سجين فرنسي سابق في الدوحة يدعو بلاده لوقف التزلف للنظام القطري
حذر من مخاطر الاستثمار في الدوحة جراء نظام الكفالة وظلم الأسرة الحاكمة، قائلا "كان قرارا خاطئا كلفني حريتي وخسارة أموالي"
طالب سجين فرنسي سابق لدى قطر، الخميس، بلاده بوقف التزلف لنظام "الحمدين"، محذرا من مخاطر الاستثمار في الدوحة جراء نظام الكفالة وظلم الأسرة الحاكمة.
وقال جون بيير مارونجي، خلال مقابلة مع موقع "بريز أنفو" الإخباري الفرنسي، إنه قضى 1744 يوما في جحيم السجون القطرية بعد تخلي سفارة بلاده عنه بفضل الضغوط القطرية، قبل أن يتم إطلاق سراحه قبل بضعة أشهر.
- "نهاية طريق الجحيم القطري".. مذكرات سجين فرنسي تفضح انتهاكات الحمدين
- سجين فرنسي في قطر يستغيث بحكومته لرفع الظلم
وأوضح مارونجي أنه كان ضحية خنوع بلاده أمام المال القطري، قائلاً "أنا مواطن فرنسي، وأطلقت عدة نداءات لإغاثتي، ولكن هنا بعض الممارسات في البلاد تتم خارج نطاق الدستور الفرنسي وتاريخها الجمهوري، بالتقاعس عن إغاثة الرعايا الفرنسيين مقابل المال القطري الذي أصبح يشكل تهديداً على أمن ومستقبل فرنسا".
وأشار إلى أنه بعد تجربته المريرة ينصح الفرنسيين بعدم البحث عن رزقهم في قطر، حتى لا يقعوا رهينة نظام الكفالة وظلم النظام القطري.
وأوضح السجين الفرنسي السابق أنه خدع في مظاهر الحداثة التي يزعمها النظام القطري ويروج لها في أذرعه الإعلامية، فقرر الاستثمار في الدوحة، ولكنه فوجئ بأنها أكثر ظلامية.
واعترف بأن قرار الاستثمار في قطر كان خطأ وكلفه حريته وخسارة أمواله.
ودعا مارونجي وسائل إعلام بلاده للكشف عن الوجه الحقيقي لقطر وممارسات النظام فيما يتعلق بحقوق العمال الأجانب وحقوق الإنسان، بل تمويل الإرهاب، حيث شاهد خلال فترة محبسه أن معاملة الدواعش في السجون القطرية أفضل حالاً من السجناء السياسيين والمعارضين ومن تعرضوا لظلم النظام القطري أمثاله.
ومارونجي مقاول فرنسي، سجنته الدوحة بتهمة توقيع شيكات بدون رصيد، بعد خلاف مع شريكه من أحد أعضاء الأسرة الحاكمة المقربة من أمير قطر تميم بن حمد، حيث صادروا أمواله وأفرغوا حساباته ورفضوا إعطاءه مستحقاته، ما تسبب في اتهامه بتوقيع شيكات بدون رصيد، والحكم عليه بالسجن 7 سنوات.
وأوضح السجين الفرنسي أنه صدم بصمت الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند ولم يتحرك لإغاثته، لخنوعه رهن الاستثمارات القطرية في بلاده، والعلاقات الدبلوماسية والهدايا من قبل سفارة الدوحة في باريس للمسؤولين الفرنسيين، كل هذه العوامل أدت إلى عدم اتخاذ فرنسا أي خطوة تجاه قطر، لإنقاذ الرعايا الفرنسيين من ظلم النظام القطري.
ولفت مارونجي إلى أنه حتى بعد إطلاق سراحه جرى منعه من مغادرة الأراضي القطرية، الأمر الذي دفعه للهروب عبر عبارة بحرية للعودة إلى فرنسا مرة أخرى.
وأشار السجين الفرنسي إلى أن بلاده تبيع للأسف القصور الفخمة والنوادي والمتاحف إلى قطر، موضحاً أن فرنسا تبيع حاضرها وماضيها لتلك الإمارة المتهمة في دعم وتمويل الإرهاب، كما أكد أن الأسهم القطرية أصبحت مسيطرة على معظم المؤسسات الفرنسية مثل "توتال" و"فينسي" وغيرهما من المؤسسات الضخمة.
وحذر مارونجي من أن الخطر الحقيقي من تأثير الاستثمارات القطرية على أمن فرنسا القومي وثقافتنا، لا سيما بعد الكشف عن التمويل السخي القطري للمؤسسات الإسلامية التابعة للإخوان في فرنسا التي تدعو إلى التطرف.
وأوضح أن الدوحة لا تزال تسعى لإخراس صوتي لعدم فضح النظام لما تعرضت له من ظلم، مدللاً على ذلك بأن صحفيا فرنسيا (لم يسمه) دعم قضيته وساعده في تأليف كتاب "نهاية طريق الجحيم القطري" الذي روى فيه قصته في السجون القطرية، إيمانويل رزافي تعرض للابتزاز وللتهديدات للتخلي عن دعم قضية مارونجي.
والكتاب صدر، الشهر الماضي، عن دار النشر الفرنسية "نوفو أوتير" (الكاتب الجديد)، بعنوان "نهاية طريق الجحيم القطري"،
وتابع:" كما تعرضت شخصياً للتهديدات عن طريق مكالمات تطالب بتوقف تنديدي بممارسات النظام القطري، ولكني لن أفعل".
aXA6IDE4LjIyMy4yMTAuMjQ5IA== جزيرة ام اند امز