ذباب الفاكهة يبوح بأسرار "الموت الحراري" بسبب تغير المناخ
الباحثون يصفون في ورقتهم المنشورة بالعدد الأخير من مجلة "ساينس" استخدام النماذج الرياضية للتنبؤ بالموت الحراري في ظل سيناريوهات مختلفة
ابتكر باحثون من تشيلي والمجر وإسبانيا نموذجاً لإظهار العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى الموت الحراري في أنواع متعددة من ذباب الفاكهة.
ويصف الباحثون في ورقتهم المنشورة بالعدد الأخير من مجلة "ساينس" في 4 سبتمبر/أيلول، استخدام النماذج الرياضية الراسخة للتنبؤ بالموت الحراري في ظل سيناريوهات مختلفة ومقارنتها ببيانات تحمل الحرارة من أبحاث سابقة.
ومع استمرار ارتفاع حرارة الكوكب بسبب عدم قدرة البشرية على التحكم في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، يحاول العلماء التنبؤ بما قد يبدو عليه المستقبل بالنسبة لنا وللمخلوقات الأخرى.
وفي هذا الصدد، نظر الباحثون في تأثير ارتفاع درجات الحرارة على الكائنات التي ليس لديها خيار العيش في منازل مبردة صناعياً، وهي ذباب الفاكهة.
ولفهم ما قد يواجهه ذباب الفاكهة (ومعظم الكائنات الأخرى) بشكل أفضل، بدأ الباحثون بمعرفة أن ارتفاع درجة حرارة العالم سيجلب معه درجات حرارة متغيرة، ومن المحتمل ألا تقتل كائنات مثل الحشرات في يوم واحد شديد الحرارة، والسيناريو الأكثر احتمالاً هو أنهم سيواجهون عدة أيام حارة على مدار أسابيع أو حتى أشهر.
وأشاروا إلى أن كل يوم ساخن يمكن أن يؤدي إلى تلف الخلايا والإجهاد، وكلاهما يؤدي إلى حياة أقصر أو عدم القدرة على التكاثر.
وقد تعتمد قدرة كائن ما على البقاء على قيد الحياة على مدى سرعة إصلاح هذا الضرر، وهذا يعني أن النماذج التي تتنبأ بالموت الحراري يجب أن تأخذ في الاعتبار المتغيرات، مثل وقت التعرض ودرجة الحرارة والثابت الوظيفي الذي يصف مدى حساسية مخلوق معين لتغير درجة الحرارة.
واستخدم الباحثون مثل هذه البيانات لبناء نموذجهم، كما أخذوا في الحسبان بيانات العالم الواقعي التي تصف درجات الحرارة القصوى الحرجة (أعلى درجة حرارة يمكن أن يتحملها مخلوق) لمجموعة من الحشرات.
وقارنوا النموذج بشكل إيجابي مع نتائج الدراسات السابقة التي اختبرت الموت الحراري في عدة أنواع من ذباب الفاكهة في العالم الحقيقي، مما يشير إلى درجة من الدقة.
ولاحظ الباحثون أن النموذج له حدوده، لكنه يمنح علماء المناخ أيضاً أداة أخرى للتنبؤ بتأثير الاحتباس الحراري على الأنواع المختلفة، ومنها البشر.