فورين بوليسي: ترامب أول رئيس أمريكي يعامل أردوغان بما يستحق
الانهيار الحاد في العلاقات يعكس تراجع أهمية أنقرة
مجلة فورين بوليسي الأمريكية قالت إن الرئيس دونالد ترامب هو أول من يفهم حقيقة تركيا-أردوغان.
قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هو أول من يفهم تركيا في ظل حكم رجب طيب أردوغان بالطريقة الصحيحة ويعاملها بما تستحق.
وأوضحت المجلة، في تحليل كتبه ستيفن كوك، أن قضية القس أندرو برانسون المحتجز في تركيا وتعنت نظام أردوغان في إخلاء سبيله، بجانب 15- 20 من حاملي الجنسيتين الأمريكية والتركية، كانت الشرارة التي أشعلت فتيل الأزمة بين البلدين، لكن أسباباً عدة أثارت كذلك سخط الولايات المتحدة تجاه تركيا.
ومن بين هذه الأسباب خطط أنقرة لشراء منظومة الدفاع الجوي الروسية المتطورة، إس 400. وسبب الغضب الأمريكي تحديداً من هذه الصفقة أن تركيا ستقوم في نفس الوقت بتشغيل المقاتلة إف35، أحدث طائرة متقدمة في الترسانة العسكرية الأمريكية، والاعتماد على روسيا لإجراء أعمال الصيانة وقطع الغيار لمنظومة الصواريخ، وبالتالي سيتمكن الروس من الحصول على معلومات استخبارية قيمة حول كيفية رصد الطائرة.
كما ساهمت تركيا في تعقيد الحرب، التي تشنها الولايات المتحدة على تنظيم داعش؛ أولاً بإجبار واشنطن على التفاوض لمدة عام على استخدام قاعدة إنجرليك الجوية، ثم غزوها لشمال سوريا، واستهداف حلفاء واشنطن الأكراد. وبهذا فإن أردوغان هدد القوات الأمريكية في سوريا.
وبالنسبة لإيران، فقد فعل أردوغان كل شيء ممكن لتقويض سياسة الولايات المتحدة حيالها، سواء التفاوض على اتفاق منفصل، أو معارضة العقوبات على إيران، أو مساعدة طهران على الإفلات منها.
وتلفت المجلة إلى أن الانهيار الحاد في العلاقات بين البلدين يعكس تراجع أهمية تركيا لدى الولايات المتحدة، رغم وجود العديد من المصالح المشتركة بين البلدين. وأوضحت أن نظام أردوغان "وجد مصلحة مشتركة مع الجماعات الإرهابية، وأثار الاضطرابات في الخليج وفي القدس، والبحر الأحمر."
وختمت بالقول: "حتى قيمة قاعدة إنجرليك تقلصت؛ مع تراجع تهديد داعش. وفضلاً عن هذا، فمع تطوير أنقرة علاقاتها مع موسكو؛ يبدو أن من غير المرجح أن تكون هذه القاعدة ذات أي فائدة في المنافسة القادمة بين القوى العظمى، مثلما كانت أثناء الحرب الباردة. هل بقي شيء آخر؟ ليس الكثير".