مسؤول سابق بالمخابرات الفرنسية لـ"العين الإخبارية": الإخوان خطر وأيام صعبة تنتظر أردوغان
حذر مسؤول سابق في المخابرات الفرنسية من خطر الإخوان المسلمين على أمن بلاده. مشيرا إلى أيام صعبة تنتظر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
جاء ذلك في حوار خاص أجرته "العين الإخبارية" مع المسؤول السابق في المخابرات الفرنسية، جون برنار بيناتل.
حوارٌ تناول استراتيجية فرنسا لدرء خطر الإخوان وحصارها ودور قطر في دعم المنظمات الإرهابية، وكذلك انتهاكات تركيا في ليبيا وشرق المتوسط ورد الفعل الأوروبي تجاه ذلك، فضلا عن موقف الإدارة الأمريكية الجديدة.
وجان برنارد بيناتل، هو الرئيس السابق لمكتب الاستخبارات والعمليات لفرقة المظلات الحادية عشرة، وأحد الضباط الذين أكملوا مهنة عسكرية ومدنية مزدوجة كقائد عسكري وأكاديمي وكاتب فرنسي.
وترأس العميد بيناتل دائرة المعلومات والعلاقات العامة للقوات المسلحة الفرنسية (SIRPA)، حتى عام 1989، ويشغل في الوقت الحالي منصب نائب رئيس مركز "جيوبراجاما" البحثي ومن ضمن مؤلفاته "تاريخ الإسلام الراديكالي ومن يستخدمه".
- باحث فرنسي لـ"العين الإخبارية": إما حظر الإخوان أو مزيد من المذابح
- كاتب فرنسي يكشف لـ"العين الإخبارية" نفوذ الإخوان في قطر
الإخوان.. خطر على فرنسا
وفي اللقاء الذي أجرته معه "العين الإخبارية"، قال المسؤول السابق بالمخابرات الفرنسية،إن ملف مكافحة خطر الإخوان سيكون على رأس أولويات أي مرشح بالانتخابات الرئاسية المقبلة 2022.
مؤكدا أن تنظيم الإخوان يشكل تهديدا كبيرا على أمن البلاد، كما أنهم رسخوا صورة ذهنية سلبية في أوروبا عن المجتمع الإسلامي دون التفريق بين المسلمين السلميين والإخوان الذين لديهم أجندة سياسية.
وأشار إلى أن الرؤساء والحكومات المختلفة، وكذلك رؤساء بلديات المناطق الحضرية الكبيرة، تسببوا بإهمال هذا الملف لأكثر من عشرين عامًا في فرنسا ما أدى تدهور الأوضاع إلى ما آلت عليه الآن.
وأوضح أنه خلال أكثر من مئتي عام وفرنسا ملتزمة بقانون العلمانية، لكن منذ عام 2015، أسفرت الهجمات الإرهابية عن مقتل أكثر من 300 من مواطنيها، ما رفع الوعي لدى الشعب بأن الوقت قد حان للرد ومحاصرة هذه التنظيمات المتطرفة.
ولفت إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، هو أول زعيم يعلن بوضوح أن العدو هو الإسلام السياسي، دون أن يخلط بينه وبين الدين الإسلامي.
وعن الخطط الحالية لمواجهة التطرف، بيّن أن هناك قانون مناهضة الانفصالية قيد المناقشة في الجمعية الوطنية (البرلمان)، ويهدف إلى تعزيز وسائل الكفاح ضد الإخوان، مستطردا "إنها ليست مسألة وسائل بل إرادة سياسية".
قطر والإخوان..دعم تاريخي
وفيما بتعلق بدور قطر، نوّه بأنه تاريخي في دعم الإخوان بفرنسا، حيث مولت ما يقرب من 500 مسجد ومئات من المنظمات التابعة للتنظيم.
وأضاف: "قطر الأكثر تأثيراً ونفوذاً وسيطرة على إخوان فرنسا ومتورطة جدًا في هذا الانحراف والتطرف في فرنسا، فيما يحاول أردوغان استغلال الجالية التركية في فرنسا، خاصة القوميين من حزب العدالة والتنمية".
