اليوم الـ98 لحرب غزة.. غارات مكثفة على الجنوب والصدى يرتد بالبحر الأحمر
غارات إسرائيلية مكثفة على جنوب غزة تدخل بالحرب يومها الـ98، فيما يرتد صداها بالبحر الأحمر هناك حيث تلقى الحوثي ضربات أمريكية بريطانية.
وتواصل إسرائيل القصف العنيف على جنوب القطاع، بينما خلُصَ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في ختام جولة بالمنطقة، إلى أن مختلف الأطراف غير راغبين بتوسيع الحرب بين تل أبيب وحماس إلى نزاع إقليمي.
من جانبها، شنّت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، فجر الجمعة، ضربات على أهداف في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثي في اليمن، بعد استهداف المليشيات على مدار أسابيع سفنا تجارية في البحر الأحمر.
وفي لاهاي، يرتقب ثاني جلسات محكمة العدل الدولية للنظر في شكوى رفعتها جنوب أفريقيا تتعلق بارتكاب إسرائيل "أعمال إبادة" في حرب غزة، وهو ما ترفضه الدولة العبرية.
واختتم بلينكن في مصر الخميس جولة شملت دولا عدة بالمنطقة أبرزها إسرائيل والسعودية وتركيا وقطر إضافة إلى مدينة رام الله حيث مقر السلطة الفلسطينية، وكان من أهدافها المعلنة الحضّ على تفادي اتساع نطاق النزاع.
وأثارت حرب غزة مخاوف من تحوّلها إلى نزاع إقليمي، خصوصا في ظل تبادل قصف يومي عبر الحدود مع لبنان بين حزب الله وإسرائيل، إضافة إلى هجمات الحوثيين على سفن تجارية في البحر الأحمر، وهجمات ضد قواعد تضم قوات أمريكية في العراق وسوريا.
وحضّ المبعوث الأمريكي أموس هوكشتاين من بيروت على "إيجاد حل دبلوماسي" ينهي التصعيد الحدودي، وقال "علينا أن نجد حلاً دبلوماسياً يتيح للمواطنين اللبنانيين العودة إلى منازلهم في جنوب لبنان" ويمكّن الإسرائيليين "من العودة إلى منازلهم" في الشمال.
وتزامن ذلك مع إعلان حزب الله مقتل مسعفَين في قصف إسرائيلي طال مركزاً للهيئة الصحية الإسلامية التابعة له، وأكد في المقابل استهداف مواقع إسرائيلية حدودية، وإطلاق "عشرات الصواريخ" على مدينة كريات شمونة رداً على "الاعتداء" على مركز الإسعاف.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي رصد "عشر عمليات إطلاق من لبنان"، مشيراً إلى أنه استهدف بدوره مواقع عسكرية و"بنية تحتية" للحزب في الجنوب اللبناني.
مواجهة قضائية في لاهاي
وبدأت الخميس جلسات محاكمة تتواجه خلالها إسرائيل وجنوب أفريقيا أمام أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، واتهمت بريتوريا تل أبيب بارتكاب "أعمال إبادة"، فيما وصفته إسرائيل بأنه "تشهير دامٍ".
وفي شكوى تقع في 84 صفحة رفعت إلى المحكمة، حضت جنوب أفريقيا القضاة على إصدار أمر عاجل لإسرائيل بـ"تعليق فوري لعملياتها العسكرية" في القطاع.
ووجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقادا شديدا لجنوب أفريقيا، مؤكدا أن تل أبيب "هي التي تحارب الإبادة الجماعية".
وقال "العالم مقلوب رأسًا على عقب، حيث تُتّهم دولة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في حين أنها تحارب الإبادة الجماعية".
رهائن في الأنفاق
وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأسفر الهجوم عن مقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية. كما اقتيد نحو 250 رهينة خلال الهجوم لا يزال 132 منهم محتجزين في القطاع، حسب الجيش الإسرائيلي.
وتردّ إسرائيل بقصف جوي ومدفعي عنيف، وعمليات برية في قطاع غزة المحاصر ما أدى الى مقتل 23469 شخصًا غالبيتهم نساء وأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
وكان مكتب الإعلام الحكومي التابع للحركة أفاد بمقتل 62 شخصا جراء قصف إسرائيلي ليلا على القطاع.
وكثّف سلاح الجو قصف خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة والتي باتت منذ أسابيع مركزا أساسيا للقتال والمعارك، وفق ما أفاد شهود الخميس.
وأعلن الجيش كشف شبكة أنفاق في المدينة، مشيرا الى أن بعض أقسامها "مرّ عبرها رهائن إسرائيليون".
وفي غضون ذلك، تجمّع أقارب الرهائن الإسرائيليين المحتجزين بغزة في كيبوتس نيريم قرب الحدود مع القطاع، ورددوا أسماءهم عبر مكبرات صوت، وفق فيديو لفرانس برس.
شح في المساعدات
على الجانب الآخر من الحدود، يواجه سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة أزمة إنسانية متعاظمة خصوصا في ظل البرد والشتاء. وتحذّر منظمات دولية من كارثة صحية في القطاع، حيث نزح 85% من السكان، وسط بطء وصول المساعدات.
وأطبقت إسرائيل حصارها على القطاع بعيد اندلاع الحرب، وتشكو المنظمات شحّ المساعدات رغم قرار لمجلس الأمن الدولي دعا لزيادتها، وتؤكد أنها تبقى ما دون حاجة السكان.
وأعربت الأمم المتحدة، الخميس، عن أسفها للعقبات التي تضعها السلطات الإسرائيلية أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة، مشيرة إلى أن كل تأخير يُكلّف أرواحاً.
وكان المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس حذّر هذا الأسبوع من أن الوضع الإنساني في غزة "مستعصٍ" وتوزيع المساعدات يواجه عقبات "من شبه المستحيل تجاوزها".
هجمات بالبحر الأحمر
لم تنجح الجهود الدبلوماسية الحثيثة حتى الآن في رسم أفق لنهاية الحرب التي دخلت شهرها الرابع، وإضافة إلى المخاوف على الجبهة بين لبنان وإسرائيل تثير هجمات الحوثيين على السفن قلقا لدى الدول الغربية.
ومنذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي شنّ الحوثيون 26 هجوما في البحر الأحمر وفق الجيش الأمريكي، ما أدى إلى تراجع حركة حاملات الحاويات في المنطقة بنسبة 70% تقريبا، بحسب أمي دانيال، مؤسس ومدير شركة "ويندوارد" للاستشارات في مجال النقل البحري.
ودعا مجلس الأمن الدولي في قرار إلى وقف "فوري" لهجمات الحوثيين التي قال بلينكن إنه ستكون لها "عواقب".
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنّ الولايات المتحدة وبريطانيا وجّهتا "بنجاح" ضربات للمليشيات ردا على هجماتها على سفن في البحر الأحمر، فيما أكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن الضربات كانت "ضروريّة" و"متناسبة".
- بسبب حرب غزة.. إسرائيل في قفص اتهام العدل الدولية
- غزة.. 100 يوم من الحرب تضاهي قرنا من الدمار
- دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل حول غزة.. مؤيدون ومعارضون
- إسرائيل أمام «العدل الدولية».. بدء جلسات الاستماع بشأن تهم «الإبادة» في غزة
- بيان غزة ومفاوضات مع لبنان.. مقترح أمريكي لتهدئة الجبهة «المشتعلة»