مبادرة الغنوشي للحوار.. عنوان الأزمة يبحث عن مسلك نجاة
تساءل مراقبون تونسيون عن جدوى مبادرة طرحها رئيس البرلمان راشد الغنوشي لجمع الرئاسات الثلاث للحوار فيما هو عنوان أزمة تعيشها البلاد.
وكان الناطق باسم حركة النهضة الإخوانية التي يتزعمها الغنوشي قد أعلن، في وقت سابق، دعوة الأخير للقاء الرئاسات الثلاث؛ رئيس الجمهورية قيس سعيد ورئيس الحكومة هشام المشيشي ورئيس البرلمان.
المبادرة التي وصفها المراقبون بـ"المناورة" تأتي في وقت يستبد فيه الخلاف حول تعديل حكومي أقره البرلمان الشهر الجاري برعاية إخوانية ورأى فيه الرئيس سعيد سقطة لضم عناصر تدور حولها شبهات فساد إلى التشكيلة الوزارية.
ورفض سعيد أن يؤدي الوزراء الجدد اليمين القانونية أمامه ما مثل عقبة دستورية أمام قيامهم بعملهم ودفع المشيشي لإزاحة وزراء محسوبين على الرئيس من حكومته.
ويرى المراقبون أن "روح التضامن" التي تحدث عنها الغنوشي في مبادرته، محاولة لإنقاذ حركته التي يحملها الشارع التونسي تبعات التخبط السياسي والفوضى الأمنية التي أدخلت البلاد في أزمة اقتصادية تزايدت حدتها ووصلت لحد الانفجار مع مطلع العام الجاري الذي شهد موجة احتجاجات عنيفة.
ورفع المحتجون شعارات ضد الغنوشي على مدى الأسابيع الماضية في مظاهرات شهدها شارع الحبيب بورقيبة في قلب العاصمة، لكن أصداء تلك الشعارات ترجمتها القوى السياسية المعارضة في البرلمان بتقديم عريضة لسحب الثقة من الزعيم الإخواني المتهم بقيادة تنظيم سري مسؤول عن اغتيالات سياسية خلال سنوات ما بعد "فوضى الربيع".
الغنوشي.. عنوان أزمة لا حل
"لم يمثل طيلة مسيرته السياسية عنوانًا للحل في تونس"، هكذا يصف الناشط السياسي الصحبي العمري راشد الغنوشي معلقا على مبادرته بالقول "إنها مبادرة من أجل ربح الوقت لا غير، ولا تحمل نوايا صادقة باتجاه مصلحة تونس.
وأشار في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إلى أنه لا يمكن إيجاد حلول مع شخص متهم بالتورط في الإرهاب، ويعمل وفقا لأجندات معادية لتونس يقودها التنظيم العالمي للإخوان، مؤكدًا أن المكان الوحيد الذي يليق بالغنوشي هو القضاء لمحاسبته على ما اقترفه بحق التونسيين.
وأوضح أن الرجل الأول في إخوان تونس تسبب بخطابه التحريضي ورعايته للإرهاب في تنامي وجود الجماعات المسلحة في البلاد، متسائلا "كيف يمكن لرئيس الجهاز السري أن يكون عنوانًا للحلول في دولة مدنية".
من جانبه، قال الكاتب السياسي بسام حمدي إن دعوة الغنوشي للحوار جاءت متأخرة في ظل قطيعته الكاملة مع الرئيس التونسي قيس سعيد، مرجحا بأن لا تجد دعوته أي صدى لدى قصر قرطاج (مقر الرئيس التونسي).
واعتبر في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الغنوشي يريد الهروب من أزماته المتلاحقة بفتح حوار "مزيف" من أجل تخفيف الضغط عليه بعد طرح عريضة سحب الثقة منه داخل البرلمان، وهي العريضة الثانية التي يتم طرحها ضد تواجده على رأس المجلس التشريعي التونسي في أقل من عام.
لكن الأصوات المطالبة بعزل الغنوشي امتدت إلى بيته الداخلي، حيث دعاه عبد الفتاح مورو أحد مؤسسي الحركة الإخوانية إلى اعتزال السياسة، معتبرا أنه عاجز عن تقديم حلول للبلاد وأن مسيرته السياسية أربكت الدولة ونظام الدولة المدنية في تونس.
ويرى المتابعون أن الحل الأمثل لتونس هو إبعاد الإخوان من السلطة بعد الحصيلة الكارثية التي لحقت الاقتصاد التونسي وتزايد العمليات الإرهابية التي لحقت تونس منذ 2011.
aXA6IDMuMTQyLjE3Mi4xOTAg جزيرة ام اند امز