"نهاية طريق الجحيم القطري".. مذكرات سجين فرنسي تفضح انتهاكات الحمدين
السجين السابق اختار توثيق انتهاكات "الحمدين" لحقوق السجناء، في كتاب روى فيه يوميات 5 سنوات من حياة مسلوبة، تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان
كتاب جديد يعري الانتهاكات القطرية لحقوق سجناء، ويسلط الضوء على ممارسات يقودها تنظيم الحمدين بنفسه، لينضاف إلى شواهد التاريخ ضد دويلة انتفت فيها جميع مقومات حقوق الإنسان.
الكتاب يخطه هذه المرة شاهد عيان.. سجين فرنسي سابق لدى الدوحة، اسمه جون بيير مارونجي، اختار توثيق انتهاكات النظام القطري لحقوق السجناء، مشيرا إلى ضلوع أفراد من الأسرة الحاكمة القطرية آل ثاني في حالات تعذيب أفضت إلى الوفاة، وتجاوزات لا تحصى بهذا الخصوص.
كتاب صدر، اليوم الخميس، عن دار النشر الفرنسية "نوفو أوتير" (الكاتب الجديد)، بعنوان "نهاية طريق الجحيم القطري"،
وتطرق مارونجي، في كتابه، إلى واقع الحياة في سجون الدوحة، ويوميات مساجين النظام يقسمهم النظام بين مسلمين وأجانب، فيجبر الأوائل على إطلاق اللحى، فيما يجبر الأجانب على دفع ضريبة عدم دخولهم الإسلام.
- سجين فرنسي في قطر: خدعوني بعفو صوري وأعداد المعتقلين في الدوحة تتزايد
- سجين فرنسي في قطر يستغيث بحكومته لرفع الظلم
مارونجي..الحكاية الكاملة
هو مقاول فرنسي، سجنته الدوحة بتهمة توقيع شيكات بدون رصيد، وذلك بعد خلاف مع شريكه من أحد أعضاء الأسرة القطرية الحاكمة المقربة من الأمير تميم بن حمد.
وفي الواقع، فإن سجن مارونجي كانت عملية مدبرة، حيث صادر تميم أمواله وأفرغ حساباته ورفض إعطاءه مستحقاته، ما تسبب في اتهامه بتوقيع شيكات بدون رصيد، والحكم عليه بالسجن 7 سنوات.
مجلة "لوبوان" الفرنسية نشرت مقتطفات من كتاب مارونجي الجديد، وهو الثاني له للكشف عن تجاوزات النظام القطري، وفيه يقول: "1744 يوم سجن في قطر، 5 سنوات من حياة مسلوبة، تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان".
ومن محبسه بالدوحة، وجه مارونجي، في أكتوبر/ تشرين أول 2017، استغاثة للمجلة الفرنسية، وقال إنه يقضي عقوبة لمدة 7 سنوات في قطر، بقضية شيكات بدون رصيد، رغم أن رصيده البنكي كان يكفي لتغطية الشيكات، إلا أن أحد المقربين من تميم بن حمد جمد أرصدته ما استدعى رفض الشيك وتعرضه إلى عقوبة.
"طلال بن عبدالعزيز آل ثاني معي في السجن"
ومن داخل السجن، كشف المقاول الفرنسي أن 20 أميراً من أسرة آل ثاني مسجونون معه، بينهم طلال بن عبدالعزيز آل ثاني (50 عاماً) رقم 5 في التاج الأميري، رغم محاولة الدوحة تكذيب تلك المعلومات.
من جانبها، حصلت مجلة "لوبوان" على وثيقة رسمية من وزارة الداخلية تفيد بأن طلال آل ثاني مسجون بالفعل في اتهامات شيكات بدون رصيد، مع أنه من أثرياء الدوحة، إلا أن النظام القطري كرر معه الحيلة التي مارسها مع السجين الفرنسي بتجميد أرصدته ثم سجنه لاتهامه بتقديم شيكات بدون رصيد.
ووفق الكتاب، فإن النظام القطري مارس جميع أنواع التعذيب بحق المعتقلين، لإجبارهم على توقيع اعترافات كاذبة، يعرضها فيما بعد أمام الإعلام المحلي، يزعم من خلالها بأنه يعتقل إرهابيين، لتبييض دعمه للإرهاب أمام المجتمع الدولي.
مارونجي قال إنه غداة مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب للدوحة، في يونيو/ حزيران 2017، قامت السلطات باحتجاز 25 قطريا بدعوى اعتزامهم الانضمام لتنظيم داعش الإرهابي.
لكن في الواقع، لا يعدو الأمر أن يكون سوى مسرحية هزيلة موجهة لوسائل الإعلام الغربية لعدم اتهام قطر بقمع معارضيها من جهة، والادعاء بمكافحة الإرهاب لدحض اتهامات دعم وتمويل جماعات التطرف من جهة أخرى.
aXA6IDE4LjIyMC4xMTIuMjEwIA== جزيرة ام اند امز