وضع أمني هش.. هل تنهار الهدنة بين مليشيات غربي ليبيا؟
لا تكاد العاصمة الليبية طرابلس والمدن المجاورة تنعم بالهدوء حتى يشق هذا الهدوء أزيز رصاص المليشيات، الذي اعتاد عليه السكان.
فالمليشيات التي يفترض أنها تتبع جهات أمنية وعسكرية في الدولة الليبية تشتبك فيما بينها من وقت لآخر لأهون الأسباب، فمن الصراع على السيطرة والنفوذ إلى الاشتباك مع نظيرتها لمجرد دخول عنصر مليشياوي إلى مناطق سيطرة الأخرى.
فخلال هذا الأسبوع شهدت العاصمة طرابلس وعدة مناطق مجاورة من بينها مدينة صبراتة اشتباكات متقطعة بين المليشيات، أثارت الرعب بين السكان ودمرت عددا من الممتلكات.
- ليبيا.. اشتباكات المليشيات تقطع هدوء الأسابيع ومخاوف من تدهور الأوضاع
- سباق أممي لحل أزمة ليبيا.. و"باثيلي" يجدد الالتزام بخارطة الطريق
وتؤكد المصادر أن هذه الاشتباكات التي نشبت بين 2 من أكبر مليشيات العاصمة "الردع ودعم الاستقرار" كان سببها دخول عناصر من الأخيرة مناطق سيطرة الأولى، وهو السبب ذاته الذي كان وراء اشتباكات مليشيات مدينة صبراتة والزاوية في منطقة دحمان والتي تسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة وإغلاق الطريق الساحلي الدولي".
ويرى خبراء أن "الوضع الأمني في الغرب الليبي هش، والجميع في حالة هدوء حذر في انتظار انتهاء معارك السياسيين، لترجيح كفة ما، وهو ما ينذر بانهيار أمني وشيك قد يتصاعد لتهديد الهدنة بين المليشيات المسلحة الموقعة بين قادة ميليشيات طرابلس ومصراتة والزاوية في ٢٨ يوليو/تموز الماضي إثر اشتباكات عنيفة أسقطت أكثر من 200 قتيل وجريح".
ترقب وانفجار وشيك
ويقول المحلل العسكري الليبي محمد الترهوني، إن "الوضع في المنطقة الغربية خاصة العاصمة طرابلس على صفيح ساخن وفي أي وقت مهدد بالغليان والانفجار، نتيجة لتمركز تكتلات المليشيات داخل العاصمة والعمل كهراوة للضغط أو الضرب وفقا لأهواء السياسيين".
وتابع في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "الجميع سواء المحللين أو سكان طرابلس يتوقعون تصاعد اشتباكات المليشيات والانفلات الأمني الكامل في أي لحظة، خاصة في المنطقة من غرب طرابلس إلى مدينة الزاوية، كونها تتبع سياسيين بعينهم وتعمل وفقا لإرادتهم".
وأشار إلى أن "الوضع السياسي يعاني من انسداد والجميع يترقب المتغيرات والمحادثات بين الأطراف، ومن المتوقع أن تفتح فوهات البنادق حال توجهت الدفة السياسية بعكس ما يريد السياسيون الذين يمولون ويدعمون هذه المليشيات".
ويرى الترهوني أن "الاشتباكات الحالية بين المليشيات لا تتعدى كونها فرض سيطرة على المناطق الخاضعة لهم، ومن المستبعد أن تتصاعد ما لم تكن هنالك توجيهات لها ممن يديرونها".
وتابع: "تكشف الاشتباكات كذلك عن عدة أمور بينها فشل الاعتماد على المليشيات في بناء أمن حقيقي، وضرورة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بحل هذه المليشيات ونزع سلاحها، وكذلك أن "هذه المليشيات فيما بينها غير متجانسة وغير موحدة الرؤية أو القيادة".
حل المليشيات
ومن جانبه، يرى المحلل السياسي الليبي سالم سويري، أن "الاشتباكات المتقطعة في المدن غرب ليبيا هي مقدمات لاشتباكات عنيفة قد تحدث في أي وقت نتيجة لسعي قادة المليشيات إلى توسيع دائرة نفوذها وسيطرتها".
وتابع في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "المليشيات التي تسيطر على مناطق أوسع تمتلك محور القوة الذي من خلاله تكون فاعلا سياسيا مهما وتشارك بشكل ما في كثير من قرارات السلطة التنفيذية".
وأضاف أن المليشيات فيما بينها ليست موحدة وتتعدد ولاءاتها وانتماءاتها وتوجهاتها وأصبحت مثل المافيات والكارتيلات في أمريكا اللاتينية أي أنها جماعة منظمة خارجة عن القانون تأتمر لإمرة شخص، ويجب تسريحها".
وأوضح أن "العاصمة طرابلس تعاني من هذه المليشيات والاشتباكات لن تنتهي إلى الأبد إلا بحل هذه المليشيات وإعادة تأهيل ودمج منتسبيها بشكل فردي في الأجهزة الأمنية، وفقا لشروط معروفة من بينها ألا يكون من أصحاب السوابق الإجرامية والجنائية".
ونوه إلى أن "الحوارات العسكرية مع المجموعات المنضبطة تسير بشكل مواز لبناء قوات مسلحة موحدة بعيدا عن هذه المليشيات، وعلى الأولى فرض سيطرتها ويجب توفير الدعم لها لتكون قوة فاعلة لا تترك للجماعات الإجرامية فرصة للسيطرة على العاصمة والتحكم في القرار السياسي".
وباتت الاشتباكات بين المليشيات في الغرب الليبي تندلع لأي سبب من وقت لآخر في ظل العجز الحكومي عن إيقاف مثل هذه الأعمال الخارجة على القانون، وتعطل المسار الأمني والعسكري والذي سبق وتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وإعلان مبادئ توحيد المؤسسة العسكرية.
aXA6IDMuMTQ0LjI1Mi41OCA= جزيرة ام اند امز