صحف ألمانية: إيران تلعب بالنار.. وخطر وقوع حرب مرتفع للغاية
شبكة تلفزيونية ألمانية: إيران تلعب بالنار في الشرق الأوسط بقرار تعليق جزء من التزاماتها النووية، وتصعد التوتر بالمنطقة.
وصفت تقارير إعلامية ألمانية وخبراء في الشأن الإيراني، الخميس، قرار طهران تعليق جزء من التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بأنه بمثابة "لعب بالنار" وأن "خطر وقوع حرب في الشرق الأوسط بات مرتفعا للغاية".
وقالت شبكة "أيه أر دي" التلفزيونية الحكومية الألمانية على موقعها الإلكتروني: إن إيران تلعب بالنار في الشرق الأوسط، بعد قرارها تعليق جزء من التزاماتها النووية، موضحة أن طهران خاطرت بتصعيد التوتر في الشرق الأوسط، ووضعت المنطقة على شفا حرب جديدة.
ولكن الشبكة الألمانية أكدت في الوقت نفسه أن "إيران لا تمتلك القدرات العسكرية التي تمكنها من خوض حرب مفتوحة، لذلك اعتادت على خوض الحروب بالوكالة في سوريا ولبنان واليمن".
وأضافت: "طهران لن تخوض حربا مفتوحة مع الولايات المتحدة أو حلفائها، ولكنها سترد على أي هجوم تتعرض له، بتنفيذ هجمات إرهابية في دول المنطقة، أو إطلاق صواريخ عليها وبالأخص إسرائيل، وتنفيذ هجمات على القوات الأمريكية المنتشرة في العراق ويقدر عددها بـ5 آلاف جندي".
وقال الخبير في الشأن الإيراني، أزداده زامريراد، من مؤسسة العلوم والسياسية الألمانية غير الحكومية، في تصريحات لموقع "بي آر" الإخباري الألماني: "لقد ازداد خطر الحرب بشكل كبير"، لافتاً إلى أن احتمالية التصعيد باتت عالية، والاتفاق النووي سينهار في وقت قريب جدا إذا استمرت الأمور على هذا المنوال.
وأضاف زامريراد: "بات واضحا للجميع أن خطر امتلاك إيران سلاحا نوويا لا يزال مرتفعا للغاية"، مشيرا إلى أن "الاتفاق النووي لم يفعل شيئا لإثناء طهران عن مسعاها، والمنطقة الآن مهددة بحدوث سباق تسلح نووي".
وتوقع الخبير الإيراني حدوث ضربات عسكرية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، حال استمرت طهران في خطها السياسي الخطير .
فيما قالت صحيفة تاجس شبيحل: إن الدول الأوروبية لن تتمكن على الأرجح من تنفيذ ما تطلبه إيران، خلال مهلة الـ60 يوما، لأسباب كثيرة أبرزها عدم وجود اتفاق بين أوروبا من جهة، والصين وروسيا من جهة حول نهج معين في التعاطي مع طهران، وكذلك رفض الشركات الأوروبية المخاطرة بعلاقاتها مع السوق الأمريكية من أجل تنفيذ عقود في الأراضي الإيرانية، وثالثها ضيق الوقت المتاح وصعوبة التوصل لحل في شهرين.
ونبهت الصحيفة إلى أن الاتفاق النووي سينهار على الأرجح، مؤكدة أن دور طهران المحرض على الإرهاب والمثير للقلاقل في الشرق الأوسط، جزء من المشكلة، رغم أن الحكومة الإيرانية تتجاهل الحديث عنه، لكنه يدفع باتجاه نهاية الوفاق بين الأوروبيين والإيرانيين.
واختتمت الصحيفة تقريرها، قائلة: "خطر التصعيد كبير للغاية، في ظل تهديد النظام الإيراني باتخاذ إجراءات من شأنها أن تعجل بوقوع حرب مفتوحة، مثل إغلاق مضيق هرمز أو استهداف القوات الأمريكية في الشرق الأوسط".
صحيفة بيلد الألمانية الخاصة واسعة الانتشار، قالت إن نظام الملالي لم يعد فقط خطرا على الشرق الأوسط بسبب تحريضه على الإرهاب، ولكنه يتبع سياسة ستشعل المنطقة والعالم وتدق طبول الحرب التي ستطال نيرانها أوروبا وألمانيا.
وقررت إيران، الأربعاء، تعليق بعض تعهداتها في الاتفاق النووي، في ظل تشديد الولايات المتحدة من عقوباتها على نظام طهران، ومنحت الدول الأوروبية مهلة 60 يوما لتنفيذ التزاماتها الاقتصادية والتجارية بموجب الاتفاق.
ورغم إعلان أوروبا أنها ستضطر لإعادة فرض عقوبات على طهران حال انتهكت الاتفاق النووي الإيراني، أبلغت إيران سفراء الدول التي لا تزال موقعة على الاتفاق (ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا)، بقرارها "التوقف عن تنفيذ بعض التزاماتها" بموجب الاتفاق النووي.