العالم أصبح بغيّر حدوداً حاجزة للمعلومة، كما أن المعايير واضحة دلالتها مفهومة معانيها،
تختلف الشعوب في ثقافتها وقيمها ودوافعها في تحديد مساراتها، كما تختلف أنماط القيادة ومنهجها، فكما هناك نمط من القيادة يبث الإحباط والرضا بما هو كائن، وأنه ليس في الإمكان أحسن مما حققنا أو تحقق، قيّض الله لشعب الإمارات، قيادة تبث روح الأمل والعمل في نفوس أبنائها، كما كرست دوماً حب الصدارة وعشق الريادة والرقم واحد، حتى باتت ثقافة شعب ونمط سلوك وتفكير.
وسارت الصدارة هدفاً لتحقيق غاية كبرى، هي الحفاظ على مكتسبات الوطن، والدفع به نحو المكانة التي تليق به وما يحدث على أرضه، ولو أن هذه الثقافة كانت محض أحلام وتمنيات، لما كان لها في دنيا الناس أثر، وذَبُلت المعاني في العقول، ودبّ الوهن في النفوس، غير أنها أصبحت واقعاً ملموساً على كافة المقاييس، ولأن الأرقام لا تكذب ولا تتجمل.
إن وطناً لا يقبل من أبنائه بغير المركز الأول في ما يقومون به، لهو وطن يجعل من الأنظمة الفاعلة فيه والمكونة له، بعيدة عن التنميط والقوالب الجاهزة، ولا شك أن قيمة كبرى سيتناقلها الخلف عن السلف، لتظل راية الوطن خفاقة.
كما أن العالم أصبح يغيّر حدوداً حاجزة للمعلومة، كما أن المعايير واضحة دلالتها مفهومة معانيها، ومن ذاكرة عام مضى، نتطرق إلى بعض المؤشرات الدالة على تصدر الإمارات للعديد من المجالات، على سبيل المثال لا الحصر، حافظت دولة الإمارات على صدارتها في المركز الأول عربياً، وحلت في المركز 35 عالمياً في «مؤشر الابتكار العالمي لعام 2017»، متقدمة من المركز 41 العام الماضي، لتحقق بذلك قفزة بمقدار ستة مراكز.
وتعزَّز موقعها ضمن بلدان الفئة العليا الأكثر ابتكاراً في الترتيب العام للمؤشر، وكان طبيعياً أن يأتي تقرير السعادة العالمي، الذي تصدرت فيه الإمارات المركز الأول عربياً والـ 21 عالمياً، حسب مؤشر السعادة العالمي لعام 2017، الصادر عن معهد الأرض في جامعة كولومبيا، بإشراف الأمم المتحدة.
كما جاءت الإمارات في المركز الأول عربياً والـ 17 عالمياً في تقرير التنافسية العالمية 2017-2018، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) في سويسرا، وهو من أهم تقارير التنافسية العالمية، التي ترصد بشكل سنوي، أداء وتنافسية اقتصادات دول العالم، من حيث نقاط القوة والضعف، وانعكاساتها على مستوى المعيشة والازدهار والرفاهية لشعوبها.
كما جاءت في الترتيب الثاني عالمياً في الثقة بالحكومة، حسب مؤشر دلمان، وعنها أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، أن «الثقة أهم وأكبر أصل من أصول الحكومة»، كيف لا؟، وأبناء الإمارات يتقدمون كل يوم، بل كل ساعة، خطوات وخطوات إلى الأمام على كافة الأصعدة، ووفق مختلف المقاييس العالمية.
كما تصدرت الإمارات عربياً في تقرير البنك الدولي عن سهولة ممارسة الأعمال. كما حلت الأولى عربياً وإقليمياً في ترتيب مؤشر رأس المال البشري العالمي، بمعدل تطوير يصل إلى 65.48 ٪، في تقرير التنمية البشرية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
هذا غيض من فيض تميز الإمارات، الذي لا يزال، وسيظل بإذن الله قائماً، ولكن ماذا تعني كل تلك المؤشرات؟، تعني أن النهضة التي تشهدها أرض هذا الوطن المعطاء، لا تقتصر على مجال دون آخر، لكنها شاملة ومتكاملة، وهذا هو التوازن المهم والدقيق.
كما أنها تؤكد صحة الطريق ووضوح الرؤية، كما أنها تعني في الوقت ذاته، أن هناك حالة من التسابق بين أبناء الوطن في مختلف القطاعات، لكي يكونوا في المقدمة، وهو بلا شك نمط من الفكر، ينعكس على السلوك والأداء وكفاءة العمل، حين تكون الرغبة في الوصول إلى المركز الأول ثقافة عامة، يصبح من يحقق غيره غير قانع، وغير راضٍ حتى يحقق ما يصبو إليه، ومن اعتاد بلوغ القمم، لا يرضى دونها، ولو كان دونها الجهد والنصب، كما أن ذلك يؤكد أن هناك بيئة مواتية دافعة للإبداع، وجاذبة لأصحاب الفكر الخلاق، الذي هو أساس هذه الانطلاقة، وعمودها الإنسان القادر على استثمار الإمكانات المتاحة على أكمل وجه.
إن وطناً لا يقبل من أبنائه بغير المركز الأول في ما يقومون به، لهو وطن يجعل من الأنظمة الفاعلة فيه والمكونة له، بعيدة عن التنميط والقوالب الجاهزة، ولا شك أن قيمة كبرى سيتناقلها الخلف عن السلف، لتظل راية الوطن خفاقة، كما أنها تتطلب وعياً بأن كل فرد مسؤول عن تحقيق هذه الغاية الكبرى، ولأن الحفاظ على القمة يتطلب جهداً أكبر وإصراراً أشد، وهو الأمر الذي يتطلب أن يتحمل كل من يستظل بسماء الوطن، وتطأ قدمه طهر رماله، أن يشمِّر عن سواعده، لأنه لا وقت لغير ذلك في وطن يعشق الريادة.
نقلا عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة