إقالة غالانت «المحتملة».. لبنان يعجل بها وأمريكا تمنعها
إذا كان رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مترددا في إقالة وزير دفاعه يوآف غالانت، فلبنان قد يعجّل بها إلا إذا تدخلت أمريكا بالفيتو لمنعها.
وتصاعد التوتر بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت مع استمرار التلويح بورقة الإقالة.
ويختلف نتنياهو وغالانت على كل شيء تقريبا بدءا من دعم وزير الدفاع لاتفاق يرفضه نتنياهو لتبادل الأسرى في غزة والنفوذ المتزايد لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في الحكومة.
وآخر هذه الخلافات هو العمل العسكري ضد حزب الله في لبنان الذي يدعمه نتنياهو فيما يدعو غالانت لاستنفاذ فرص التوصل الى حل سياسي أولا.
ويحظى موقف غالانت بالدعم من الإدارة الأمريكية التي أبلغت نتنياهو في الأشهر الماضية إنها تعارض إقالته من منصبه.
وتترك الخلافات بين الرجلين بين 3 احتمالات؛ إن يقال غالانت أو يستقيل أو أن يبقى في الحكومة رغم الخلافات.
وكانت العلاقات بين نتنياهو وغالانت قد توترت في شهر مارس/أذار من العام الماضي عندما عارض غالانت خطط نتنياهو للإصلاح القضائي ما دفعه إلى إقالته ثم إعادته إلى منصبه.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الإثنين: "يتوقع أن يلتئم اليوم الكابينت السياسي والأمني في ظل ما يتردد من خلافات بين نتنياهو وغالانت".
وأضافت: "أفيد بأن غالانت يؤيد استنفاد المساعي الدبلوماسية لاحتواء الازمة مع حزب الله، فيما يرغب نتنياهو في شن حملة عسكرية واسعة النطاق".
وتابعت: "يرى غالانت ان عملية عسكرية في لبنان ستمس باحتمال إعادة المخطوفين لأن الجيش الإسرائيل سيضطر إلى نقل قوات من قطاع غزة الى الجبهة الشمالية".
وأردفت "حذرت مصادر مقربة لرئيس الوزراء من أنه ستتم إقالة وزير الدفاع إذا استمر في التمسك برأيه".
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية إن الخلافات بين نتنياهو وغالانت وصلت إلى مراحل قياسية.
ونقلت عن مقربين من نتنياهو قوله: "إذا حاول غالانت إحباط عمل ما (يقصد العملية في لبنان) سيتم استبداله".
فرص التسوية تنفد
وكان غالانت اعتبر أن فرص التوصل الى اتفاق مع لبنان تنفذ ما يشير الى أنه ما زال يعتقد إنها ممكنة محذرا من ان البديل واضح.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي لويد أوستن خلال ساعات مساء أمس.
وقال غالانت لنظيره الأمريكي: "إن إمكانية التوصل إلى إطار متفق عليه في الساحة الشمالية تنفد مع استمرار حزب الله في "ربط نفسه" بحماس - المسار واضح".
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان: "في مناقشة الساحة الشمالية، أكد الوزير غالانت أن إمكانية التوصل إلى إطار متفق عليه تنفد، مع استمرار حزب الله في "ربط نفسه" بحماس. وأكد التزام إسرائيل بإزالة وجود حزب الله في جنوب لبنان، وتمكين العودة الآمنة لمجتمعات إسرائيل الشمالية إلى ديارها".
وأضافت: "وناقشا الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن. وأكد الوزير غالانت أنه في أي سيناريو محتمل، ستواصل المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية العمل بهدف تفكيك حماس وضمان عودة الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة - بأي وسيلة".
الجهود الأمريكية
وقد وصل المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين إلى إسرائيل، الإثنين، للقاء نتنياهو وغالانت قبل أن يتوجه الى لبنان.
وبحسب المصادر الإسرائيلية فإن هوكشتاين سيسعى إلى منع اندلاع حرب مع حزب الله وخاصة في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
منطقة عازلة على حدود لبنان
ويحاول غالانت الاستناد إلى دعم المستوى العسكري الإسرائيلي لمواقفه ولكن ازدياد الضغط على الجيش بعدم فعل ما يلزم لتوفير العودة الآمنة للمواطنين الإسرائيليين إلى البلدات القريبة من الحدود اللبنانية أحدث ثغرة في موقف الجيش ما قد يجعل غالانت يهدأ مع نتنياهو.
فقد كشف النقاب عن أن قائد المنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلي أوري غوردين اقترح مؤخرا في اجتماعات خاصة أن يتم تفويض الجيش الإسرائيلي بإنشاء منطقة عازلة أمنية تحت السيطرة الإسرائيلية في جنوب لبنان.
وقالت صحيفة "إسرائيل هيوم": "زعم غوردين أن الظروف الحالية مواتية للجيش الإسرائيلي لتنفيذ مثل هذه الخطوة بسرعة، مشيرا إلى أن العديد من أعضاء رضوان، وحدة النخبة التابعة لحزب الله والتي كانت متمركزة في السابق بالقرب من السياج الحدودي، إما قتلوا خلال الأشهر الـ 11 الماضية من الصراع أو تراجعوا شمالا".
وأضاف: "وعلاوة على ذلك، شهدت المنطقة رحيلا كبيرا للمدنيين من قرى جنوب لبنان. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 20% فقط من سكان ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول ما زالوا في المنطقة. ومن شأن هذا الانخفاض الكبير في الوجود المدني أن يسمح للجيش الإسرائيلي بتنفيذ المناورة المقترحة بكفاءة وسرعة أكبر".
واستنادا إلى الصحيفة فإن "الأهداف الأساسية لهذه الاستراتيجية هي تحييد التهديد ودفع قوات حزب الله إلى الوراء، وبالتالي حماية المجتمعات الإسرائيلية الشمالية. إن هذه العملية تهدف إلى خلق نفوذ للتفاوض على تسوية دائمة، حيث من المرجح أن يكون حزب الله مدفوعاً إلى التوصل إلى اتفاق يحث جيش الدفاع الإسرائيلي على الانسحاب".
واستدركت: "من المهم أن نلاحظ أن مثل هذه العملية من شأنها أن تطلق فعلياً حملة كبرى واسعة النطاق ضد حزب الله. وهناك شكوك حول التحكم في مدتها ومنعها من التصعيد إلى صراع إقليمي أوسع. ومع ذلك، هناك اعتراف متزايد بين القيادة السياسية الإسرائيلية بأنه في ضوء فشل الجهود الدبلوماسية الأمريكي في التوسط في التوصل إلى تسوية سياسية مع حزب الله، فإن العمل العسكري الجوهري قد يكون الملاذ الوحيد لتمكين سكان الشمال من العودة إلى ديارهم".
وكان نتنياهو قد قال خلال المناقشات الاستراتيجية الأخيرة إن الجيش الإسرائيلي يجب أن يستعد لحملة شمالية موسعة.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي رداً على ذلك: "نحن لا نعلق على المناقشات التي تُعقد في المنتديات المغلقة".