وأكد على أن جميع المسؤولين الذين يريدون خدمة ومصلحة فرنسا والدفاع عنها يدركون الآن الدور الضار لقطر على أمن وسلامة فرنسا.
ليبيا وعبث أردوغان
وحول الأزمة الليبية، قال المسؤول السابق بالمخابرات الفرنسية إن السبب الرئيسي للفوضى هناك هو المليشيات التي جلبتها تركيا والإخوان في مصراتة (غرب)، والذين يوفرون جزئيا الأمن لحكومة الظل في طرابلس.
وعلى صعيد العلاقات الفرنسية التركية، قال إن أردوغان خلق عداء مع فرنسا لعدة أسباب فهو يتصرف كمراجع لمعاهدة لوزان (24 يوليو 1923)، وينتهك القانون الدولي ولا يحترم قرارات الأمم المتحدة.
ففي معاهدة لوزان، وافقت تركيا، وهي حليف للإمبراطورية الألمانية خلال الحرب العالمية الأولى، على الخسائر الإقليمية لقبرص ودوديكانيز وسوريا وفلسطين والأردن والعراق والجزيرة العربية.
لكن أردوغان ينتهك أيضًا القانون البحري الدولي من خلال عدم احترامه للمناطق الاقتصادية الخالصة، الناتجة عن هذه المعاهدة.
كما أنه رغم قرارات الأمم المتحدة التي فرضت حظرًا على الأسلحة على ليبيا، لم يحترم ذلك فحسب، بل انخرط في نقل المليشيات الإرهابية من منطقة الصراع في سوريا التي يسيطر عليها، ونتيجة لذلك، يهدد استقرار منطقة الساحل الأفريقي الناطقة بالفرنسية بأكملها حيث يعيش 93 مليون أفريقي.
واعتبر المسؤول الفرنسي أن أردوغان من خلال تصريحاته وأفعاله، يهدد دولتين من أعضاء الاتحاد الأوروبي، والأخطر من ذلك، أن اليونان عضو في حلف الناتو العسكري الذي هو جزء منه.
ولفت إلى أنه يوجد في فرنسا شغف باليونان حيث تعود حضارتنا الديمقراطية إلى جذورها ويؤيد الرأي العام الفرنسي اليونان.
فرنسا وتركيا.. لمن الغلبة؟
وفي هذه الجزئية، ذكّر جون برنار بيناتل، بأن أردوغان يعلم جيدا قدرات بلاده العسكرية، بالقول "نحن لدينا موقف أقوى فقواتنا الجوية والبحرية متفوقة، لا سيما مع مقاتلات الرافال، وكذلك غواصاتنا الهجومية النووية القادرة على إرسال الأسطول التركي بأكمله إلى القاع. "
وتابع: "يجب أن يتذكر أردوغان أننا فعلنا ذلك بالفعل مع نافارين في عام 1827 لوقف مذابح الإغريق على يد الجنود العثمانيين".
وأوضح أن قيام فرنسا بإرسال سفن حربية وطائرات عاصفة إلى المنطقة وتنظيم مناورات مع الأسطول الإيطالي واليوناني يشير بوضوح إلى تصميمها على حماية مياه أوروبا الإقليمية، الأمر الذي جعل أردوغان يتراجع في الوقت الحالي.
وعن إمكانية التصعيد بين أوروبا وتركيا، أشار إلى أنه غير وارد، لأن أردوغان لن يفعل شيئا ويتراجع فعليا، فهو معزول تمامًا في انجرافه العثماني ودعم الإخوان في المنطقة.
كما أن هناك أصوات قد ارتفعت في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين لاستبعاد تركيا من حلف شمال الأطلسي "الناتو" منذ أن اشترت أنظمة "إس-400" من روسيا.
وحول توجه الإدارة الأمريكية الجديدة وتأثير ذلك على النظام التركي، توقع أن تكون أيام أردوغان صعبة في عهد الرئيس جو بايدن مع إصرار الأول على شراء نظام الدفاع الجوي الروسي وكذلك استفزازاته في المنطقة وشرق المتوسط