فلسطينية عائدة من الموت.. إصبع بين الركام وجسد تحته
انهار سقف المنزل فجأة على رأسها فوقعت ودفن جسدها تحت الأنقاض، ولم يتبق سوى إصبع السبابة يطفو بوهن بين الركام، وكان هو سبب نجاتها.
كثيرة هي مآسي غزة هذه الأيام، لكن رغم الموت المستشري في كل شبر بالقطاع، إلا أنه تظل لكل قصة تفاصيل تصنع خصوصيتها.
إلهام ماجد، فلسطينية من غزة، اختبرت كغيرها من سكان القطاع تجربة العودة من الموت، عقب انهيار منزلها جراء القصف الفلسطيني.
وتعود إلهام، في حديث لشبكة «سي إن إن»، إلى تلك اللحظات البشعة التي شكلت محطة فارقة في حياتها وعائلتها، وعبرت بها الحدود نحو مصر لتلقي العلاج.
تجربة مريرة إثر قصف إسرائيلي جرى في الساعة الثانية من ظهر يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على مخيم جباليا، قالت إنها لحد هذه اللحظة لا تزال تسترجعها ككابوس مريع.
وقالت إلهام في المقابلة إنها تود رؤية أبنائها الذين نجوا، بعد مقتل اثنين من أطفالها في الغارة، مشيرة إلى أن من تبقى من أبنائها مع جدهم.
وأكدت وزوجها، رامي محمود، أنهما لا يعرفان شيئًا عن وضعهم بسبب انقطاع الإنترنت وتعثر الاتصال بهم.
وتعليقًا على مقتل ابنها وابنتها، قالت إلهام: "الحمد لله. الحمد لله. اللي جابهم أخذهم. بس هي صعبة، الفراق صعب. ربنا يشفينا عشان الباقين، يا رب.. عشان أشوف أولادي".
إصبع بين الركام
وصفت إلهام التجربة التي عايشتها تحت الأنقاض، وشرحت كيف أن إصبع السبابة هو الذي أدى إلى إنقاذها.
وقالت: "يا رب ما تشوفو زيه. إحساس صعب، صعب. يعني كل شوي بتذكره أنا. إشي بيهزك تحت الأرض وبيخبط فيك. يعني العامود تبع الباطون فوق راسي. بس إصبعي شافوه. أنا كنت ميتة. بس هذا (الإصبع) اللي كان مبين. أما كلي دم ومحروقة".
وأكد الزوجان أن الحي الذي يسكنان فيه كان لمدنيين، نافين تلقيهما أي تحذير بالإخلاء.
وأشار زوج إلهام إلى انتظارهما إجراءات الصليب الأحمر قبل تجاوز معبر رفح تفاديًا للتعرض لأي تحديات، قائلًا: "ما رضيناش نطلع لإجا الصليب الأحمر"، بينما أشارت الأم إلى أنهم انتظروا الصليب الأحمر إلى أن أتى وقام بتحويلهم إلى معهد ناصر الطبي في القاهرة.
عائدة من الموت
وفيما يتعلق بإصاباتها، شدد أحد القائمين على حالتها أنهم يراقبونها للتأكد من عدم تضاعف الآثار.
وقال أحد الأطباء إن السيدة "كانت تشتكي كسرًا في رجلها اليسرى بشكل أساسي وخضعت لترميم للكسر الذي تعرضت له".
وتابع بالقول: "بالنسبة لنا، كجراحة عامة، كانت هناك شظية في كبدها والجزء الأيسر من جسدها، لكنها في حالة مستقرة الآن. بالإضافة إلى وجود شظايا في ساقها اليمنى. نحن نحاول الحفاظ على استقرار وضعها ونراقب الشظية في كبدها يوميًا لضمان عدم تحركها".
وأشار الأطباء إلى أن تحرك الشظية قد يؤدي إلى مزيد من الضرر على السيدة، مؤكدين أنها بحاجة للبقاء قيد المراقبة في المستشفى ما بين أسبوعين إلى 3 أسابيع.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نفّذت حماس هجوما على إسرائيل أدى الى مقتل زهاء 1200 شخص في إسرائيل معظمهم من المدنيين، بحسب السلطات الإسرائيلية.
كما تعرض حوالي 240 شخصا بينهم أجانب، للاختطاف من إسرائيل ونقلوا إلى قطاع غزة، بحسب المصدر ذاته.
وردّاً على ذلك، توعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس، ومذاك تقصف إسرائيل قطاع غزة بلا هوادة وتفرض عليه "حصارا كاملا"، وبدأت عمليات برية اعتبارا من 27 من الشهر الماضي، أسفرت عن مقتل أكثر من 11500 شخص، بحسب حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
aXA6IDMuMTM3LjIxOS42OCA= جزيرة ام اند امز