اتفاق غزة يدعم انتعاش الملاحة في قناة السويس.. ويضرب سهم «ميرسك»

تراجعت أسهم شركة ميرسك، اليوم الخميس، مع تصاعد توقعات المستثمرين بإمكانية إعادة فتح طرق الشحن عبر البحر الأحمر وقناة السويس عقب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ما قد يخفف من أزمة الطاقة الاستيعابية التي كانت وراء ارتفاع أسعار الشحن خلال الأشهر الماضية.
التراجع جاء بعدما أعلنت إسرائيل وحركة حماس، التوصل إلى المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، ما عزز الآمال في أن يؤدي الاتفاق إلى توقف الحوثيين عن استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر.
وتسببت هجمات الحوثيين في إجبار معظم شركات الشحن العالمية على تحويل مساراتها إلى جنوب أفريقيا منذ أواخر عام 2023، متسببة في ارتفاع حاد في تكاليف النقل وأسعار السلع عالميًا.
وبحلول الساعة 2:25 بتوقيت أبوظبي، هبط سهم ميرسك بنسبة 2% ليسجل أدنى مستوى له منذ 8 يوليو/تموز الماضي.
ما سبب تراجع سهم ميرسك؟
وقالت حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، إن تراجع سهم "ميرسك" يعد رد فعل طبيعيًا للأسواق تجاه المتغيرات الجيوسياسية بالمنطقة، فتحسن الأوضاع الأمنية في البحر الأحمر يعني زيادة المعروض من خدمات الشحن وبالتالي انخفاض الأسعار، ما يضغط على أرباح شركات النقل البحري التي استفادت خلال الفترة الماضية من اضطراب خطوط الملاحة.
وأضافت رمسيس لـ"العين الإخبارية"، أن المستثمرين يتعاملون عادة مع مثل هذه التطورات باعتبارها مؤشرات مستقبلية، فكلما زادت احتمالات عودة المرور الآمن عبر قناة السويس، اتجهت التوقعات نحو تراجع هوامش الربح لشركات الشحن العملاقة مثل ميرسك.
وأكدت أن انعكاس الأوضاع الأمنية على أداء الأسهم في قطاع النقل البحري لن يكون فوريًا، إذ ما زالت الشركات بحاجة إلى ضمانات أمنية واستقرار فعلي في البحر الأحمر قبل استئناف العمل بمساراتها التقليدية.
ومع ذلك، رجحت رمسيس عدم عودة شركات الشحن فورًا لاستخدام المسار عبر البحر الأحمر، لانتظار ضمانات أمنية قوية وطويلة الأجل قبل اتخاذ مثل هذه الخطوة، مضيفة أنه حال استمرار وقف إطلاق النار في غزة سيكون بداية إيجابية لتحسين سلاسل الإمداد والتجارة العالمية، وقد يعيد أسعار الشحن إلى مستوياتها الطبيعية قبل الأزمة.
موعد عودة ميرسك إلى البحر الأحمر
من جانبها، أكدت شركة ميرسك أنها لن تدرس استئناف عمليات النقل عبر البحر الأحمر إلا بعد التوصل إلى حل أمني فعال ومستدام، موضحة أن هناك صلة واضحة بين المخاطر الأمنية في مضيق باب المندب والصراع في غزة.
وشددت الشركة في بيان، على أن الوقت ما زال مبكرًا لتقييم مدى تأثير التطورات السياسية في غزة على الوضع الأمني في البحر الأحمر، مضيفة: “نأمل أن يكون هذا الاتفاق خطوة أولى نحو إنهاء الصراع وتحقيق سلام دائم في المنطقة”.
وبحسب تحليلات صادرة عن شركتي سيدبانك وإيه.بي.جي سوندال كوليير، فإن أي عودة للملاحة المنتظمة عبر قناة السويس من شأنها أن ترفع الطاقة المتاحة للشحن البحري عالميًا، ما سيؤدي إلى ضغوط إضافية على أسعار الشحن التي بدأت بالفعل في التراجع من مستوياتها القياسية المسجلة في وقت سابق من العام الجاري.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjUg جزيرة ام اند امز