بعد استنجاد هايتي بالخوذ الزرقاء.. قصة جيش أممي ولد بالشرق الأوسط
بعد أن تحولت هايتي إلى إحدى البؤر الساخنة في العالم، إثر اغتيال رئيسها جوفينيل مويز، سارع هذا البلد إلى طلب قوات أممية لحفظ الأمن به.
سرعة الاستنجاد الهايتي بالأمم المتحدة، أعاد تسليط الضوء على قوات حفظ السلام العالمية، وطبيعة الأدوار التي تقوم بها في دول العالم أجمع.
تسعى هايتي إلى جلب قوات أممية للمساعدة في حماية منشآت بنية تحتية رئيسية لكن الطلب قوبل برفض أمريكي صريح.. إذن فما هي قوات حفظ السلام بالأمم المتحدة وما دورها؟
حسب الموقع الرسمي للمنظمة الدولية، فإن أكثر من مليون رجل وامرأة خدموا تحت راية الأمم المتحدة منذ عام 1948، ويمكن أن تكون قوات حفظ السلام عسكرية ومن الشرطة والمدنيين.
لكن أكثر من 3500 شخص فقدوا حياتهم خلال خدمتهم قضايا السلام تحت راية الأمم المتحدة.
وخلال السنوات الأخيرة تزايدت مهام قوات حفظ السلام من أفراد مدنيين وعسكريين وشرطة؛ حيث تتطور أدوارهم ومسؤولياتهم وأصبحت ولايات حفظ السلام أكثر تعقيدًا وتعددية في الأبعاد.
ولم تعد مهام تلك القوات مجرد رصد وقف إطلاق النار؛ بل تطورت إلى حماية المدنيين ونزع سلاح المسلحين وحماية حقوق الإنسان وتعزيز سيادة القانون ودعم إجراء انتخابات حرة ونزيهة والتقليل من خطر الألغام الأرضية.
وتقدم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تضحيات بالجملة، ففي عام 2016 وحده فقد 117 جنديا حياتهم بينهم عسكريون وشرطة وموظفون مدنيون دوليون ومتطوعون من الأمم المتحدة وموظفون وطنيون من 43 دولة.
ومن الشرق الأوسط، بدأت أولى مهام قوات حفظ السلام الأممية، وتحديدا عام 1948، بعد قرار من مجلس الأمن بنشر مراقبين عسكريين لمراقبة اتفاقية الهدنة بين إسرائيل ودول عربية.
ومنذ ذلك الحين، نشرت 71 عملية لحفظ السلام بواسطة الأمم المتحدة، 57 منهم منذ 1988.
وعلى مدار السنين، شارك مئات الآلاف من العسكريين، فضلاً عن عشرات الآلاف من شرطة الأمم المتحدة والكثير من المدنيين من أكثر من 120 دولة في عمليات حفظ السلام.
أما أول بعثة واسعة النطاق فتضم ما يقرب من 20 ألف عسكري بأقصى حد لها، فكانت عملية الأمم المتحدة في الكونغو، التي بدأت عام 1960.
وأظهرت عملية الأمم المتحدة في الكونغو المخاطر التي تنطوي عليها محاولة جلب الاستقرار للمناطق التي مزقتها الحروب، وقتل 250 من أفراد المنظمة الدولية أثناء خدمتهم في هذه البعثة.
ووفقا لآخر التقارير الأممية يخدم أكثر من 110 آلاف عسكري وشرطي ومدني في 15 بعثة لحفظ السلام، مما يمثل انخفاضا في كل من تعداد الأفراد وعدد بعثات حفظ السلام.
وفي 30 يونيو/حزيران الماضي، توصل أعضاء الأمم المتحدة إلى اتفاق بشأن ميزانية عمليات حفظ السلام من شأنه أن يتيح تجنب تجميد البعثات.
وتقدّر الميزانية التي تم اعتمادها بنحو 6,5 مليار دولار، وتغطي 12 شهراً على غرار الموازنات السابقة من يوليو/تموز 2021، وحتى يونيو/حزيران 2022، والمبلغ المقر يعادل عموما ما تم تبنيه العام الماضي.
وميزانية عمليات السلام منفصلة عن ميزانية التشغيل السنوية للأمم المتحدة (3,07 مليار دولار) التي تمتدّ من يناير/كانون الثاني، وحتى ديسمبر/كانون الأول.
aXA6IDMuMTQ0LjExNS4xMjUg جزيرة ام اند امز