المرتزقة المستأجرون، الذين انتظروا الإشارة من ولي نعمتهم، للتهجم على شخصية مميزة بحجم الدكتور أنور قرقاش، هل يعتقدون أن الرأي العام العربي لا يعرف من العميل الحقيقي لـ«الموساد»، ومن هو المتواطئ الذي دمر الوطن العربي؟
أن تصل الأمور إلى استئجار «بلطجية» للاعتداء اللفظي على وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، في العاصمة البريطانية لندن، فهذا مستوى جديد من الحضيض وصلت إليه الجهات القطرية، مستوى بعيد عن أخلاقيات أهل المنطقة، وبعيد عن ممارسات الدول المحترمة، ويدل بشكل واضح على إفلاس في الحجة، وشلل في التفكير، وقلة في الحيلة!
هؤلاء المرتزقة المستأجرون، الذين انتظروا الإشارة من ولي نعمتهم، للتهجم على شخصية مميزة بحجم الدكتور أنور قرقاش، هل يعتقدون أن الرأي العام العربي لا يعرف من العميل الحقيقي لـ«الموساد»، ومن هو المتواطئ الذي دمر الوطن العربي؟ وهل يعتقدون أن العرب لا يعرفون من الحليف والصديق المقرّب من دوائر صنع القرار في إسرائيل، الذي يقضي أسابيع طويلة متنقلاً بين مزارعه في تل أبيب؟ وهل يمكن أن ننسى تلك التصريحات التي يفتخر فيها حمد بن خليفة، بعلاقاته «الواضحة» مع إسرائيل؟!
وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، تحدث فأقنع، وتكلم فأوجع، وكشف ففضح، وردّ فأخرس، هو شخص راقٍ في دبلوماسيته وأسلوبه، شفاف وجريء في تصريحاته، وواضح في مواقفه، كان له ثقل مميز منذ بداية الأزمة، لقد أحرجهم كثيراً، وفضح ادعاءاتهم مراراً، لم يستطيعوا مجاراته، فانحدروا إلى أسلوب لا يمكن لمثله أن يرد عليه، واعتقدوا أنهم بهذه التصرفات الصبيانية سينالون منه، لكنه زاد رفعة وكرامة، وهم زادوا تخبطاً وانحطاطاً!
الإمارات دولة متطورة، راقية في تعاملاتها، وفق القوانين والأعراف الدولية، وقبل ذلك بأخلاق ومبادئ قادتها وأهلها، لذلك فلن تنجرّ أبداً وراء تفاهات وأساليب «الحواري»، ولن تفكر يوماً في اللجوء إلى شرذمة مأجورة، تنفذ تعليمات من يدفع لها أكثر، لن تفعل ذلك يوماً، وهنيئاً لمن يمارسون هذا المستوى المتدني جداً من الأسلوب والتنفيذ!
المرتزقة المستأجرون، الذين انتظروا الإشارة من ولي نعمتهم، للتهجم على شخصية مميزة بحجم الدكتور أنور قرقاش، هل يعتقدون أن الرأي العام العربي لا يعرف من العميل الحقيقي لـ«الموساد»، ومن هو المتواطئ الذي دمر الوطن العربي؟
لا تُحل الخلافات بين الدول بهذه الطريقة، ولا تحل بالتعنت والإنكار والمكابرة، كما لا تحل بالكذب والتلفيق والتزوير والادعاءات، ودفع الرشى والأموال للمرتزقة والمهرّجين على وسائل التواصل الاجتماعي، ولن تتحسن صورة قطر من خلال «ميداليات» زهيدة الثمن، توزع على العرب في دول شرق آسيا، ولن تغيظنا مسيرة الاحتفال بوصول «الأبقار» لإقامة أول مزرعة أبقار، ونحن عقدنا العزم على الوصول إلى المريخ، ونستعد لافتتاح أول مفاعل نووي، هذا بالضبط الفارق بين المنهجين ومستوى التفكير!
المشكلة أكبر بكثير من هذه المنزلقات الهامشية التي تنزلق فيها قطر، فالدول المقاطعة لن تتراجع عن أهدافها الرئيسة، المتمثلة في إيقاف قطر عند حدها الطبيعي، ومنعها من دعم وتمويل الإرهاب والمنظمات الإرهابية، ومنعها من التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، ودعم المعارضين والمتطرفين، والتراجع عن المخطط الخبيث الرامي إلى تدمير وتفتيت الدول العربية، ونشر الفوضى فيها، والواضح إلى الآن أن قطر غير مستعدة للتخلي عن كل ذلك، والدول المقاطعة ستستمر في إجراءاتها السيادية بإغلاق حدودها لكف الشر القطري، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
نقلا عن "الإمارات اليوم"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة