برلمانية فرنسية تدعو لتدابير صارمة ضد الإخوان ونفوذ قطر
هايدي صبري
ناتالي جولييه استكرت ما اعتبرته "تراخي باريس في الحرب على الإرهاب على الصعيد الداخلي"، داعية لتشديد الرقابة على تدفق الأموال القطرية
دعت عضوة مجلس الشيوخ الفرنسي، ناتالي جوليه، إلى اتخاذ مواقف صارمة ضد تنظيم الإخوان والنفوذ القطري في بلادها، محذرة من خطورتهما على أمن بلادها.
واستنكرت البرلمانية الفرنسية، ما اعتبرته "تراخي باريس في الحرب على الإرهاب على الصعيد الداخلي"، مؤكدة ضرورة تشديد الرقابة على تدفق الأموال القطرية لتجفيف منابع التنظيمات الإرهابية.
كانت وسائل إعلام فرنسية مؤخرا تداولت نبأ اعتقال إرهابي يدعى "مجدي مصطفى نامة"، سوري الجنسية، في مارسيليا للاشتباه في ارتكابه جرائم حرب، منددة بالثغرة في الإجراءات الأمنية التي سمحت بدخول الإرهابي بتأشيرة طالب.
واعتبرت جوليه أن ذلك الإرهابي دخل فرنسا نتيجة العيوب المستمرة في الحرب التي تخوضها فرنسا ضد الإرهاب داخلياً وتراخي البلاد في الإجراءات اللازمة لمكافحة الإرهاب والسماح لدول خارجية مثل قطر أن يكون لها نفوذ في فرنسا.
وجوليه عضو مجلس الشيوخ عن حزب الاتحاد الديمقراطي، كانت قد ترأست لجنة تحقيق بشأن التنظيم ووسائل الكفاح ضد الشبكات الإرهابية في فرنسا وأوروبا، بمجلس الشيوخ.
ودعت جولييه في مقال لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، إلى ضرورة تحلي السلطات الفرنسية باليقظة تجاه المنظمات الإخوانية التي تسهم في نشر التطرف في فرنسا، بدعم وتمويل من قطر.
ودللت البرلمانية الفرنسية على مخاوفها بالقول إنه في 28 سبتمبر/أيلول الماضية، عقد أحد ر موز الإخوان في فرنسا ويدعى، عثمان إيكويوسن، في قاعة بلدية رون، عقدت حلقة دراسية مستعرضاً خلالها أطروحات تنظيم الإخوان.
وتابعت أنه خلال الشهر نفسه وفي اجتماع للمركز العربي للبحوث والدراسات السياسية في باريس (Carep)، وهو مركز أبحاث قطري، أسسه عزمي بشارة المقيم في قطر الذي دعا المسلمين الفرنسيين إلى تشكيل قوائم مجتمعية قائلاً: "يجب على جميع الذين لا يوافقون على هذه العملية (...) أن يعلموا أن لديهم 6 ملايين صوت في متناول اليد"، موصيهم بـ"الذهاب إلى صناديق الاقتراع".
وقالت جولييه، إن الزعماء المحليين للإخوان في فرنسا يرحبون بالشخصيات المتطرفة المثيرة للجدل في اجتماعاتهم ومنهم الشيخ العربي البكري، مدير دراسات المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية (IESH) الممول من قطر، في شاتو شينون، وعضو المجلس الأوروبي للفتوى والبحث الذي كان يتزعمه يوسف القرضاوي المقيم في الدوحة.
ودعت جولييه إلى جانب التدابير الاستخباراتية، إلى أنه هناك حاجة ملحة لتحسين الرقابة على الجمعيات ومراكز البحوث وقنوات التمويل الخاصة بتنظيم الإخوان والتي لها صلات مباشرة وغير مباشرة بقطر.
وفي 24 يناير/كانون الثاني الماضي، في بوردو، استضافت مكتبة مولات مؤتمراً نظمته منظمة "اتحاد مسلمي فرنسا" المحسوبة على الإخوان بعنوان "الإيمان الإسلامي وقيم الجمهورية".
وكانت صحيفة "ليزيكو" الفرنسية، قد حذرت، في تقرير سابق، من تقارب باريس من الدوحة، منتقدة التناقضات القطرية في السياسة الخارجية القطرية التي تعِّقد الأزمات في الشرق الأوسط، وتدعم الإرهاب في المنطقة.
وأوضحت الصحيفة أن النموذج السياسي القطري رغم زعمه بالحداثة والانفتاح فإنه استبدادي يمول كيانات غامضة مثيرة للجدل في المنطقة تسهم في دعم وتمويل الإرهاب.
التناقض القطري
ودللت الصحيفة الفرنسية، في تقريرها، على تلك التناقضات قائلة: "إن قطر تمارس النفاق بإقامة علاقات مع إسرائيل بزعم الانفتاح واحتضان حركة حماس في نفس الوقت".
وأضافت أن "الدوحة تحتضن أيضا تنظيم الإخوان الإرهابي والارتماء في أحضان إيران لمعاداة دول الجوار التي تقاطعها".
وعلى المستوى الجيوسياسي، رأت الصحيفة أن الطموح القطري رغم كونها إمارة صغيرة في المنطقة فإنها تريد إقحام نفسها في الأزمات الإقليمية بلعب دور الوسيط احتذاء بفرنسا التي لها باع في الوساطة الدبلوماسية، مشيرة إلى أن هذه الرغبة في الوساطة لا تخلو بالتأكيد من الغموض.
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن قطر بعد مقاطعة دول الجوار لها باتهامها بتمويل الإرهاب، اتجهت في علاقاتها الخارجية إلى تركيا وإيران رغم اختلاف أجندتهم ومصالحهم الإقليمية ما يعد نموذجا آخر لذلك التناقض، كما عززت نفوذها خلال الفترة الأخيرة باستثماراتها في فرنسا وشراء عقارات بجانب الاستثمارات الرياضية.