"لم ينج سكان السرداب".. القاتل الصامت غدر بضحاياه في دوما
القاتل الصامت لم يمنح ضحاياه فرصة للفزع أو محاولة الهرب فقضوا كما فاجأهم.. أب يضع ذراعه حول زوجته ورضيعهما.
في أبريل/نيسان 2017، تعرضت مدينة خان شيخون في سوريا إلى هجوم كيميائي أسقط العديد من الضحايا، وبعد عام من هذه المأساة سقطت مدينة دوما ضحية لهجوم مشابه، ولم يمنح القاتل الصامت تحذيرًا كافيًا للضحايا كي يتمكنوا من الهرب.
فاجأ القاتل الصامت ضحاياه فثبت المشهد.. أب يضع ذراعه حول زوجته ورضيعهما. رضيع لا يزال ممسكًا بيد شقيقه الأكبر سنًا، ولم يحمل أي من الضحايا علامات فزع أو إصابات، تركهم فقط بوجنات محمرة وأفواه مزبدة وهي علامات من دونها كان يمكن الاعتقاد أنهم في غفوة قصيرة.
وكانت عدة عائلات قد لجأت إلى منزل في دوما عندما ضربت ما يُعتقد أنه قنبلة كيمائية سقفه في الساعة 8:45 مساء يوم السبت الماضي، وعندما وصل المنقذون إلى المنزل سرعان ما عرفوا أن هذا الهجوم مختلف، وفقًا لصحيفة "التليجراف" البريطانية.
وقد أغرق الغاز– الأثقل من الهواء – السرداب، وكان القاطنون في الطابق الأول أو أعلى الأقل تأثرًا وأُخذوا إلى المستشفى مصابين بصعوبة في التنفس وبطء ضربات القلب والحروق والرجفة، بحسب طالب الطب محمد في دوما الذي قال إنه لم ينج جميع من كانوا في السرداب.
وأضاف محمد إنه بعد أربع سنوات في المستشفى لم ير شيئًا مثل ما حدث، موضحًا أن أغلب الرضع الذين جاءوا إلى المستشفى ماتوا.
وتابع أنه "قبل وفاة الضحايا كانوا يعانون من صعوبة في التنفس والاختناق وخروج الرغوة من أفواههم، موضحًا أنهم عجزوا عن منحهم الكثير من المساعدة لعدم امتلاكهم الأدوات والقدرة على علاج هذا الكم من الناس".
ولا تملك المستشفى التي يعمل بها طالب الطب سوى أربعة أجهزة أكسجين فقط ويمكن استخدامهم في الحالات الأكثر خطورة فقط.
وأشار محمد إلى أن المستشفى قد تعرضت للقصف ست مرات في اليومين الماضيين، لافتا إلى أن أغلب النقاط الطبية وعربات الإسعاف في المدينة خارج الخدمة.
وأبلغ الأطباء الموجودون على الأرض وجود رائحة مادة تشبه الكلور، ولكنهم قالوا إن أعراضا على المصابين وعدد القتلى الكبير يرجح وجود مادة أكثر سمية مثل السارين.
وقال رئيس الجمعية الطبية السورية الأمريكية الدكتور أحمد تاراكجي، إن عدد الضحايا مرتفع جدًا وهذا غير معتاد بالنسبة للكلور، موضحًا أنه بسبب قلة الموارد لم يتمكنوا من أخذ عينات دم.
وأظهرت صور من موقع الحدث بقايا ما قال خبراء إنه كان اسطوانة كلور معدلة، تشبه تلك المستخدمة في هجمات النظام السوري السابقة.
وكان النظام السوري قد خلط في الماضي مواد كيمائية مثل الكلور والسارين معًا في محاولة واضحة للتشويش على أوائل المتدخلين ولتلويث أي أدلة محتملة.
aXA6IDE4LjExOS4xMjcuMTMg جزيرة ام اند امز