أطفال غزة والعيد.. فرحة "متأخرة" تتحدى الدمار
على طريقتهم الخاصة، اختار أطفال في غزة الاحتفال بعيد الفطر بعد أسبوع من حلوله، محاولين انتزاع أجواء فرح "متأخر" من بين أكوام الركام.
ومع صبيحة أول أيام التهدئة بعد 11 يومًا من التصعيد والقصف المتبادل، قررت الفلسطينية مريم إبراهيم بث أجواء العيد في منزلها، فألبست أطفالها ملابس العيد التي حال القصف المتواصل دون ارتدائهم لها.
وقالت مريم لـ"العين الإخبارية": "بعد تأخر ولكن سنحتفل بالعيد، ألبست أطفالي وزينت بيتي وسأزور عائلتي التي لم أتمكن من زيارتها بالفترة الماضية".
وغابت أجواء العيد هذا العام عن قطاع غزة، وحلت مكانها أصوات الانفجارات والغارات ومواكب تشييع القتلى جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.
عيد حل على القطاع بطعم مختلف، حيث أدى عدد قليل من الناس الصلاة داخل المساجد، عقب صدور فتوى من وزارة الأوقاف بمنع الصلاة في الساحات العامة وجواز صلاتها في البيوت.
واليوم بعد أسبوع من العيد، وفي ظل أجواء الهدوء السائدة، بدت محاولات لانتزاع أجواء فرح رغم رائحة الموت المنبعثة من كل مكان مع ارتفاع حصيلة القتلى إلى 243 شخصا، بينهم 66 طفلا و39 امرأة.
وعلى أكوام الركام قرب أحد المنازل المدمرة في خانيونس، تجمع أطفال يحاولون البحث عن ملابس عيدهم المدفونة تحت الأنقاض بينما شرع آخرون باللهو ببعض الألعاب الناجية.
وبدلاً من الذهاب لأماكن المتنزهات التي دمر بعضها بفعل القصف، تجول الأطفال بين الركام يحصون بأعينهم الصغيرة الدمار، ويصرون رغم ذلك على الاحتفال بعيدهم المتأخر على طريقتهم.
وفي المشافي حكايات أخرى لوجع الأطفال، فالطفل محمود (8 أعوام)، أصيب بغارة إسرائيلية أثناء توجهه لشراء ملابس العيد.
شظية أصابت محمود في ظهره وأصابته بالشلل ليبقى طريح الفراش ودموعه لا تتوقف ولكنه -رغم ذلك- يسأل عما حل بملابسه، فيما يحاول والده تهدئته واعداً إياه بأجمل الملابس عندما يشفى.
وغير بعيد، وتحديدا باتجاه الأطراف الشرقية لشمال قطاع غزة، هناك حيث يبدو الطريق طويلاً أكثر من المعتاد، يتراءى الدمار الذي حل بالطرقات جراء القصف ما يجبر السيارات على التحرك ببطء.
في الأثناء، يعود المئات من المواطنين إلى منازلهم بعدما اضطروا للنزوح تحت وطأة القصف، ليفجعوا بالدمار الذي حل بتلك المنازل.
عيد استثنائي لأهل غزة الذي اضطروا لإرجاء فرحتهم حتى نهاية القصف، وسط آمال لا تنضب بهدنة دائمة وسلام لا تبتره أصوات القصف أو تشوهه دماء الضحايا.