مجلة فرنسية تحذر من خطر "أحفاد الإخوان" على أوروبا
المجلة الفرنسية تقول إن الدوحة تمول عددا من عملائها بأوروبا أمثال: محمد كرموس وطارق رمضان وأحمد جاب الله وإبراهيم الزياتي
حذرت مجلة "كوزر" الفرنسية، من خطر الجيل الجديد بتنظيم الإخوان الذي تدرب على يد مفتي الإرهاب يوسف القرضاوي على أمن أوروبا، معتبرة أنهم أقلية تثير الفتنة وتبث سمومها في القارة العجوز، بتمويل قطري.
- فرنسا تحاصر الإخوان.. حظر تطبيق "يوري فتوى" للقرضاوي
- تحركات برلمانية فرنسية لتصنيف الإخوان تنظيما إرهابيا
وفي تحقيق حول حدود تنظيم الإخوان الإرهابي وخطره على أمن أوروبا، سلطت المجلة الفرنسية الضوء على وجوه الإخوان في أوروبا وهم؛ محمد كرموس في سويسرا، وطارق رمضان في فرنسا، وأحمد جاب الله وإبراهيم الزياتي في ألمانيا وبريطانيا.
وتحت عنوان: "تنظيم الإخوان في أوروبا: أخطر أقلية"، قالت المجلة: "تنظيم الإخوان الذي تأسس عام 1928، وتم حظره في العديد من البلدان، وحاليا يقدم جيلًا جديدًا وأحفادا ويطور استراتيجيته الدعوية في جميع أنحاء أوروبا".
وأشارت المجلة الفرنسية إلى أنه في عام 2002، عقد تنظيم الإخوان مؤتمراً في مدينة بون الألمانية حول موضوع "التعليم الإسلامي في أوروبا"، وذلك بتنظيم من المركز الثقافي الإسلامي في أيرلندا و"جمعيات علماء الاجتماع المسلمين" من المملكة المتحدة وألمانيا.
واستقبل المؤتمر الشخصيات الأوروبية المعروفة بانتمائها للإخوان والقريبة من التنظيم، مثل طارق رمضان حفيد مؤسس الإخوان حسن البنا، ومحمد كرموس أحد وجوه الإخوان في سويسرا ورئيس رابطة مسلمي سويسرا، وأحمد جاب الله رئيس فيدرالية المنظمات الإسلامية في أوروبا، أو إبراهيم الزيات في ألمانيا.
ووفقا للمجلة الفرنسية، فالهدف المعلن للمؤتمر هو تعليم جيل الشباب كيفية التعبير عن رسالة وروح الإسلام في العالم الغربي، ومواجهة تحدي مناهج المدارس العلمانية، لكن في حقيقة الأمر كانت دعوة للانضمام إلى التنظيم واعتناق فكرهم.
كما أشارت إلى حديث رئيس الأركان الأمريكي الراحل برنارد روجر حول الإخوان، حين قال إن "هدف الإخوان هو الاستيلاء على السلطة والتحدث نيابة عن المسلمين في البلاد التي يحكمونها".
وعادت المجلة الفرنسية قائلة: "إن عددا من بلدان العالم العربي تحظر تنظيم الإخوان وتصنفه "منظمة إرهابية"، داعية الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية إلى اتخاذ تدابير احترازية أو حظر التنظيم.
الدور المريب للقرضاوي
ولفتت المجلة الفرنسية إلى أنه "في الآونة الأخيرة، تحدث موقع "إنترسيبشن" الأمريكي عن اجتماع سري للإخوان.
وقال إن الاجتماع "تناول البنية التحتية للـتنظيم في 79 دولة حول العالم كتنظيم سري في تلك الدول لا تعلم عنه شيئاً كنوع من الخلايا الإرهابية النائمة".
وسلطت المجلة الفرنسية الضوء على الدور المريب لمفتي الإرهاب في أوروبا يوسف القرضاوي، موضحة أن دور هذا الكهل البالغ من العمر 92 عاماً في التنظيم يقع في منطقة رمادية، وحتى وقت قريب ترأس مؤسسات إخوانية بأوروبا، حتى استقر مؤخراً في قطر.
وأضافت: "رغم أن القرضاوي مقيم في الدوحة لا يزال الزعيم الروحي للتنظيم، وقام ببناء وتطوير جميع الهياكل الأساسية للتنظيم في أيرلندا".
