هجوم هامبورج يصعد القلق من اللاجئين بألمانيا
مسؤولون ألمان طالبوا بتشديد الإجراءات للحد من دخول وإقامة اللاجئين في البلاد وبإزالة أي عقبات قضائية تحول دون ذلك
عاد الجدل حول استقبال اللاجئين في ألمانيا للواجهة بعد الهجوم الذي نفذه طالب لجوء في هامبورج وأوقع قتيلا و6 مصابين.
ووقع الهجوم بالسكين، الجمعة، على يد طالب لجوء (26 عاما) في أحد المتاجر الكبيرة بمدينة هامبورج شمال البلاد، فيما لم تتضح دوافعه أو جنسيته بعد.
وأسفر الهجوم عن مقتل رجل في الخمسين من عمره، و6 جرحى، هم 5 رجال وامرأة، إصابة بعضهم خطيرة.
وقال رئيس بلدية هامبورج أولاف شولتس إن منفذ "الاعتداء المشين" طالب لجوء مرفوض طلبه، وتعذر ترحيله لعدم توافر وثائق قانونية لديه.
وبلهجة حزينة وغاضبة أضاف: "ما يزيد من غضبي هو أن منفذ الاعتداء شخص كان يسعى على ما يبدو للحصول على اللجوء في ألمانيا وقد وجه حقده علينا".
وأبدى شولتس أسفه لأن "الأمر يتعلق بأجنبي في طور الترحيل لم يتسن طرده لأنه لم يكن يحمل أوراقا ثبوتية".
ويأتي هذا تكرارا لهجوم آخر وإن كان بطريقة مختلفة، وهو هجوم برلين الذي نفذه طالب لجوء أيضا حين دهس بشاحنة حشدا من الناس خلال احتفال بعيد الميلاد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ونفذ اعتداء برلين التونسي أنيس العامري الذي كان هو أيضا طالب لجوء رفض طلبه، ولم يتم ترحيله من ألمانيا لعدم امتلاكه أوراقا ثبوتية.
وعلى مدى أشهر نفت تونس أن يكون العامري من رعاياها.
وشددت ألمانيا منذ ذلك الحين إجراءاتها للحد من تدفق اللاجئين، إضافة إلى العمل على تسهيل طرد اللاجئين ممن تعتبر الشرطة أنهم يشكلون خطرا، وزيادة الرقابة على المتواجدين.
غير أن رئيس هامبورج طالب بمزيد من التشدد في التدابير: "إن هذا يثبت كم أن الحاجة ملحة لإزالة هذا النوع من العوائق العملية والقضائية التي تعترض إجراءات الترحيل".
وبحسب صحيفة "بيلد" الألمانية فإن الشرطة داهمت مقرا لإقامة اللاجئين للقبض على منفذ الهجوم، وتناقل مغردون على موقع "تويتر" صورا للشرطة وهي تلاحق مارة وسكان من المكان.
وقد تستغل الأحزاب المعارضة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هذا القلق المتصاعد من اللاجئين مع هجوم هامبورج في محاولة الحد من شعبيتها؛ حيث إنها المسؤولة عن تدفق أكثر من مليون لاجئ خلال عامي 2015-2016 بسبب سياسة الباب المفتوح التي اتبعتها في استقبال اللاجئين.
- محكمة ألمانية: الهاربون من التجنيد لا يستحقون منح اللجوء
- "حاويات جهنم".. شبح جديد يطارد اللاجئين بألمانيا
ومع تصاعد الاحتجاجات ضد هذه السياسة تراجعت عنها ميركل في مطلع 2017، مؤكدة أن استقبال اللاجئين يجب أن يكون بحسب ما يحفظ هوية وأمن ألمانيا، واتخذت حكومتها إجراءات مشددة في هذا الاتجاه، أسهمت في خفض أعداد اللاجئين هذا العام.
وقامت الحكومة الألمانية بعمليات ترحيل جماعي فعلياً للاجئين من أفغانستان، قالت إن الأوضاع في بلادهم تحسنت، كذلك أجرت مفاوضات مع دول في شمال إفريقيا لإقامة معسكرات للاجئين أو لاستقبال لاجئين جدد وتخفيف الضغط على ألمانيا.
وأقر البرلمان الألماني عدة إجراءات في الأسابيع الأخيرة تقضي بتشديد مراقبة تحركات وهواتف اللاجئين، وتصفيد أقدام من يدلي بمعلومات مزيفة عن هويته، وزيادة فترة السجن والاحتجاز، وتسريع الترحيل، وإطالة أمد المدة الخاصة بإجراءات منح اللجوء والتي يصاحبها احتجاز طالبي اللجوء في أماكن يشكو اللاجئون من أنها غير مؤهلة للسكن العائلي.
وساعد هذا التحول في تقدم كبير لميركل في استطلاعات الرأي الخاصة بحظوظ الأحزاب المشاركة في الانتخابات العامة المقررة سبتمبر/أيلول المقبل.
وأشار آخر استطلاع للرأي نشره معهد "فورسا" إلى حصول حزبها المحافظ على 40% من الأصوات مقابل 22% لخصمها الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وبشكل خاص، استغل حزب "البديل لألمانيا" هجوم هامبورج في محاولة رفع شعبيته.
وهذا الحزب معارض لتدفق الهجرة على ألمانيا، ويتخذ موقفا مشددا بشكل خاص من الأحزاب الدينية الوافدة.
وكتبت بياتريكس فون شتورك المسؤولة بالحزب في تغريدة على "تويتر" إن الاعتداء "مرتبط بالإسلام"، وخاطبت ميركل قائلة "حاولي أن تدركي ذلك".
وبحسب وسائل إعلام ألمانية فإن السلطات كان على علم بارتباط منفذ الهجوم بأوساط دينية، إلا أن وسائل أخرى تحدثت عن أنه يعاني من مشاكل نفسية ويتعاطى المخدرات.
ومن المقرر أن تعقد الشرطة مؤتمرا صحفيا اليوم قد تكشف فيه عما أظهرته التحقيقات عن الدوافع الحقيقية لمنفذ الهجوم.