إنفلونزا شرسة تفتك ببريطانيا.. ومخاوف من «سيناريو أسوأ»

تشهد بريطانيا ارتفاعا غير مسبوق في حالات الإنفلونزا والفيروسات التنفسية، إذ حذَّرت السلطات الصحية من "موجة تصاعدية" تسببت في تضاعف عدد حالات دخول المستشفيات 4 مرات مقارنة بالشهر الماضي.

• بين البرد والإنفلونزا والنوروفيروس... دليل البقاء بصحة جيدة في الشتاء

ووفقاً لأحدث التقارير، أظهرت الأرقام أن أكثر من 4500 سرير في المستشفيات شُغلت يومياً بمرضى الإنفلونزا الأسبوع الماضي، بزيادة تصل إلى 3.5 ضعف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وبالإضافة إلى ذلك، قضى أكثر من 4100 بريطاني يوم عيد الميلاد في المستشفى بسبب الإنفلونزا، بينما ارتفع العدد بحلول 29 ديسمبر/كانون الأول إلى أكثر من 5000 مريض.

ولا يقتصر الأمر على الإنفلونزا فحسب، بل أن معدلات الإصابة بفيروس "نوروفيروس"، الذي يسبب التقيؤ في الشتاء، زادت بنسبة 40% مقارنةً بالمعدلات المتوقعة.

وتأتي هذه الزيادة بالتزامن مع توقعات بانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون -10 درجات مئوية مع تحذيرات جوية بتساقط الثلوج، ما يزيد من الضغوط على المستشفيات الممتلئة بالفعل.

ووفقًا للخبراء، من المتوقع أن تزداد الأمور سوءا مع عطلة نهاية الأسبوع التي تشهد عادةً زيادة في التجمعات الاجتماعية.

وصرّح البروفيسور جوليان ريدهايد، المدير الوطني للخدمات العاجلة والطارئة في هيئة الصحة الوطنية (NHS)، قائلاً: "تشير الأرقام الأخيرة إلى أن الضغط من الإنفلونزا لم يتراجع قبل بداية العام الجديد، حيث قفزت الحالات اليومية في المستشفيات إلى أكثر من 5000 حالة، مع استمرار ارتفاع هذا العدد بوتيرة مقلقة".

وأضاف: "بالإضافة إلى الإنفلونزا، هناك ضغوط مستمرة من فيروس كوفيد 19، في الوقت الذي شهدت فيه المستشفيات زيادة في حالات الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) والنوروفيروس".

وحذرت وزارة الصحة الناس من الخروج في الصباح الباكر أو الليل خلال موجة البرد المتوقعة، مشيرة إلى أن درجات الحرارة المنخفضة قد تكون خطيرة على الأشخاص الضعفاء أو الذين يعانون من أمراض تنفسية.

وأكد وزير الصحة ويس ستريتينج أن الحكومة اتخذت خطوات سريعة لتخفيف الضغط عن النظام الصحي، مشيرا إلى أن تقديم لقاح جديد ضد الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، وضخ استثمارات إضافية في هيئة الصحة الوطنية، كانت من بين الإجراءات المتخذة للتعامل مع هذه الأزمة.

ومع استمرار هذا الوضع المتأزم، يتوقع خبراء الصحة أن يتفاقم الضغط على المستشفيات، خاصة مع تزايد الإصابات وتدهور الأحوال الجوية.