قرية ألمانية تجد ضالتها بـ"عمدة سوري".. بات للفخر أساس
أوستلسهايم قرية يأبى سكانها الاعتراف بذلك، بل يغرقون في تمجيدها بوصفها بـ"المقاطعة" لكن هدية من السماء منحتهم سببا أكبر للاحتفاء بها.
الهدية جاءت من سوريا ضمن عاصفة هجرة ضربت ألمانيا في 2015، وقادت الشاب ريان "٢٩ عاما" الذي طالما نسج علاقته بالأراضي الألمانية عبر مشاهدة مباريات فريق "بايرن ميونخ" منذ عام 2009.
- لم تكلفه أكثر من 7 يوروهات.. مهاجر يعبر سياج جيب مليلية بطريقة مبتكرة
- فيديو يفطر القلوب.. مهاجر سوري يرمي جثة طفله في عرض البحر
الهجرة والصدفة قادت ريان إلى أوستلسهايم التي لا يتجاوز عدد سكانها 3000 نسمة، وعاش فيها ثم فكر في تولي شؤونها، فقدم طلبا بذلك، ونال أغلبية الأصوات، ليزيد القرية شهرة ولمعانا بعد أن نقلت صحف العالم القصة.
وفي 18 يونيو/حزيران المقبل، عندما يتولى ريان عمله بشكل رسمي، سيصبح أول عدة منتخب من أصول سورية في ألمانيا، بعد أن أصبح مواطنا ألمانيا بشكل رسمي قبل سنوات قليلة.
ريان الذي وصل ألمانيا في سن الـ21 من العمر رفقة أصدقائه بعد أن فر ضمن مئات الألاف من الحرب في سوريا عام 2015، ومنحهم قرار المستشارة السابقة أنغيلا ميركل، بفتح أبواب بلادها أمام اللاجئين، فرصة للعيش في الأراضي الألمانية.
وبعد إجادته اللغة الألمانية، التي يقول إنها أصبحت الآن أسهل جريانا على لسانه من لغته الأم، أمضى الشاب فترة تدريب في بلدية ألتنجشتيت بالقرب من أوستلتسهايم حيث تعرف لأول مرة على كيفية عمل المؤسسات العامة من الداخل.
وعن هذا يقول ريان لـ"رويترز": "إنها دولة ليبرالية. كل من هو مستعد للقيام بشيء ما هنا يمكنه أن يحصل على فرصة للقيام به".
ومضى الشاب الذي درس التمويل والنظم المصرفية في سوريا، قائلا "سألت رئيس البلدية عما إذا كان بإمكاني تلقي تدريب مهني هنا. قدمت طلبا وأجريت مقابلات وتم قبولي".
وانتهى تدريبه على مدى 3 سنوات كمساعد إداري بشغل وظيفة في البلدية ورؤية واضحة لهدفه التالي وهو أن يصبح رئيس البلدية.
وقال "في السنة الأولى من تدريبي، علمت أنني سأفعل ذلك ولكن السؤال كان متى".
وفاز رئيس البلدية الجديد، الذي ينحدر أصلا من مدينة السويداء في جنوب سوريا، يوم الأحد الماضي في انتخابات البلدية في أوستلسهايم بحصوله على 55.4 بالمئة من الأصوات بعد منافسة مع اثنين آخرين. والثلاثة كانوا مرشحين دون انتماءات حزبية.
وذكر ريان: "أوستلتسهايم قدمت مثالا واضحا، وبهذا المعنى فقد صنعت التاريخ أيضا. وقدمت أيضا دلالة قوية على الانفتاح والتسامح" موضحا أنه ربما لم يكن ليحصل أبدا على مثل هذه الفرص في سوريا.
ومضى قائلا إن أفراد عائلته يشعرون بسعادة بالغة من أجله لكنهم مندهشون أيضا.
ريان بدأ التفكير في أجندة المسؤولية بعد حسم معركة الانتخابات، ويرى أن أهم البنود على جدول أعماله عندما يتولى منصبه هو تحسين رعاية الأطفال من خلال إعادة إتاحة خدمات الحضانة طوال اليوم.
وردا على سؤال عما إذا كان يشعر بأنه ألماني، قال "كيف تشعر بأنك ألماني؟ أنا سعيد جدا لأنني في ألمانيا وأريد حقا أن أخدم ألمانيا... أشعر بأنني أنتمي إلى المجتمع هنا".
ريان ابن معلمة في إحدى المدارس الثانوية ومهندس زراعي، وينتمي للطائفة الدرزية، درس الإدارة المصرفية في سوريا قبل اندلاع النزاع.
وقال عن هذه الفترة لصحيفة فيلت الألمانية "كان أمامي خيار إما الاحتراق لصالح طرف متحارب في الحرب، أو الفرار"، مضيفا "قررت الهروب في ليلة باردة مظلمة.. ومنذ ذلك الحين، كل ما كنت اعتبره كأمر مسلم به لم يعد موجودًا".
ومضى قائلا "لقد علمني ذلك شيئًا، إذ هيمنت منذ ذلك الحين مقولة واحدة على أفعالي وهي: عليك أن تتحمل المسؤولية".
aXA6IDE4LjIyNi4xODcuMjEwIA==
جزيرة ام اند امز