ألمانيا تستضيف المؤتمر الـ5 لتغير المناخ
تغير المناخ يعد أكبر تهديد للصحة العالمية في القرن الـ21 ويؤثر على المحددات الاجتماعية والبيئية للصحة، مثل الهواء والمياه والغذاء.
تستضيف مدينة بون الألمانية، الاثنين، فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة الـ5 لتغير المناخ بالتوازي مع الدورة الـ23 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
- استمرار الخلافات بين أمريكا ومجموعة السبع حول "تغير المناخ"
- "التغير المناخي" يهدد حياة 152 ألف أوروبي بحلول 2100
وكان اتفاق باريس -الذي اعتمد في الـ12 من ديسمبر 2015- بداية لعهد جديد في الاستجابة العالمية لتغير المناخ، فلدى العالم الآن معاهدة مناخية أصبحت معاهدة للصحة العامة عندما تتخذ البلدان إجراءات "الحق في الصحة" المعترف به في اتفاق باريس، وستكون الصحة في مؤتمر الأطراف هذا العام موضوعا رئيسيا.
ويعتبر تغير المناخ أكبر تهديد للصحة العالمية في القرن الـ21.
ويشير تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2017، والمعني بالعلاقة بين تغير المناخ والصحة، إلى أنه على مدى السنوات الـ50 الماضية تسببت الأنشطة البشرية، خصوصاً إحراق الوقود الأحفوري، في إطلاق كميات من ثاني أوكسيد الكربون وغيره من غازات الدفيئة تكفي لحبس المزيد من الحرارة في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي ومن ثم تؤثر في المناخ العالمي.
وخلال الـ100 سنة الماضية ارتفعت درجة حرارة العالم بمقدار 85 درجة سلسيوس تقريباً، وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية تسارع معدل الاحترار العالمي أكثر من أي عقد منذ 1850، كما أن مستويات سطح البحر آخذة في الارتفاع والأنهار الجليدية آخذة في الذوبان، كما أن أنماط الهطول آخذة في التغيّر، والظواهر الجوية المتطرفة تزداد شدة وتواتراً.
وعلى الرغم من أن الاحترار العالمي يمكن أن يترتب عليه بعض الفوائد محليا، مثل انخفاض عدد وفيات فصل الشتاء في المناطق المناخية المعتدلة وزيادة الإنتاج الغذائي في بعض المناطق، فإن من المرجح أن تكون الآثار الصحية المترتبة على تغير المناخ سلبية إلى حد بعيد إجمالاً.
ويؤثر تغير المناخ على المحددات الاجتماعية والبيئية للصحة، مثل الهواء النظيف والمياه المأمونة الصالحة للشرب والغذاء الكافي والمأوى الآمن.
وذكر التقرير أن الارتفاع الشديد في درجات حرارة الجو يسهم مباشرة في حدوث الوفيات التي تنجم عن الأمراض القلبية الوعائية والأمراض التنفسية، خصوصاً بين المسنين، فعلى سبيل المثال سجلت أكثر من 70 ألف وفاة إضافية أثناء موجة الحر التي حدثت في صيف عام 2003 في أوروبا.
كما أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من مستويات الأوزون وسائر الملوثات الموجودة في الهواء، الأمر الذي يزيد من الأمراض القلبية الوعائية والأمراض التنفسية تفاقماً، وفي الحر الشديد ترتفع مستويات حبوب اللقاح وسائر المواد الموجودة في الهواء والمسببة للحساسية، ويمكن أن يتسبب ذلك في الإصابة بالربو، وهو مرض يعاني منه 300 مليون شخص تقريباً، ومن المتوقع أن يزداد هذا العبء بفعل الزيادة المستمرة في درجات الحرارة.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuMjIzIA== جزيرة ام اند امز