ألمانيا تدعم شباب السودان بـ80 مليون يورو
الرئيس الألماني يؤكد ضرورة فتح مؤسسات التمويل الدولية أمام السودان، وألا تأخذ الحكومة الانتقالية بجريرة النظام السابق
أبدى فرانك-فالتر شتاينماير، الرئيس الألماني، استعداد بلاده لتقديم 80 مليون يورو إلى السودان لدعم التدريب المهني وإيجاد فرص عمل للشباب، في أول زيارة لرئيس غربي للسودان بعد الثورة.
وأجرى الرئيس الألماني، الذي وصل الخرطوم الخميس، مباحثات مكثفة مع المسؤولين في الحكومة الانتقالية، شملت رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك.
وشدد فالتر شتاينماير، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، على ضرورة فتح مؤسسات التمويل الدولية أمام السودان، وألا تأخذ الحكومة الانتقالية بجريرة النظام السابق.
وقال "يجب أن نتصرف بسرعة لضمان وصول السودان لمؤسسات التمويل الدولية، وفتح الطريق أمام القروض".
وأوضح "لا يوجد طريق آخر بخلاف إشراك مؤسسات التمويل الدولية وحصول السودان على قروض".
ونقل الرئيس الألماني دعم بلاده اللامحدود لعملية الانتقال السياسي والسلام في السودان، معتبرا أن زيارته بمثابة تحفيز للآخرين لزيارة ودعم الخرطوم.
وأكد التزام ألمانيا بالعمل مع مجموعة أصدقاء السودان لإزالة العوائق أمام التعاون مع المؤسسات المالية الدولية، ورفع اسم السودان من القوائم التي تمنع الشركات الألمانية التعاون معه.
وقررت مجموعة أصدقاء السودان تأجيل مؤتمر المانحين الدولي الخاص بجمع التبرعات للسودان إلى النصف الأول من يونيو/حزيران المقبل بدلا من أبريل/نيسان.
وملتقى "أصدقاء السودان" أسس في عام 2018 كمجموعة غير رسمية، ثم اكتسب صفة رسمية بعد اندلاع الثورة في عام 2019، ويضم مجموعة من الدول والمنظمات الملتزمة بالعمل المشترك، لتوفير الدعم للحكومة الانتقالية.
من جانبه، قال رئيس الوزراء السوداني د.عبدالله حمدوك إن اللقاء مع الرئيس الألماني تطرق إلى آفاق التعاون بين السودان وألمانيا، وسبل دفعها وتطويرها لخدمة المصالح المشتركة لشعبي البلدين، بجانب الأوضاع الاقتصادية ومحادثات السلام.
وأوضح أن اللقاء تناول أيضا مسألة إعفاء ديون السودان الخارجية، والتي تقف أمامها العقوبات الأمريكية المفروضة على بلاده منذ عقود، وهي تركة النظام السابق.
وقال إن الدور الرائد الذي تلعبه ألمانيا في القارة الأوروبية وعلاقاتها الوطيدة مع المجتمع الدولي سيساعد السودان في معالجة هذه القضية.
وأضاف أن السودان بلد غني، ولا يحتاج إلى الهبات والعطايا، وإنما يطمح لبناء شراكات فاعلة مع كل الدول من بينها ألمانيا.
وأوضح حمدوك أن الشراكة السودانية الألمانية تقوم على العمل المشترك خاصة في القطاع الخاص.
وأضاف أن بلاده في حاجة لقطاع خاص جاد يدفع بمسيرة التنمية الاقتصادية في البلاد، من خلال الاستفادة من الموارد الاقتصادية التي يتمتع بها السودان.
وأكد حمدوك أن السودان وألمانيا اتفقا على العمل في مجالات الطاقة والكهرباء والتدريب المهني وبعض المجالات الأخرى، فضلا عن بعض المشروعات الكبرى التي كانت محل نقاش بين البلدين.
وهناك عدة تحديات مالية ونقدية واقتصادية صعبة أمام السودان، تتمثل في شح الدولار بالأسواق بخلاف انتعاش سوق التهريب، وعدم ضخ عائدات القطاع الخاص من النقد الأجنبي في السوق المحلية، ما أدى إلى صعود التضخم بنسبة فاقت 60%.
ولا تزال آفاق الاقتصاد السوداني قاتمة ما لم يتم تعديل السياسات وإجراء إصلاحات شاملة لارتفاع العجز المتزايد بالميزانيات، بسبب دعم الوقود المتزايد وضعف تعبئة الإيرادات.
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4yNTAg جزيرة ام اند امز