بعد صيد السمك.. «رسائل النفق» تسبق رهينة إسرائيليًا في غزة

شبح شخص يتحرك في نفق، فيما تركز الكاميرا على ورقة يحملها بيده اليمنى، قبل أن يفتح بابًا حديديًا صغيرًا ويدخل لما يشبه الغرفة.

وفي ذلك المكان الصغير، يظهر الرهينة الإسرائيلي الروسي ألكسندر توربانوف وهو يجلس على الأرض قبل تسلمه قرار الإفراج عنه.

• ساعة رملية وقطعة ذهبية.. «سيف الزمن» يرافق رهائن غزة
• «التبادل السادس».. تسليم 3 رهائن إسرائيليين في خان يونس

مقطع فيديو جديد نشرته حركة «الجهاد» الفلسطينية قبيل الإفراج عن توربانوف، رفقة اثنين آخرين من الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

بدا الرهينة في صحة جيدة، وظهر جالسًا على سجاد بسيط على الأرض، وبدا أن التركيز كان واضحًا على إظهار النفق الذي كان موجودا فيه، في رسائل متعددة الأبعاد.

ويقول الرهينة لحظة تسلم قرار الإفراج عنه: «الحمد لله»، قبل أن يكررها عدة مرات، منتشيًا بخبر الإفراج عنه.

ويرى مراقبون أن تمرير مقطع الفيديو قبيل تسليم الرهائن يبعث برسائل إلى إسرائيل بأنها قادرة على إخفاء الرهائن في أماكن لا تستطيع الوصول إليها داخل القطاع.

وفي ذلك ما يشبه التحذير من مغبة عدم استكمال الاتفاق والدفع نحو المضي قدمًا في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية منه.

يأتي ذلك في وقت يخيّم فيه الغموض على مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصًا أن المفاوضات لم تبدأ بعد بشأن مرحلته الثانية، التي يُفترض أن تشهد إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وإنهاء الحرب.

صيد السمك

اللافت أن الرهينة نفسه ظهر في مقطع فيديو آخر نشرته حركة «الجهاد»، أمس الجمعة، حيث بدا توربانوف يتجول بحرية على شاطئ غزة، ويصطاد السمك من البحر، ويكتب شيئًا ما باللغة العبرية في ورقة صغيرة.

وأجرت حركة حماس وإسرائيل، السبت، سادس عملية تبادل للرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي وصل إلى حافة الانهيار هذا الأسبوع.

وجميع من أُفرج عنهم اليوم يحملون جنسية مزدوجة، وكانوا محتجزين في قطاع غزة منذ 16 شهرًا، في عملية تأتي قبيل وصول وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إسرائيل مساء السبت لإجراء محادثات مقررة الأحد.

وكما في كل عملية تبادل، انتشر عشرات المقاتلين الملثمين والمسلحين من كتائب «القسام»، الجناح العسكري لحماس، في الصباح حول منصة أقيمت هذه المرة في خان يونس بجنوب قطاع غزة.

رسائل سياسية على المنصة

ورُفعت خلف المنصة لافتة عريضة تحمل شعار كتائب «القسام» وعبارة «لا هجرة إلا للقدس» بالعربية والإنجليزية والعبرية، تعبيرًا عن رفض خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنقل سكان غزة إلى مصر أو الأردن، وهي الخطة التي قوبلت برفض عربي كبير.

كما رُفعت لافتة أخرى كتب عليها «يا قدس نحن قادمون»، إلى جانب صور لقادة حماس الذين قُتلوا في الحرب.

والرهائن الثلاثة الذين تم الإفراج عنهم السبت هم الإسرائيلي الروسي ساشا تروبانوف (29 عاما)، والإسرائيلي الأمريكي ساغي ديكل حن (36 عاما)، والإسرائيلي الأرجنتيني يائير هورن (46 عاما).

وخُطف الثلاثة من كيبوتس نير عوز خلال هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 والذي أشعل فتيل الحرب في غزة.

ومن بين 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 73 محتجزين في غزة، 35 منهم لقوا حفتهم، وفق الجيش الإسرائيلي.