بُشرى «الإثنين» تقتحم اليوم الـ144 للحرب.. غزة بانتظار «الأسبوع الأطول»
بالحساب الفيزيائي يُعتبر الأسبوع قصيرا، لكن في قطاع غزة يبدو وكأنه أطول من سنة كاملة، في ظل يوميات لا يحركها إلا أنين الموت والجوع.
وأمس الإثنين، أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة بحلول يوم الإثنين المقبل، وذلك بعد أشهر من الحرب بين إسرائيل وحماس، والتي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 30 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في القطاع،
وقال بايدن للصحفيين "أخبرني مستشاري للأمن القومي أننا قريبون، إننا قريبون، ولم ننته بعد. وآمل أن نتوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول الإثنين المقبل".
ومع كل نبأ يسري عن هدنة متوقعة في قطاع غزة، تسري أجواء من الفرحة الممزوجة بالترقب والقلق من المجهول.
لكن الثابت هو أن الهدنة المرتقبة ستكون بنظر 2.4 مليون نسمة (عدد سكان قطاع غزة) استراحة محارب يلتقطون فيها الأنفاس من الموت الذي يلاحقهم في كل شبر في القطاع المحاصر، ويستجمعون فيها الوقت للحزن على من فقدوهم في الحرب، وشد بطونهم بعد جوع طويل.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد هجوم مباغت شنته حماس في بلدات إسرائيلية بغلاف غزة، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
الضرورة المُلحة
يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الحملة العسكرية يجب أن تتحول إلى رفح، آخر مكان آمن نسبيا في غزة الذي تضخم بسبب أكثر من مليون نازح فروا من منازلهم في أماكن أخرى.
وتخشى وكالات الإغاثة وكذلك الحلفاء الغربيون لإسرائيل أن يؤدي أي هجوم هناك إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة الناجمة عن الحرب مما يزيد الضغوط الدولية من أجل التوصل إلى هدنة.
وفي الوقت نفسه، سيبدأ شهر رمضان المبارك في العاشر من مارس/آذار تقريبا. وقد أعربت الدول العربية عن مخاوفها من أن يؤدي استمرار القتال في الشهر الفضيل إلى زيادة التوترات الإقليمية.
وتبذل إدارة بايدن جهودا مع كل من قطر ومصر، لمحاولة التوصل إلى صفقة رهائن يمكن أن تؤدي إلى توقف القتال في غزة لمدة ستة أسابيع قبل بداية شهر رمضان.
لكن مراقبين يقولون إن التوصل إلى اتفاق بحلول يوم الإثنين سيكون على الأرجح معركة شاقة بسبب الفجوات الكبيرة بين إسرائيل وحماس في المفاوضات.
وفي هذا الصدد، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين اثنين، أن ممثلين عن الجيش والاستخبارات الإسرائيلية، عقدوا يوم أمس، الجولة الأولى من المحادثات في الدوحة مع الوسطاء المصريين والقطريين حول الجوانب الإنسانية لمقترح صفقة الرهائن.
وقال المسؤولان إنه من المتوقع أن تستمر هذه المحادثات حتى اليوم الثلاثاء.
في الوقت نفسه، يجري وسطاء مصريون وقطريون محادثات مع ممثلي حماس الموجودين أيضا في الدوحة، في محاولة للتوصل إلى تسوية، خاصة فيما يتعلق بعدد و"نوعية" الأسرى الذين تطالب الحركة بإطلاق سراحهم.
ووفق الموقع الأمريكي، أبلغ وسطاء قطريون إسرائيل أن كبار مسؤولي حماس "يشعرون بخيبة أمل" من الإطار المحدث لصفقة الرهائن، وشددوا على أنه لا تزال هناك فجوة كبيرة بين الاقتراح ومطالبهم.
وبحسب المصادر ذاتها، نبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مفاوضيه إلى المطالبة بعدم السماح لبعض الأسرى الذين يمكن إطلاق سراحهم، بمن في ذلك أعضاء حماس الذين أدينوا بقتل إسرائيليين ويقضون أحكاما طويلة، بالعودة إلى غزة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تم التوصل إلى اتفاق لوقف القتال لمدة أسبوع، أطلقت خلاله حركة حماس سراح أكثر من 100 رهينة، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو ثلاثة أمثال هذا العدد من الأسرى الفلسطينيين الذين تعتقلهم في سجونها.