"جنيف 4".. 5 متغيرات ترسم بارقة أمل
5 متغيرات في المشهد السوري، تجعل هناك بارقة أمل في أن يأتي "جنيف 4" بنتائج مغايرة عن الجولات السابقة من المفاوضات
شكلت عملية الانتقال السياسي نقطة خلافية بين الحكومة والمعارضة خلال 3 جولات سابقة من المفاوضات في جنيف، فهل يتوقع أن يمتد الخلاف نفسه في الجولة الرابعة المقرر عقدها يوم الخميس المقبل؟
التصريحات الصادرة من الطرفين تشير إلى تمسك كل طرف برأيه؛ إذ لا تزال التصريحات الصادرة عن المعارضة تطالب بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تضم ممثلين للحكومة والمعارضة، مشترطة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، في حين ترى الحكومة السورية أن مستقبل الأسد ليس موضع نقاش وتقرره فقط صناديق الاقتراع.
ورغم هذه المواقف الجامدة، إلا أن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، يتمسك بالأمل في أن الجولة الجديدة ربما تسفر عن حلحلة هذه المواقف الجامدة، معولا على التقارب الروسي التركي، الذي لم يكن موجودا في جولات سابقة.
وقال دي ميستورا أثناء جلسة نقاش بشأن سوريا، الأحد الماضي، في مؤتمر ميونيخ للأمن، إنّه قد "حان الوقت لكي نحاول من جديد"، لافتا إلى أن الظروف تبدلت في ظل التقارب بين موسكو، حليفة دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة.
وإذا كان دي ميستورا قد ركز في كلمته على هذا المتغير، فإن هناك متغيرا ثانيا، وهو خسارة المعارضة السورية للدعم السياسي الأمريكي في ظل إدارة أمريكية جديدة، قال رئيسها دونالد ترامب في مارس/آذار من العام الماضي، وقت أن كان مرشحا: "من الحماقة البحث في خروج الأسد من السلطة".
وأخذ الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مواقف أكثر تشددا عن ترامب، وكان دائما ما يردد أنه لا يرى له مكان في مستقبل سوريا.
ويرتبط بوصول ترامب للسلطة متغير ثالث، وهو التقارب الأمريكي الروسي، بحكم العلاقة التي تربط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وهو ما قد يسمح باتفاق الطرفين على حل، وهذا الوضع لم يكن موجودا في الجولات الماضية.
وإضافة لهذه المتغيرات الثلاثة السياسية يوجد متغيران ميدانيان، أحدهما يتعلق باستعادة قوات النظام مدينة حلب بكاملها بعدما ظل الشطر الشرقي منها لسنوات معقلا بارزًا للفصائل المعارضة للنظام. كما باتت سيطرة المعارضة تقتصر على 13 في المائة من الأراضي السورية، حسب بعض التقديرات.
أما المتغير الثاني، فيتعلق بدخول تركيا الداعمة للمعارضة للمعركة بعد إطلاقها حملة عسكرية برية في شمال سوريا، ضد المتطرفين من جهة والاكراد من جهة أخرى.
فهل تؤدي هذه المتغيرات الخمسة إلى حلحلة المواقف في "جنيف 4" ليأتي بنتائج مغايرة عن الجولات السابقة من المفاوضات؟.. إن غدا لناظرة قريب.
aXA6IDMuMTQzLjUuMTYxIA== جزيرة ام اند امز