لماذا علينا التخلص من التلوث البلاستيكي؟.. أرقام وتداعيات خطيرة
في عام 1907 أعلن العالم الكيميائي ليو بيكلاند عن إنتاج بلاستيك صناعي، وهذا يعني أنّ جزيئاته ليست طبيعية.
وحصل بيكلاند على براءة اختراع، باعتبار هذا المنتج الاصطناعي مفيدا لحياة البشر، لكن بمرور الوقت ومع إهمال البشر، وعدم استيعابهم أنّ هذا البلاستيك غير صديق للبيئة، ازدادت النفايات البلاستيكية التي يصعب تحللها، مع ذلك بلغ المعدل العالمي لإنتاج البلاستيك 400 مليون طن في عام 2018، وإذا استمر استخدام البلاستيك بالمعدل الحالي فمن الممكن أن يصل إنتاجه السنوي إلى 1.1 مليار طن بحلول منتصف القرن الحالي (2050).
لماذا لا تتحلل المواد البلاستيكية؟
هذا يأخذنا إلى نقطة أخرى، وهي كيف تتحلل المواد أصلًا؟ حسنًا.. عادةً ما تتولى هذه المهمة الكائنات المحللة، وهي غالبًا ميكروبات وكائنات دقيقة تُفرز إنزيمات تفصل الروابط بين عناصر الجزيئات، وتصبح في صورة أبسط. وفي حالة البلاستيك فهو يتكون من بوليمرات، ترتبط معًا بروابط كيميائية قوية، يصعب على الكائنات الدقيقة التعرف على تلك الروابط فلا تستطيع تحليلها، وتستغرق هذه النفايات آلاف السنين حتى يكتمل تحللها، لكن ربما وقتها يكون الضرر قد تفاقم.
استراتيجية إعادة تدوير جديدة
هناك 79% من المواد البلاستيكية تدخل في مدافن النفايات، بينما يتم حرق 12% منها، ويُعاد تدوير 9% فقط، هذا دفع مجموعة من الباحثين إلى ابتكار تقنية جديدة للتخلص من المواد البلاستيكية، وتتمثل في استخدام محفز عضوي يساعد في تحليل المواد البلاستيكية المختلفة، وتستهلك هذه التقنية طاقة أقل، وتُطلق غازات دفيئة أقل، ونشروا ما توّصلوا إليه في دورية "ماتريالز هوريزونز Material Horizons" في سبتمبر/أيلول 2023.
ما أضرار التلوث البلاستيكي؟
حسنا.. هناك العديد من الأضرار اللاحقة بالتلوث البلاستيكي، وتُضر حياتنا، من ضمنها:
نفوق الكائنات الحية
يؤثر البلاستيك على الأنواع الحية وموائلها في النظام البيئي، خاصة في النظم المائية، فهناك العديد من الأسماك التي تختنق بسبب اصطدامها بالمواد البلاستيكية التي يُلقيها الإنسان بإهمال، وعلى المدى البعيد قد نفقد بعض الأنواع للأبد.
إضعاف النظم البيئية
في ظل التغيرات المناخية اليوم يسعى البشر جاهدين للتكيف مع تلك التغيرات، لكن مع وجود نفايات بلاستيكية تقل قدرة النظم البيئية على التكيف مع تلك التغيرات، هذا بدوره يؤثر بشكل مباشر على حياة ملايين الناس، وتقل قدراتهم الإنتاجية.
تضرر جودة التربة
في كثير من الأحيان تُطلق جزيئات النفايات البلاستيكية مواد كيميائية ضارة، وتترسب في التربة، ما يؤثر بالسلب على جودتها.
تداعيات على صحة الإنسان
تتسبب المواد البلاستيكية الدقيقة في إلحاق الضرر بخلايا جسم الإنسان، ما يتسبب في آثار صحية جسيمة، مثل أمراض الصدر والرئة، السرطان، وغيرها.
يستهلك البلاستيك ما بين 60 إلى 100 مليون برميل من البترول لإنتاج الكمية الكافية لاحتياجات البشر، لكن الضرر العائد على البيئة وصحة البشر أعلى بكثير من فوائد المواد البلاستيكية في حياتنا.
aXA6IDMuMTUuMTQ5LjI0IA== جزيرة ام اند امز