بالإحصائيات.. المسلمون الأكثر تضررا من الإرهاب في العالم
وسائل الإعلام الغربية تكيل بمكيالين في الهجمات التي تستهدف مسلمين

دراسات أظهرت أن الدول ذات الكثافة في السكان المسلمين تتصدر أول 10 دول تعاني من الإرهاب ويقع فيها أكبر عدد من القتلى
بعد الهجوم الإرهابي الغاشم الذي استهدف مسجد يؤمه مصلون في شمال شبه جزيرة سيناء المصرية، أوضح محللون فرنسيون أن المسلمين حول العالم هم الأكثر تضررا من الإرهاب بناء على إحصاءات العمليات الإرهابية في عدة دول.
وذكرت مجلة "لونوفل أوبسيرفاتير" في تقرير لها، على خلفية الهجوم الإرهابي، الذي أسفر عن استشهاد 305، بينهم 27 طفلا و160 مسنا، وجرح المئات، أن المسلمين حول العالم هم أوَل ضحايا الإرهاب، مستعرضة سلسلة من إحصاءات نتائج عمليات إرهابية في العراق وأفغانستان وباكستان ومصر، وحتى المسلمين في أوروبا.
وأشارت إلى أن عددا من الباحثين والمراقبين لظاهرة الإرهاب حول العالم توصلوا إلى نفس النتيجة وهي أن "الغالبية العظمي من الهجمات الإرهابية ترتكب في الشرق، ولاسيما في البلدان الإسلامية، وحتى أكثر من الدول الغربية"، موضحة أنه على عكس ما يعتقد البعض بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 بأن الغرب هو هدف الإرهابيين.
كما أبرزت التناقض في أفعال وأقوال التنظيمات الإرهابية بالمنطقة قائلة إن الهجوم الذي استهدف مسجدا ومسلمين تقوم به تنظيمات تدعي أنها تحارب لأجل الإسلام والمسلمين.
ولفتت المجلة الفرنسية إلى ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن إمام مسجد، بعد وقت قصير من هجوم مسجد الروضة، بأن الهجمات الإرهابية ضد المسلمين لم تعد مفاجأة، بل أصبحت شائعة.
وغداة الحادث، كان وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، قد صرح بأنها "لم تكن المرة الأولى الذي يستهدف فيها الإرهاب مسلمين".
ووفقا للمجلة الفرنسية، فإن دراسة أجريت عام 2005، أكدت نفس النتائج بأن المسلمين هم المنكوبين الأكثر في العالم، جراء الهجمات الإرهابية.
الكيل بمكيالين
من جانبه، قال الباحث ويليام برانيف، مدير معهد "الاتحاد الوطني لدراسات الإرهاب" (START)، بجامعة ميريلاند، بالولايات المتحدة، إنه "عندما يتم دراسة الإرهاب بطريقة شاملة، فمن الواضح أن أول الضحايا هم المسلمين، وليس فقط عندما يكونون في الشرق"، مشيرا إلى أنه "حتى في أوروبا المساجد أيضا أصبحت هدفا للهجمات الإرهابية القاتلة".
وعقد الباحث مقارنة بين تناول وسائل الإعلام للهجمات الإرهابية التي تستهدف مسلمين والهجمات التي ضربت أوروبا بصفة عامة.
وذكر مثالا على ذلك، تناول محطة "أي.بي.سي" نيوز الأمريكية لحادثتي الهجوم الإرهابي على مسجد "فينسبري بارك" في لندن في يونيو/حزيران الماضي، وحادث الهجوم الإرهابي على المسلمين في العراق 30 مايو/أيار الماضي، وحادث الحفل الموسيقي للمغنية ريانا في مانشستر، خلال الشهر نفسه، وأوضح الباحث أن تناول وسائل الإعلام للهجمات التي تستهدف المسلمين جاء أقل بكثير من الهجمات التي تستهدف الفئات الأخرى".
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمر نفسه أكده إيريك ميلر وهو باحث آخر في نفس المعهد بقوله: "وسائل الإعلام في تغطيتها الهجمات الإرهابية، التي تستهدف أوروبا والهجمات التي تستهدف مسلمين تكيل بمكيالين".
وسردت المجلة الفرنسية عدة حوادث بشكل تنازلي للاستدلال، ومنها:
24 نوفمبر/تشرين الثاني، استهدف هجوم إرهابي مسجد الروضة في سيناء في مصر وراح ضحيته 305 شهداء وأكثر من 105 جرحى، واستهدق الهجوم المسلمين وقت الصلاة.
20 أكتوبر/ تشرين الأول، استهدف هجوم إرهابي مسجدا للشيعة في كابول عاصمة أفغانستان، وتبناه تنظيم "داعش" الإرهابي، وراح ضحية الهجوم نحو 56 شخصا، واستهدف الهجوم أيضا المسلمين وقت الصلاة.
وفي 23 يوليو/تموز 2013، أجريت مذبحة متزامنة في 4 مساجد في العراق، في عدة تفجيرات، أسفرت عن مقتل ما لايقل عن 12 من المصلين.
وفي عامي 2006 و2007، هاجم إرهابيون من السنة مرتين مسجد "العسكري" في سامراء بالعراق.
الدول العشرة
وبحسب الإحصاءات الأخيرة لتقرير مؤشر السلام العالمي للعام 2017، الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام، فإن الدول العشر الأكثر تضررا في العالم من الإرهاب إسلامية من بينها 6 دول عربية، وتصدرتها سوريا التي احتلت المركز الأخير على مؤشر السلم والأمن، تلتها العراق، وأفغانستان، واليمن، ونيجيريا، وباكستان، والصومال، وليبيا، وتركيا، والهند، البلد الوحيد في القائمة غير المسلمة، إلا أن بها عدد كبير من المسلمين.
كما أشار التقرير إلى أن ثلاثة أرباع الوفيات المتصلة بالإرهاب في العالم خلال عام 2016 كانت في العراق، موضحة أن هذا البلد الحزين سجل نحو 2415 هجوما إرهابيا خلال عام 2015، راح ضحيته نحو 6960 شخصا، وعلى الرغم من أن هذا الرقم أقل بنحو 30% من عام 2014، إلا أن العراق تظل البلد الأكثر تعرضا للهجمات الإرهابية في العالم.