في أولى محاكمات المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس، صلاح عبد السلام، أصر التزام الصمت إلا أنه برر خلال المحاكمة ذلك الصمت، فماذا قال؟
في أولى محاكمات المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس، والناجي الوحيد من خلية منفذي هجمات باريس، والتي راح ضحيتها نحو 130 قتيلاً، صلاح عبد السلام أصر التزام الصمت أمام القضاء البلجيكي، مما أثار استفزاز أسر الضحايا، إلا أنه برر خلال المحاكمة ذلك الصمت.
ويمثُل عبد السلام أمام القضاء البلجيكي للمرة الأولى، بعدما وجّه إليه الاتهام بإطلاق النار على قوات الأمن البلجيكي، الذين أصيبوا في تبادل لإطلاق النار قبل 3 أيام من توقيفه بمنطقة مولنبيك البلجيكية، حيث كان يدير حانة مع شقيقه إبراهيم، أحد انتحاريي باريس.
وظل المشتبه به (28 عاماً) صامتاً منذ اعتقاله في بلجيكا في مارس/آذار 2016، بعد 4 أشهر من هجمات 13 نوفمبر/تشرين الثاني، ليحبط جهود المحققين في تحديد كيفية تنظيمها وتنفيذها.
وبحسب ما وصفت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، فإن عبد السلام الذي رفض التقاط صور لوسائل الإعلام، كان ملتحياً ومرتدياً قميصاً رمادياً وبنطلوناً أسود، ومحاطاَ بقوات الشرطة، الذين وضعوه في المكان المخصص للمتهمين.
وأجريت المحاكمة وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث احتشد نحو 200 شرطي داخل المحكمة لحمايتها، ومئات من قوات الأمن من خارجها، كما وجد أفراد من القوات الخاصة من الشرطة الفيدرالية على مروحيات "هليوكوبتر" لتأمين المحاكمة.
ثم وجّه القاضي أسئلة على عبد السلام، الذي أجاب "لا أريد الإجابة عن الأسئلة"، ودار الحوار بين القضاة والمتهم على النحو التالي:
- القاضية ماري فرانس كيوتين "السيد عبدالسلام، هل يمكنك النهوض؟"، فأجاب "أنا مرهق لا أستطيع النهوض"، فقالت له "على الأقل أجب عن أسئلة الهوية".
- انفعل جيرارد شاملة محامي إحدى الضحايا، من التزام عبد السلام الصمت قائلاً: "توقف التعامل مثل نجوم المشاهير، أنت تجعلنا رهينة صمتك".
- عبد السلام يخرج عن صمته قائلاً: "صمتي لا يجعل مني مجرماً، إنه فقط وسيلة للدفاع عن نفسي".
- عبد السلام: "في الوقت الراهن هناك أدلة في هذه القضية مادية وعلمية، أود أن أحاكم على أساس أدلة ومستندات موثقة، وليس إرضاءً للرأي العام".
- تابع عبد السلام: "ما أراه أنه يتم الحكم على المسلمين، ويعاملون بأسوأ معاملة بلا رحمة، مع عدم افتراض براءتهم".
ثم نطق عبد السلام الشهادة موجهاً حديثه للقاضي: "الآن أحكم عليّ كما تريد، أضع كامل ثقتي في ربي.. ولا أخشاكم ولا أخشى حلفاءكم.. لا أخشى إلا الله، وليس لدي شيء لأقوله".
وكرر المشتبه به حديثه: "صمتي لا يعني أني مذنب أو مجرم إنه حق دستوري".
وكان عبد السلام، وهو مجرم صغير سابق تحول إلى إرهابي، قد ألقى حزامه الناسف المتفجر في صندوق القمامة قبل فراره من العاصمة الفرنسية بعد الهجمات، ولكن الشرطة تقول إنها لا تعرف ما إذا كان قد غيّر رأيه في تفجير نفسه، بحسب ما ذكر لأصدقائه.
ولاحقا علق القضاء البلجيكي، إلى الخميس، جلسات محاكمة عبدالسلام، فيما كان من المقرر عقد جلسة استماع ثانية الثلاثاء، لكنها أُلغيت لإفساح المجال أمام سفين ماري محامي عبدالسلام لتحضير مرافعته، حسب ما أعلنت رئيسة المحكمة ماري فرانس كوتجن.
ويمكن بذلك أن تنتهي المحاكمة الخميس، بينما كان من المفترض قبلا أن تمتد على 4 أيام، أي حتى الجمعة مع توقف الأربعاء، ويُفسر تسريع الإجراء جزئيا بامتناع عبدالسلام عن الإجابة عن الأسئلة.
ومن المعروف أن عبد السلام لعب دوراً لوجستياً رئيسياً في التخطيط للعملية الإرهابية، واستئجار السيارات والشقق للإرهابيين ومساعدتهم على الوصول إلى أوروبا، كما أنه مرتبط بالإرهابيين المتورطين في تفجيرات بروكسل في مارس/آذار من العام الماضي بعد 4 أيام من اعتقاله.
ومساء 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، قامت 3 مجموعات إرهابية بمهاجمة أنحاء باريس واستهدفت 6 مواقع على الأقل، وبحلول نهاية الليل، قُتل 130 شخصاً وأصيب مئات الآخرين.
وعبد السلام تربى في بروكسل بمولنبيك حيث تم تطرفه، وبدا في قلب خلية إرهابية، متورطة في ثلاث قضايا إرهابية كبيرة، وهي هجمات نوفمبر 2015 في باريس وعقبها هجمات بروكسل وهجوم محطة القطارات المتجهة من أمستردام إلى باريس في أغسطس/آب 2015.