"مولات".. مبادرة غذائية لتلاميذ أديس أبابا الفقراء تشجعهم على التعليم
سامئيل تسفاي، مؤسس جمعية مولات الإثيوبية للتكافل الإنساني، يستلهم فكرة إنشاء الجمعية من مأساة إحدى تلميذاته في مدرسته.
"قدست زمباباو" تلميذة إثيوبية نابغة، كانت تدرس بجدية وتحلم بأن تكون من مشاهير العلوم الحسابية، لكن حلمها أجهضه الفقر المدقع الذي منعها من مواصلة تعليمها بسبب مرضها، حتى أجبرتها الظروف على التوقف عن المدرسة والتخلي عن طموحها، لأن والدتها لا تملك دولارين لعلاجها.
يقول "سامئيل تسفاي"، مؤسس جمعية "مولات" الإثيوبية للتكافل الإنساني والأستاذ بمدرسة "وطاتوش جنت" الابتدائية بأديس أبابا، إن "مأساة تلميذته زمبابابو غيرت حياته عندما علم قصتها من صديقاتها في المدرسة التي يدرس بها".
ويضيف لـ"العين الإخبارية" أنه كان دائماً ما يحرص على تفقد تلاميذه بالمدرسة وكان يلاحظ تلميذته زمبابابو، وعدد من التلاميذ لا يخرجون إلى تناول وجبة الغذاء وسعى إلى معرفة أحوالهم فوجد أن قصصاً مؤثرة وراء كل طالب.
كانت تلك بداية "تسفاي" مع تلاميذه التي ألهمته فكرة إطعام التلاميذ الفقراء في المدارس ثم تطورت لتكون "جمعية مولات الإثيوبية للتكافل الإنساني" لحل مشكلة وجبة الغذاء في المدارس، وشاركه فيها 22 من أصدقائه المتطوعين.
ويشير إلى أن أولى مهام الجمعية كانت توفير وجبة الغذاء للتلاميذ على مدار الأسبوع، ومنحهم أدوات مدرسية وأقلاماً ودفاتر وملابس.
المستفيدون من الجمعية
يقول تمسجن برهانو (10 أعوام)، أحد الطلاب المستفيدين من الجمعية، إنه يذهب للمدرسة دون تناول إفطاره، فقد توفي والده في وقت مبكر وتركه مع والدته ما جعل حياته صعبة.
برهانو قال إن الجمعية تعينه على مواصلة تعليمه، مبدياً سعادته بوجبة الغذاء التي تقدم له.
أسُوبالو جيتاي" طالب آخر من الطلاب المستفيدين من الجمعية، يدرس حالياً بالمرحلة الثانوية، وكان من أوائل التلاميذ الذين استفادوا من الجمعية، عندما كان بمدرسة "وطاتوش جنت" الابتدائية.
ويقول لـ"العين الإخبارية" عندما التقته أثناء تقديم وجبة الغذاء مع معلمة للتلاميذ بالمدرسة، إنه قرر أن يأتي إلى المدرسة التي تخرج فيها، كل يوم سبت، ليخدم الطلاب ويقدم لهم وجبة الغذاء التي كان هو نفسه ذات يوم يتسلمها عندما كان بهذه المرحلة.
ويوضح أنه استطاع مواصلة تعليمه بسبب هذه الجمعية، ونجح في الانتقال إلى المرحلة الثانوية، مؤكداً أنه يحرص دائماً على مساعدة التلاميذ بهذه المدرسة ويسعى لتقديم ما يستطيعه ليستكمل الطلاب تعليمهم.
وتقول حياة عباس، التي تدرس في الصف الثاني الابتدائي بالمدرسة، إن والدتها ترسلها لتلقي تعليمها بالمدرسة لكنها لا تملك شيئاً لتوفر لها وجبة الغذاء.
وتؤكد أن ما تقدمه لها جمعية "مولات" مكنها من مواصلة تعليمها، مشددة على حبها للدراسة ومعلميها المتطوعين لخدمة الطلاب الفقراء التي هي واحدة منهم، لافتة إلى أنها تحلم بأن تصبح كابتن طيران في المستقبل.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMC4yNTIg جزيرة ام اند امز