"مستقل" نقيبا لمحامي بيروت في أول استحقاق منذ بدء الاحتجاجات
النقيب الجديد ملحم خلف هو من أوائل الداعمين للثورة وعرف بمشاركته في التظاهرات، إضافة إلى تطوّعه في الدفاع عن الكثير من الناشطين.
في أول استحقاق نقابي منذ بدء "الثورة اللبنانية" كسرت نقابة المحامين في بيروت كل الحواجز الحزبية، وحقّق المرشّح المستقل المحامي ملحم خلف فوزا ساحقا على المرشح المدعوم من جميع الأحزاب مجتمعة.
وأعلن عن فوز ملحم خلف، أمس السبت، بمركز نقيب المحامين في بيروت بـ2341 صوتا مقابل 1532 أخرى للمرشح المدعوم من أحزاب السلطة مجتمعة.
وهذه هي المرة الأولى منذ عشرات السنوات التي تشهد فيها نقابة المحامين مثل هذا الفوز، حيث تعتبر النقابة من أهم النقابات في لبنان، وكان لمئات المحامين دور أساسي في دعم الثورة اللبنانية.
والنقيب الجديد ملحم خلف هو من أوائل الداعمين لهذه الثورة وعرف بمشاركته في التظاهرات، إضافة إلى تطوّعه في الدفاع عن الكثير من الناشطين في وجه دعاوى رفعت ضدهم من قبل سياسيين.
وجرت انتخابات النقابة على دورتين، تنافس في الدورة الأولى 17 مرشحاً لشغل أربعة مراكز عضوية، وثمانية محامين لمركز نقيب تمتد ولايته لسنتين.
وأسفرت نتائج الدورة الأولى عن وصول ثلاثة مرشحين لمركز النقيب، هم ملحم خلف وناضر كسبار وبيار حنا، ليعود بعدها وينسحب الأخير وهو المدعوم من "التيار الوطني الحر"، لصالح الثاني، وتعلن جميع الأحزاب مجتمعة دعمها له أيضا، وهي (القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي، وتيار المستقبل، وحزب الله، وحركة أمل).
في المقابل، دعم جميع المستقلين وداعمي الثورة من المحامين إضافة إلى "حزب الكتائب" المعارض وخارج السلطة، المحامي ملحم خلف الذي استطاع حسم الانتخابات لصالحه بفارق أصوات كبيرة، حيث علت في قاعة النقابة هتافات "ثورة ثورة" عقب إعلان فوزه.
ووضع مراقبون وسياسيون هذه النتيجة في خانة الاستطلاع والاختبار لأولى تحولات الشارع اللبناني بعد شهر على انطلاق الثورة، وهو ما عكسته نتيجة التصويت، بحيث أثبتت خروج عدد كبير من المحامين عن قرار الأحزاب التي لطالما كانت تتحكم في نقابة المحامين وبنتائجها مسبقا.
وقبيل بدء انتخابات الدورة الثانية لانتخاب نقيب المحامين، كتب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، وهو عضو في نقابة المحامين على حسابه بـ"تويتر": "تم الالتفاف الشامل لجميع أحزاب السلطة بوجه المرشح المستقل ملحم خلف، أتمنى من زملائي منع وضع اليد على نقابتنا".
وفي تصريح له بعد انتخابه، قال خلف: "تحية إلى عشاق الديمقراطية التي تتحلى بها النقابة، ونأمل في أن يمتد مشهد العرس الذي عشناه اليوم على الوطن بكامله لتدخل الديمقراطية، وتجدد نفس المؤسسات التي نريدها حماية للمواطن والناس وللحريات العامة".
وأضاف: "نريد الدولة أن تقبل ولا تخشى من تداول السلطة، أمّا انتخابنا اليوم فهو لأنّنا نؤمن أنّ نقابة المحامين رافعة الوطن"، مؤكدا "كانت نقابة المحامين ولا تزال الحصن المنيع للحرية العامة ولحقوق الناس وستكون حجر الأساس لتقوم الدولة العادلة التي نريدها".
aXA6IDE4LjIyNy4yMDkuMjE0IA== جزيرة ام اند امز