"التحرير الجيني" ينقذ المناخ.. "العين الإخبارية" تستكشف التقنية الحائزة على "نوبل" (حوار)
منذ حصل مطورو تقنية التحرير الجيني أو المقص الجيني، على جائزة نوبل قبل سنوات، لم تنقطع التطبيقات التي تستخدم تلك التقنية والتي تحمل آمالا عريضة لإنقاذ المناخ. "العين الإخبارية" حاورت رودولف بارانغو، الباحث الرئيسي في أحدث تطبيقات هذه الطفرة العلمية.
وبشكل مبسط، بإمكان هذه التقنية إكساب بعض المحاصيل صفات تقاوم تغيرات المناخ، أو إعطاء بعضها صفات تجعلها أنسب لإنتاج بعض السلع بطريقة صديقة وغير ملوثة للبيئة.
وخلال دراسة نشرت في العدد الأخير من دورية "ساينس"، قدم باحثو جامعة ولاية كارولينا الشمالية، قصة نجاح استخدام هذه التقنية لتعديل الجينات، بما يسمح بتربية أشجار الحور بمستويات منخفضة من اللجنين، وهو العائق الرئيسي أمام الإنتاج المستدام لألياف الخشب، وتبشر النتائج بإنتاج الألياف لكل شيء من الورق إلى الحفاضات، بشكل أكثر خضرة وأرخص وأكثر كفاءة.
فكيف نجح الباحثون في تحقيق هذا الهدف، وما هي تقنية التحرير الجيني المستخدمة، وما علاقة ما أنجزه الباحثون بقضية تغير المناخ؟ هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها بارانغو، في هذا الحوار الحصري.
بداية: هل يمكن شرح تقنية التحرير الجيني بشكل مبسط؟
باختصار، هي أداة يتم استخدامها للتخلص من جينات معينة تسبب صفات غير مرغوبة، ونقل جينات أخرى تحقق صفات مرغوبة، وفي حالتنا، فإننا نريد خفض مستويات اللجنين، وزيادة نسبة الكربوهيدرات إلى اللجنين في أشجار الحور، وهذه الخصائص مفيدة لإنتاج الألياف.
وما هي الاستراتيجية التي تم استخدامها في البحث لتحقيق هذا الغرض؟
استخدمنا النمذجة التنبؤية لتحديد أهداف لخفض مستويات اللجنين، وزيادة نسبة الكربوهيدرات إلى اللجنين، حيث حددنا 21 جينا مهما يمكنها تحقيق هذا الهدف، واستطعنا خفض محتوى اللجنين بنسبة تصل إلى 50 ٪ في بعض الأصناف، بالإضافة إلى زيادة بنسبة 228 ٪ في نسبة الكربوهيدرات.
وماذا يعني ذلك؟
يعني انخفاض محتوى اللجنين في الأشجار، أن ذلك، يمكن أن يزيد من إنتاج اللب، ويقلل ما يسمى بـ"السائل الأسود"، وهو منتج ثانوي رئيسي لعملية استخلاص اللب، والذي يمكن أن يساعد المصانع في إنتاج ما يصل إلى 40٪ من الألياف المستدامة.
وما علاقة ما تحقق بالحد من "تغير المناخ"؟
إذا تم تحقيق انخفاض اللجنين وزيادة نسب الكربوهيدرات، فهذا من شأنه أن يقلل من العمليات الصناعية اللازمة لإنتاج الألياف، وهذا يساعد في التقليل من غازات الاحتباس الحراري، المرتبطة بعملية الإنتاج بنسبة تصل إلى 20٪ .
وبالإضافة لذلك، فإن أشجار الغابات تمثل أكبر بالوعة كربون حيوي المنشأ على وجه الأرض، وهي ذات أهمية قصوى في الجهود المبذولة للحد من تغير المناخ، وهم ركائز أنظمتنا البيئية والاقتصاد البيولوجي، وفي ولاية كارولينا الشمالية، تساهم الغابات بأكثر من 35 مليار دولار في الاقتصاد المحلي وتدعم ما يقرب من 140 ألف وظيفة.
ومن شأن التحرير الجيني أن يوفر فرصة رائعة لتحسين مرونة الغابات وإنتاجيتها واستخدامها في وقت تواجه فيه مواردنا الطبيعية تحديا متزايدا بسبب تغير المناخ والحاجة إلى إنتاج مواد حيوية أكثر استدامة باستخدام مساحة أقل من الأراضي.
وما الخطوات التالية للاستفادة مما تم إثباته معمليا؟
ما نجحنا في إثباته كان في بيئة الصوبة الزراعية، وفي وقت لاحق ، نأمل في استخدام التجارب الميدانية لقياس ما إذا كانت الأشجار المعدلة جينيًا يمكنها التعامل مع الضغوط التي توفرها الحياة في الهواء الطلق، خارج بيئة الصوبة الخاضعة للرقابة.
aXA6IDE4LjE5MS4yMTUuMzAg جزيرة ام اند امز