مجتمع
بعد ساعات من الحريق.. "العين الإخبارية" داخل كنيسة مارجرجس بحلوان
الكنيسة تعد أثرا تاريخيا يزيد عمرها على 100 عام، أنشأتها الجالية الألمانية في نهاية الطرف الشمالي الشرقي من مدينة حلوان.
دموع وابتسامات ودعاء لا ينقطع بالسلام والمحبة لمصر، تلك هي الأجواء التي سيطرت على الموجودين داخل كنيسة مارجرجس بحلوان، مسلمين ومسيحيين، بعد ساعات من حريق ضخم التهم المبنى الأثري كاملاً.
ورصدت كاميرا "العين الإخبارية" آثار الحريق الضخم الذي وقع الأحد.
حزن مفعم بالحب والرضا سيطر علي أبناء الكنيسة الذين صدموا بعد مشاهدة حطام كنيستهم الصغيرة، كنيسة "مارجرجس" التي كانت قطعة فنية فريدة تحولت بفعل حريق ضخم وقع، الأحد، إلى كتلة متفحمة.
وقال القمص أندراوس عزمي، كاهن كنيسة مارجرجس حلوان، إن قوات الحماية المدنية بمحافظة القاهرة نجحت في السيطرة على الحريق، لكنه التهم كل أجزاء الكنيسة، لأن معظمها من الخشب حتى الأسقف، وهو ما ساعد على الاشتعال بشكل سريع جداً.
وأوضح "عزمي" لـ"العين الإخبارية" أن الكنيسة تعد أثراً تاريخياً يزيد عمرها على 100 عام، وكانت كنيسة صغيرة أنشأتها الجالية الألمانية في نهاية الطرف الشمالي الشرقي من مدينة حلوان، ويعود تاريخ بنائها إلى سنة 1898.
واستمرت الخدمة بها حتى قيام الحرب العالمية الأولى، وبعد انتهاء الحرب وهزيمة ألمانيا توقفت الخدمة في الكنيسة وظلت مغلقة ومهملة لعقود.
وتابع عزمي: "في عام 1971 تمكن الأنبا بولس أسقف إيبارشية حلوان والمعصرة السابق من شرائها من المسؤولين الألمان مع أرض فضاء بجانبها بمبلغ 3 آلاف جنيه، وجدد مبانيها على قدر الإمكان وكرسها كنيسة باسم الشهيد العظيم مارجرجس".
واندلع حريق ضخم، الأحد، تسبب في دمار جزء كبير من كنيسة "مارجرجس" التاريخية بجنوب القاهرة، قبل أن يتم السيطرة عليه من جانب قوات الدفاع المدني.
وقال مصدر أمني مصري لـ"العين الإخبارية"، إنه جارٍ فحص كاميرات المراقبة بمكان الحادث ورفع البصمات، للتأكد من سبب الحريق، مستبعداً وجود شبهة جنائية، مرجحاً أن يكون الحادث وقع بسبب ماس كهربائي من داخل إحدى غرف الكنيسة.
ومن جانبه قال القمص أندراوس عزمي إن النيابة تسلمت، صباح الإثنين، كاميرات المراقبة الموجودة بالمكان، وتم البدء بفحصها فعلياً.
وتوجه "عزمي" بالشكر لرجال الأمن والقيادة السياسة المصرية لسرعة استجابتهم وتعاونهم الكبير، قائلاً: "بكل المحبة نشكر رجال الحماية المدنية الذين اجتهدوا بشكل معجز لإخماد الحريق، أمس، ونشكر محافظ القاهرة على زيارته للكنيسة ومدير أمن القاهرة الذي أبدى منتهى التعاون والمحبة لنا، ونطمع في محبة الرئيس السيسي والمسؤولين سرعة ترميم الكنيسة، وهذا ما وعدنا به بالفعل".
وبمزيد من المحبة تحدث القس بشارة عبده، راعي كنيسة العذراء والملاك بالدواجن بحلوان، وقال لـ"العين الإخبارية" إن أقباط مصر يصلون ليل نهار من أجل بلادهم، متمنين من الله أن يحفظها من أعدائها.
وعبّر عن حزنه الشديد بسبب ما حدث في الكنيسة التي تعد معلماً قبطياً تاريخياً يعتز به كل المصريين، لكنه في الوقت نفسه أكد أنه يعلم أن كل ما يحدث هو أمر خير.
وتفقد الأنبا بسنتي، أسقف حلوان والمعصرة، ومحافظ القاهرة اللواء خالد عبدالعال، ونائبه للمنطقة الجنوبية اللواء أحمد فؤاد، وعدد من نواب البرلمان عن منطقة حلوان، كنيسة مارجرجس.
وأكد اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، دعمه الكامل للكنيسة وتقديم جميع التيسيرات التي تحتاجها لإزالة آثار الدمار الذي تعرضت له جراء الحريق، مشدداً على وقوفه قلباً وقالباً مع شعب الكنيسة وأبنائها.
ورصدت "العين الإخبارية" وجود عشرات من الأقباط من أبناء الكنيسة وجيرانهم المسلمين الذين حرصوا على الوجود معهم لمواساتهم.
وقال أيمن فوزي بطرس، أحد شباب الكنيسة، إنه كان موجوداً وقت الحريق وساعد مع مجموعة من شباب المنطقة في إخماده بجانب قوات الحماية المدنية.
وأوضح بطرس لـ"العين الإخبارية" أن النيران كانت تتصاعد بشكل سريع جداً والتهمت معظم أرجاء المبنى، مؤكداً أنه رغم الدمار الذي حل بالكنيسة إلا أنهم مصرون على إقامة الصلوات بها الجمعة المقبل.