أول لقاء بين الروس والغرب بعد حرب أوكرانيا.. تصرفات "ضد البروتوكول"
لم تجد الأعراف الدبلوماسية أو الثوابت البروتوكولية مكانا في اجتماع العشرين، الذي شهد أول لقاء مباشر بين الروس والأوروبيين بعد الحرب.
واجتمع وزراء مال وحكام البنوك المركزية في دول مجموعة العشرين الأربعاء على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
- صندوق النقد: التفاف روسيا على العقوبات بالعملات الرقمية "صعب"
- "لن نسدد بالروبل وترقبوا عقوبات جديدة".. رد نهائي من ألمانيا على روسيا
وبينما كان البعض يأمل في أن يكون الاجتماع بداية لتفاهمات تنقذ العالم من تداعيات الحرب، حاول المسؤولون الأوربيون بناء موقف موحد تجاه روسيا التي انخرطت في صراع مع أوكرانيا، وأغضبت القارة العجوز.
ضد البروتوكول
وحرص الأوروبيون على إحراج الروس وإظهارهم بمظهر المنبوذين دوليا، عبر الانسحاب مباشرة بمجرد بدء الجلسات التي كان من المقرّر أن يتحدّث فيها المسؤولون الروس.
وقرّر وزراء ومحافظو بنوك مركزية الانسحاب من بينهم وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير ووزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين.
وقال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير في افتتاح الاجتماع إنّ "الحرب تتعارض مع التعاون".
وحضّ روسيا على "الامتناع عن المشاركة في اجتماعات مجموعة العشرين" التي تضمّ كبرى اقتصادات العالم من بينها الولايات المتحدة والصين والهند والبرازيل واليابان وفرنسا وألمانيا.
وقالت وزيرة المالية الكندية كريستيا فريلاند عبر موقع تويتر: "إن ديمقراطيات العالم لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة العدوان المستمر وجرائم الحرب الروسية. انسحبت اليوم كندا وعدد من شركائنا الديمقراطيين من الجلسة العامة لمجموعة العشرين عندما سعت روسيا للتدخل". ونشرت فريلاند صورة للمسؤولين الذين انسحبوا عبر حسابها على تويتر، وظهر في الصورة وزير المالية الأوكراني سيرهي مارشينكو، ورئيسة البنك المركزي الأوروبي كرستين لاجارد، ورئيس بنك الاحتياط الاتحادي جيروم باول، ومحافظ البنك المركزي للملكة المتحدة أندرو بيلي، والمفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية باولو جينتيلوني، ووزير المالية الهولندي سيجريد كاج.
وقال وزير المالية البريطاني ريشي سوناك في وقت سابق إن مسؤولين ماليين بارزين من بريطانيا والولايات المتحدة وكندا انسحبوا من اجتماع للمجموعة عندما تحدث ممثل روسيا.
وقال مصدر مقرّب من الوفد الأمريكي "انسحب عدد كبير من وزراء المال ومحافظي المصارف المركزية، بمن فيهم الوزير الأوكراني سيرغي مارشينكو والوزيرة جانيت يلين عندما بدأت روسيا التحدّث، كما أغلق وزراء ومحافظو مصارف آخرون كانوا يشاركون في الاجتماعات افتراضيا، كاميراتهم". كما غادر الوفدان البريطاني والكندي القاعة.
وكانت مصادر حكومية ألمانية قالت إن الوفد الألماني سيشارك في اجتماعات الأربعاء "رغم احتمال وجود ممثلين روس ... واضح أننا نؤيد أن لا يُسمح لروسيا بشكل مباشر أو غير مباشر بتخريب العمل المهمّ المتعدد الأطراف".
وقال وزير المال الألماني كريستيان ليندنر لصحيفة بيلد الاثنين إن المسؤولين الألمان "لن يتركوا الأكاذيب والدعاية دون ردّ".
لا للتسييس
وقالت وكالة ريا للأنباء إن وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف حث مجموعة العشرين على عدم تسييس الحوار بين الدول الأعضاء وحذرهم من خطر تقويض الثقة في النظام النقدي والمالي العالمي.
وحضر تيمور ماكسيموف نائب وزير المالية الروسي الاجتماع الذي عقد في واشنطن في حين انضم إليه سيلوانوف ومحافظة البنك المركزي الروسي عبر الانترنت.
وكرّرت إندونيسيا التي تترأس مجموعة العشرين أنّها ستظلّ محايدة بعد دعوات ملحّة إلى استبعاد روسيا من اللقاء.
وهذه المرة الأولى التي يلتقي فيها كبار المسؤولين الماليين في مجموعة العشرين منذ حرب روسيا وأوكرانيا في 24 فبراير/شباط بعدما افترقوا في جاكرتا بإندونيسيا في 18 من الشهر نفسه على وعد بتنسيق جهودهم بهدف تحقيق انتعاش عالمي "أقوى".
وألقى الهجوم الروسي بظلاله على التوقّعات الاقتصادية العالمية إذ أدّى إلى تفاقم التضخّم وتسبّب بأزمة غذائية وبارتفاع أسعار المحروقات.
الاجتماع "لم يفسد"
من جانبها، قالت رئيسة مجموعة العشرين إن انسحاب مسؤولين من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا من اجتماع لمجموعة العشرين بسبب مشاركة روسيا لم يفسد تركيز الاجتماع على إيجاد موقف مشترك لمعالجة العوامل السلبية التي تؤثر على النمو العالمي.
وأضافت وزيرة مالية إندونيسيا سري مولياني إندراواتي، التي رأست الاجتماع، أن انسحاب هؤلاء المسؤولين من اجتماع وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية للمجموعة التي تضم أكبر الاقتصادات في العالم "لم يكن مفاجأة كاملة" ولم يعرقل النقاش الأوسع للمجموعة.
وأبلغت إندراواتي مؤتمرا صحفيا عقب الاجتماع "أنا واثقة بأن هذا لن يقلص تعاون أو أهمية منتدى مجموعة العشرين."
aXA6IDE4LjIyNi4yMTQuOTEg جزيرة ام اند امز