وأشارت مجلة "كرورز" الفرنسية إلى أن القرضاوي كان مؤسساً مشاركًا للمجلس الأوروبي للفتاوى والأبحاث، وهي مؤسسة تصدر فتاوى مبسطة، للمسلمين في أوروبا، كما ترأس الاتحاد الدولي لعلماء المسلمين، لمدة 10 سنوات".
وتابعت: "هذا ليس كل شيء، فهو شريك ومؤسس في الجمعيات المرتبطة بالتنظيم سواء على المستوى الأوروبي، مثل اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (FIOE) أو الجمعيات الفرنسية مثل اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا UOIF سابقاً، والتي أصبحت الآن "اتحاد مسلمي فرنسا".
جيل جديد من الإخوان
وحذرت المجلة الفرنسية من خروج جيل جديد للإخوان في أوروبا بأفكارهم المتطرفة، مدللة على ذلك بالتصريحات التحريضية للقرضاوي، والذي يدافع مرارًا وتكرارًا عن الهجمات الانتحارية والعنف ضد المرأة أو يبررها.
ولفتت المجلة إلى أنه على الرغم من انسحاب القرضاوي عن رئاسة بعض هذه المؤسسات إلى أنه تسلم الشعلة منه مجموعة من الباحثين، يسيرون على خطاه وتعاليمه".
ودللت المجلة الفرنسية على تأثر ذلك الجيل الجديد، بقولها: "إن الآثار الأولى لهذا الاتجاه الجديد تتجلى بسرعة، فالمنظمات الإخوانية في فرنسا تغذي خطاب الكراهية ومظاهرة ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا".
كما أطلق تنظيم الإخوان تطبيق "يورو فتوى" على الهواتف المحمولة والذي أصدر خلال الفترة الأخيرة فتاوى تحريضية تسببت في مطالبات برلمانية بإيقافه.
هوس الإخوان بالتعليم
ووفقاً للمجلة الفرنسية، فإن إحدى الوصفات لنجاح الإخوان هي اهتمامه بالمؤسسات التعليمية، موضحة أنه "خلال تسعينيات القرن الماضي، تم إنشاء المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، في شاتو شينون في مبنى تابع لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا المحسوب على الإخوان".
وتابعت: "يقوم ذلك المعهد الذي كان يرعاه القرضاوي بتدريب كوادر جديدة من أئمة المستقبل والمعلمين الذين يعيشون وفقًا لتعاليم الإخوان".
ومن بين المؤسسات التعليمية التي أسسها الإخوان في أوروبا أيضاً لاسيما في فرنسا، مدرسة في ألزاس وأورليانز، ومدارس خاصة في ليل مثل "ليسيه إفروس" (ابن رشد الثانوية). وفي ألمانيا يدير مدرسة EIHW معهد العلوم الإنسانية في ألمانياـ الإخواني المصري خالد حنفي.
ولفتت المجلة إلى أنه "لسوء الحظ، تبين أن تمويل هذه المؤسسات يأتي بشكل رئيسي من قطر، كما أن تلك المؤسسات التعليمية على صلة وثيقة بتركيا وهو ما يثير القلق في أوروبا".
وتابعت: "يضاف إلى ذلك انتشار المساجد التركية مثل "ميلي جوروس" في كل مكان تقريبا في أوروبا وبخاصة ألمانيا".
وتساءلت المجلة: هل من قبيل الصدفة البحتة أن يكون الفرع الجديد للمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية IESH في مدينة ألزاس الفرنسية، الذي تم تأسيسه في خريف عام 2018 من قبل جمعية عضو في "اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا" والرابطة الإسلامية لشرق فرنسا التي تقع في ستراسبورج.
واستطرد: "ليست مصادفة أن جميع هذه المنظمات ممولة من قطر".
وأوضحت المجلة أنه بمجرد تأسيس هذا الفرع للمعهد الإخواني تم إرسال نحو 7 آلاف طالب ومعلم إلى فيينا في مطلع يناير/كانون الثاني 2019 للمشاركة في هذه المسابقة التي تمولها مؤسسة قطر التعليمية، برئاسة والدة أمير دولة قطر الشيخة موزا بنت ناصر المسند.
كما شددت على ضرورة بذل جهد أوروبي كبير لمواجهة هذا الشكل من توغل التنظيم وتهديده للمجتمع الأوروبي.
وأشارت إلى أن "هناك دراسات عديدة تشير إلى أن أقل من 10% من المسلمين في أوروبا يشعرون بأنهم ممثلون من قبل الإخوان"، موضحة أن "هذه الأقلية تعمل على فرض الإسلام السياسي على الأغلبية العظمى الصامتة من مسلمي أوروبا".