ثان.
وتابع "بوشناق" أن "نجاح هذا الفيلم سيشجع المخرجين الشباب في العالم العربي على العمل وتكثيف الإنتاجات في أفلام الرعب"، مبينا أن ما طرحه من مواضيع مرتبطة بالخرافات والشعوذة، هو انعكاس للواقع وصورة أخرى منه.
ويؤكد مخرج الفيلم أن تكلفة إنتاجه تعتبر متواضعة، نظرا لأنه لم يتلق أي دعم من وزارة الثقافة التونسية.
الناقد والإعلامي التونسي محيي الدين العيوني يؤكد أن الفيلم قدم تصورا جديدا في السينما التونسية، باعتباره الأول الذي يطرق باب أفلام الرعب، مشيرا إلى أنها "مغامرة سينمائية تونسية".
وأوضح "العيوني" أن الفيلم سيكون له شأن في المسابقات الإقليمية والمهرجانات الدولية، خاصة أنه شارك في ختام الدورة 33 لأسبوع النقاد لمهرجان البندقية في إيطاليا في شهر أغسطس/آب الماضي
وبخصوص محتوى الفيلم وتطرقه لمواضيع السحر والشعوذة، قال "إنها خطوة جريئة لتسليط الضوء على النقاط السوداء وعلى المعتقدات التي تكلف سنويا حياة مئات المواطنين".
مخرج الفيلم خريج المدرسة العليا لعلوم وتكنولوجيات التصميم بتونس، والمدرسة العليا للدراسات السينمائية بجامعة مونتريال بكندا، وسبق له أن أخرج سلسلة تلفزيونية بعنوان "هاذوكم" (هؤلاء)، إضافة إلى أفلام من بينها "خوصة" (خاتم)، وقديما "كركوان"، وهو نجل الفنان التونسي لطفي بوشناق.