تحرير الرهائن الأربعة.. هل يمثل طوق نجاة لنتنياهو؟
وسط إخفاقات عسكرية على مدار 8 أشهر مضت ودعوات لانتخابات مبكرة، جاءت عملية تحرير الرهائن في منطقة النصيرات بمثابة طوق نجاة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
إشادات واسعة نالها نتنياهو وقادة الجيش، إذ عبر سياسيون عن فخرهم بـ"النصر" بعد الوصول إلى الرهائن الأربعة وتحريرهم في منطقة النصيرات.
وعلى غير عادته في أيام السبت، نشط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التنقل وإصدار البيانات.
وبدا واضحا أن نتنياهو، الذي واجه على مدى أشهر اتهامات بالتخلي عن الرهائن الإسرائيليين في غزة والفشل في تحقيق أهداف الحرب، يريد حصد الفضل في إعادة 4 رهائن إسرائيليين أحياء من غزة.
فنشط مكتبه في توزيع البيانات التي تعزو الفضل له في قرار العملية في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط غزة وحتى الحديث هاتفيا ولقاء الرهائن وعائلاتهم.
وتضمنت مقاطع الفيديو التي وزعها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي صور نتنياهو وهو يعانق الرهائن بعد عودتهم.
كما نشر مكتبه صورا له وهو يتابع من أحد مقار الجيش الإسرائيلي مئات الجنود وهم ينفذون العملية في النصيرات.
وقال: "وجود رئيس الوزراء نتنياهو في غرفة العمليات الحربية التابعة للجيش لحظات قبل تنفيذ عملية إنقاذ الرهائن من قطاع غزة، وشكر كلا من وزير الدفاع ورئيس هيئة أركان الجيش ورئيس الشاباك وفريق إدارة العملية عندما تم إبلاغه بأنه تم إنقاذ أربعة مخطوفين وهم على قيد الحياة وأنهم وصلوا إلى البلاد بسلام".
وقال نتنياهو: "نحن ملتزمون بالقيام بهذا أيضا (إعادة جميع الرهائن) لاحقا.. لن نتوقف حتى نكمل المهمة ونسترجع جميع مخطوفينا إلى ديارهم، الأحياء والأموات على حد سواء".
ثم نشر مكتبه شريط فيديو لمحادثة نتنياهو الهاتفية مع نوعا أرغماني بعد وصولها إلى إسرائيل مع إبراز شكرها له على دوره.
ولاحقا، توجه إليها في مستشفى شيبا، إذ كانت مع أفراد عائلتها وتعمد نشر الفيديو من هناك أيضا.
وتكرر المشهد نفسه خلال معانقته أحد الرهائن الإسرائيليين الذي عاد في عملية الجيش.
هل كانت العملية إنقاذا لنتنياهو أكثر من الرهائن؟
تدفق البيانات والتصريحات والصور ومقاطع الفيديو عن دور نتنياهو أبرز العملية وكأنها إنقاذ له أكثر من إنقاذ الرهائن أنفسهم.
فقد تم الإعلان عن إعادة الرهائن الأربعة قبل ساعات من إعلان محتمل لزعيم حزب "الوحدة الوطنية" والوزير في حكومة الحرب بيني غانتس استقالته من حكومة الطوارئ اعتراضا على طريقة إدارة نتنياهو للحرب.
ولكن عودة الإسرائيليين الأربعة، المتزامنة مع بهجة عامة إسرائيلية وبث لا يتوقف لمحطات التلفزة الإسرائيلية، دفع غانتس لتأجيل إعلانه إلى أجل غير مسمى.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "عملية إنقاذ المختطفين عُرضت على الوزير بيني غانتس يوم الخميس، وكان يعلم أن العملية ستنفذ اليوم، ومن حوله يقولون إنه لم يعلن إلغاء المؤتمر الصحفي حتى لا يعرض العملية للخطر".
