الأول في أفريقيا.. مكتب أممي في المغرب لمحاربة الإرهاب
وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي يقول، إن المكتب سيعمل على بلورة برامج في مجال مُكافحة الإرهاب لتعزيز قدرات الدول الأعضاء.
وقع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، وفلاديمير فورونكوف، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، اتفاقاً يُنشأ بموجبه مكتب برنامج بالمغرب لمكافحة الإرهاب في أفريقيا، تابع لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
ويسعى الطرفان من خلال الاتفاق الذي وقع الثلاثاء، إلى تعزيز الجهود لمواجهة التهديدات الإرهابية المتزايد في أفريقيا خلال السنوات الأخيرة.
وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، في كلمة له، إن هذا المكتب سيعمل على بلورة برامج في مجال مُكافحة الإرهاب، الغرض منها تعزيز قدرات الدول الأعضاء.
ولفت إلى أن تأسيس المكتب يأتي في وقت تتنامى الأعمال الإرهابية في القارة السمراء، مؤكداً أن هذه الأعمال تزايدت بنسبة 31 % منذ 2011، لتصل إلى 4100 هجوم في النصف الأول من العام الجاري، في حين ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 26 % في عام واحد (12507 مقابل 9944 في النصف الأول من عام 2019).
وأضاف، في منطقة الساحل، التي شهدت أكبر تجدد لأعمال العنف، تضاعفت هجمات الجماعات الإرهابية سبع مرات منذ منتصف 2017، أما بحيرة تشاد فقد تضاعف تقريبا عدد ضحايا الهجمات الإرهابية لجماعة "بوكو حرام" و"داعش" منذ يونيو 2017 ليصل إلى 964 شخصا.
وخلص بوريطة إلى أن هذه الأرقام تؤكد أن أفريقيا بحاجة إلى عمل "فوري وحازم" لتحقيق الاستقرار، وتعزيز أمنها، وتمكينها من التركيز على التنمية المستدامة.
خطوة تاريخية
وبدوره، قال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف، إن الخطوة تُعد "مرحلة طبيعية" في إطار تعزيز قدرة المملكة على مكافحة الإرهاب في أفريقيا.
ووصف فورونكوف افتتاح المكتب بأنها خطوة "تاريخية، ومنطقية".
وشدد على أن الأمر لا يتعلق بتأسيس حضور ميداني، وإنما يتعلق "بامتداد في المغرب" لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، معربا عن اقتناعه بأن هذا "النموذج سيكون مشجعا للعديد من البلدان في السنوات القادمة".
وأكد المتحدث، أن المكتب، وهو الأول من نوعه في أفريقيا، سيساهم بشكل كبير في مكافحة الإرهاب وحفظ الأمن على الحدود.
ولفت إلى أن المكتب سيشكل بنية "مبتكرة للغاية" من شأنها أن تساعد دول الجوار والقارة الأفريقية على تطوير قدراتها وزيادة فعالية أنشطتها في مكافحة الإرهاب.
وأشار إلى أن المكتب سيتولى أيضا تنسيق أنشطة مكافحة الإرهاب في هذه المنطقة، مشيرا إلى الأهمية الجغرافية لأفريقيا جنوب الصحراء، والتي تعد أيضا "مصدر قلق بسبب الانتشار السريع للإرهاب".