"خسارة عباس".. أسرار تبدد آمال أول انتخابات فلسطينية منذ 15 عاما
تبددت آمال الفلسطينيين بالتوجه إلى صناديق الاقتراع لانتخاب ممثليهم بالمجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان المؤقت) للمرة الأولى منذ 15 عاما.
وقبل ساعات من انطلاق الدعاية الانتخابية لهذه الانتخابات التي تسجلت لها 36 قائمة فصائلية ومستقلة اجتمعت القيادة الفلسطينية بمشاركة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وقررت تأجيل الانتخابات.
ولم تحدد القيادة الفلسطينية في بيانها الذي تلاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس موعدا محددا لإجراء الانتخابات، مكتفية بالإشارة إلى ضرورة موافقة إسرائيل على إجراء الانتخابات بالقدس الشرقية.
وجاء القرار رغم الاحتجاجات التي خرجت في الضفة الغربية وقطاع غزة ضد قرار التأجيل.
ورأى مراقبون -في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"- أن عدم تحديد موعد جديد للانتخابات، إنما يعني أنها قد لا تجرى في المدى المنظور.
وكانت آخر انتخابات تشريعية جرت في العام 2006 عندما فازت حركة "حماس" بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي.
وقال مراقبون لـ"العين الإخبارية" إن خشية حركة "فتح"، التي يقودها عباس، من خسارة الانتخابات مجددا هي السبب الرئيسي لقرار التأجيل.
وكشفت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية" إن استطلاعات خاصة أجرتها حركة "فتح" في الأسابيع الأخيرة أظهرت خسارة الحركة للانتخابات.
وطبقا للاستطلاعات، التي لم يتم نشرها واطلعت "العين الإخبارية" على تفاصيلها فإنه لو نجح الرئيس الفلسطيني في توحيد قائمته مع قائمتي "المستقبل" و"الحرية" لكانت حركة فتح فازت بأغلبية في المجلس التشريعي.
وحمل المسؤولون في "المستقبل" و"الحرية" الرئيس الفلسطيني المسؤولية عن عدم توحيد الحركة في قائمة واحدة.
وعلمت "العين الإخبارية" أن عباس كان سأل أعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح" يوم الإثنين عن تقديراتهم بشأن نتائج الانتخابات.
وقال أحد المشاركين في الجلسة لـ"العين الإخبارية": "كانت تقديرات الغالبية من أعضاء المركزية إن النتائج ستكون كارثية على حركة فتح".
وسادت تقديرات بخسارة "فتح" للسلطة في حال إقامة حكومة بمشاركة قوائم "حماس" و"المستقبل" و"الحرية".
وقالت مصادر فلسطينية لـ"العين الإخبارية": "على الفور كان القرار في اللجنة المركزية لحركة "فتح" بتأجيل الانتخابات، ولكن أن يصدر القرار عن القيادة الفلسطينية بمشاركة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية".
وأضافت المصادر: "تمت دعوة القيادة الفلسطينية والفصائل إلى الاجتماع من أجل إعطاء قرار التأجيل طابع الإجماع".
وتابعت المصادر ذاتها: "تم الاتفاق على استخدام رفض إسرائيل مشاركة سكان القدس الشرقية بالانتخابات كغطاء للتأجيل".
واعتبرت المصادر أنه "كان بالإمكان تأمين مشاركة القدس بالانتخابات من خلال فرضها على أرض الواقع عبر وضع صناديق الاقتراع في الشوارع والمساجد والكنائس".
وقالت: "اختارت القيادة أن تؤجل الانتخابات تحت غطاء القدس في حين أن السبب كان أمرا آخر على الإطلاق".
aXA6IDMuMTM2LjIyLjE4NCA=
جزيرة ام اند امز