ولكن نتنياهو قال بما يشبه خطاب النصر في مؤتمر صحفي: "لقد عانقت أندريه وشلومي وألموغ ونوعا وعائلاتهم. سنعيدهم جميعًا، وحتى الآن نعمل على عودة المزيد من المختطفين. لقد وافقت على عملية الإنقاذ دون تردد".
هل اقتنعت عائلات باقي الرهائن؟
ولكن بإعادة 4 رهائن إسرائيليين من غزة فإنه تبقى هناك 120 إسرائيليا.
وقالت عائلات الرهائن المتبقين في مؤتمر صحفي في تل أبيب: "لا يزال هناك 120 مختطفاً في جحيم غزة، والسبيل الوحيد لإعادتهم جميعاً هو الصفقة فقط".
وأضافت: "في الصفقة السابقة تم إطلاق سراح أكثر من مائة مختطف، إنقاذاً للأرواح، ولإعادتهم جميعًا يجب التوجه إلى الصفقة".
ولكن نتنياهو يرفض الصفقة في ظل تهديد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش بمغادرة الحكومة حال قبول الصفقة.
وتعني مغادرة بن غفير وسموتريتش للحكومة سقوطها وهو ما لا يريده نتنياهو حتى لو كان على حساب عدم إعادة الرهائن كما يقول معارضوه وعلى رأسهم رئيس المعارضة يائير لابيد.
ويدفع نتنياهو وسموتريتش وبن غفير بالرأي الذي يقول إنه يمكن إعادة الرهائن من خلال الضغط العسكري.
ولكن عائلات الرهائن استذكرت إنه تم إعادة رهائن بالاتفاق أكثر مما تم في العمليات العسكرية.
وقالت في بيان تلقته "العين الإخبارية": "الآن هو الوقت المناسب للاستفادة من عملية الإنقاذ. وحتى اليوم تجدر الإشارة إلى أنه تم إطلاق سراح 7 رهائن في عمليات بطولية، وفي الصفقة تم إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة انتقلوا إلى الصفقة، ووافقوا على نهاية الحرب، وأنقذوا الأرواح وأعيدوا الجميع".
وقال شاهار مور، ابن شقيق أبراهام موندر: "اليوم على وجه التحديد لا ينبغي للمرء أن يخلط: لا يزال هناك 120 مختطفاً يموتون في جحيم غزة منذ 8 أشهر أو 246 يوماً، والسبيل الوحيد لإعادتهم جميعاً هو الصفقة".
بدورها، قالت عيناف تسينجوكر، والدة ماتان: "أقول للحكومة انظروا إلى سعادة ووحدة الوطن عندما يعود أربعة مختطفين، فعودة كل منهم ستجعل من أمتنا أمة كاملة! أبرموا صفقة الآن".
وقالت إيلا ميتسجر، زوجة ابن يورام: "ليس لدى المختطفين الوقت، ولن نتمكن من تحريرهم جميعا في العمليات، علينا أن نتوصل إلى اتفاق ينقذ الأرواح، الآن هو الوقت المناسب للاستفادة من عملية الإنقاذ المذهلة، من أجل التوصل إلى صفقة من شأنها أن تعيد الجميع، نطالب الحكومة بالاستفادة من الزخم الذي تم إنشاؤه لمتابعة وطرح الصفقة المطروحة على الطاولة".
ومن جهتها، قالت ميراف سبيرسكي: "تم حتى الآن إطلاق سراح 7 رهائن في عمليات عسكرية بطولية، وفي الصفقة السابقة تم إطلاق سراح أكثر من 100 مختطف، يمكننا إرجاعهم جميعا فقط في صفقة".
وأضافت: "هناك فرصة، وهناك شروط للصفقة.. إن الطريقة الوحيدة لإنقاذ الأرواح وإعادة الجميع هي من خلال الالتزام الإسرائيلي بإنهاء الحرب. اذهبوا إلى اتفاق، ووافقوا على إنهاء الحرب، وإنقاذ الأرواح وأعيدوا الجميع".
aXA6IDE4LjE5MS4yMTIuMTQ2IA== جزيرة ام اند امز