صناديق استثمار تراهن على الأسواق الناشئة لتحقيق أكبر المكاسب في 2019
رغم أدائها السيئ في 2018 تتوسع بعض صناديق الاستثمار في شراء أسهم الأسواق الناشئة أملا في أرباح ضخمة.
بعد أداء هبوطي حاد للأسهم في الأسواق الناشئة، خلال عام 2018، يراهن بعض مديري الصناديق في الولايات المتحدة على أن تلك الأسواق ستحقق لهم أكبر المكاسب في العام الجديد 2019، بحسب تقرير لوكالة رويترز.
قد لا يبدو هذا الأمر محتملاً في الوقت الحالي، بالنظر إلى أن الانكماش الاقتصادي في الصين الذي دفع شركة أبل إلى خفض تقديراتها لنتائج إيراداتها عن الربع الأول من السنة المالية الجديدة، الذي انتهى في 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى 84 مليار دولار، وهو ما يقل عن توقعات المحللين البالغة 91.5 مليار دولار وعن توقعات "أبل" الأصلية التي وضعت إيرادات الربع المالي الأول بين 89 و93 مليار دولار.
وتلك هي المرة الأولى التي تصدر فيها "أبل" تحذيراً بشأن توقعات إيراداتها قبل نشر النتائج الفصلية منذ إطلاق الهاتف آيفون في 2007، وقد أرجع تيم كوك، الرئيس التنفيذي للشركة، هذه الخطوة غير المعتادة إلى تباطؤ مبيعات آيفون في الصين التي يعاني اقتصادها من وطأة الضبابية المحيطة بالعلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، وقد أدت الخطوة إلى انخفاض سعر سهم الشركة بنسبة 10% في تعاملات الخميس الماضي.
ومع ذلك، فإن مديري الصناديق في مجموعة "وستوود" القابضة، و"جي ام أو" و"رو برايس" و"كوزواي" لإدارة الأصول، من بين أولئك الذين يراهنون على أن أسهم الأسواق الناشئة ستحقق مكاسب كبيرة في عام 2019، بدفع من توقعات بانخفاض سعر الدولار بشكل يساعد على تسريع النمو الاقتصادي.
ومع استمرار الصين في تحمل أعباء الخلاف التجاري مع الولايات المتحدة، يتوقع مديرو الصناديق أن الأسهم في بلدان مثل الهند وتايلاند وبيرو والبرازيل سوف تقفز محققة أداء أعلى من المؤشر القياسي للأسواق الناشئة الذي تسيطر عليه الصين.
- بنك أوف أمريكا: المستثمرون يتدافعون إلى الأسواق الناشئة بأسرع وتيرة
- "الجارديان": صحوة الدولار تهدد الأسواق الناشئة
وتوقع سيباستيان بيج، رئيس قسم تخصيص الأصول في "تي روز برايس"، أن تنتعش أسهم الأسواق الناشئة في العام الحالي، مستفيدة من تباطؤ وتيرة رفع أسعار الفائدة الأمريكية وتراجع الدولار.
وتابع: "عندما يحدث تعافٍ في الأصول الخطرة، فإن تلك التي الأسهم التي منيت بتقييمات أقل من وزنها الحقيقي سترتفع أكثر من غيرها".
وفي حين أن الأسواق الناشئة بدأت العام الجديد بخسارة تقارب 1.7% خلال أولى جلستين، يقول مديرو الصناديق إنهم يزيدون رهاناتهم على الأسهم في البلدان التي تعد من أكثر الأسواق هبوطاً، متوقعين أنها ستجني أكبر المكاسب إذا استأنفت الأسواق العالمية صعودها.
وقالت باتريشيا بيريز كوتس مديرة محفظة صندوق "ويستوودج للأسواق الناشئة"، إنها حالياً أكثر تفاؤلاً بالأسواق ناشئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، في ظل فرص هائلة بأسهم بعض الشركات عالية الجودة في مجال التأمين وبعض البنوك.
وأضافت أنها تعمل على زيادة حصص الشركة في أسهم جنوب أفريقيا وتايلاند وبيرو، بشراء أسهم في شركات ذات وضع جيد مثل "سانلام" للتأمين على الحياة في جنوب أفريقيا، و"كريدي كورب" أكبر شركة مالية في بيرو.
يشار إلى أن أسهم "كريدي كورب" ارتفعت بنسبة 8.8% على مدى الاثنى عشر شهراً الماضية، في حين انخفضت أسهم "سانلام" بنسبة 3.9% في نفس الفترة.
وتابعت :"على الرغم من أن الاقتصاد الكلي للصين قد لا ينمو بقوة كما كان في الماضي، إلا أنه لا تزال هناك مناطق نمو قوية فيه".
وقال جو جوبلر، مدير إحدى المحافظ في شركة "كوزواي"، إن شركته توسع حصصها في الشركات صغيرة الحجم في الهند، وكذلك شركات الطاقة التي بيعت أثناء فترة تدهور أسعار النفط، كما زادت حصصها في الشركات التي قد تستفيد إذا حدثت انفراجة في محادثات التجارة العالمية.